من المعلوم أن الثورة عندما تقوم في أي مكان من العالم ترسم لنفسها أهداف يشترك في تحقيقها جميع من آمن بالثورة وأهدافها.. والمتأمل في الثورة اليمنية الشعبية الشبابية عندما قامت رسمت لنفسها أهداف اشترك في رسم هذه الأهداف كل المكونات الثورية على اختلاف انتماءاتهم السياسية والفكرية والمستقلة ثم رسمت لنفسها استراتيجية وخط معين تسير فية كما سارت ثورات أخرى في دول الربيع العربي وكانت هذه الاستراتيجية عبارة عن الاعتصامات في الميادين العامة والمسيرات حتى تحقيق أهدافها التي رسمتها.. ولكن طرأ متغير جديد في الواقع اليمنى أمام الثورة والثوار ،هذا المتغير هو العامل الخارجي الذي نتج عنه المبادرة الخليجية وهنا دخلت الثورة منعطف جديد يفرض عليها وعلى الثوار التعامل مع هذا المتغير والواقع الذي فرض عليهم دون إرادتهم وكان لزاما عليهم أن يغيروا من استراتيجيتهم دون تغير الأهداف للتعامل مع هذا العامل الجديد وكان هذا العامل والمتغير الجديد النقطة التي أظهرت الخلاف والاختلاف في صفوف الثوار والتشكيلات الثورية بين مؤيد ومعارض فأنقسم الثوار حينذاك- لغياب الوعى من قبل مجموعات وتشكيلات ثوريه لأسباب مختلفة تختلف باختلاف التشكيلات المعارضة لهذه المبادرة- بأهمية تغير الاستراتيجية وفقا لتغير الواقع ومراعاة للعوامل المؤثرة في طريق الثورة.. وكان من أبرز المعارضين جماعة الحوثيين ومجموعة من شباب الثورة المستقلين.. قبل جزء كبير من الثوار المحسوبين على الأحساب السياسية بالتعامل مع هذا المتغير نزولا عند رؤية أحزابها ولم يقبل بها آخرون أشرنا إليهم سابقا. وهنا تحديد فتح المجال أما النظام السابق لتكوين تحالفات والعمل على بداء شق الصف الثوري من خلال توجيه حملة إعلامية كبيرة لتشوية الجناح الثوري السياسي والذي يمثله أحزاب اللقاء المشترك متهمة إياهم بسرقة الثورة وتقاسم الغنائم مع النظام وكان الذي يقف وراء هذه الحملة النظام نفسة فتأثر بهذه الحملة جزء كبير من شباب الثورة المستقلين وشعروا بأنهم غدر بهم وأن ثورتهم سرقت فعلا نتيجة الواقع الذي لم يروا فيه أي تغير أو تبديل بل على العكس زاد الواقع سوء إلى سوء والنظام يقف خلف هذا كله ولكن غياب الوعى كما قلنا والواقع الذي اعقب الموافقة على المبادرة قاد الجزء الثوري الأخر إلى الاقتناع بأن ثورتهم سرقت فعلا وخلال ذلك عقد النظام صفقه معلنه مع الحوثين بهدف قيام ثورة مضادة مستغلين غضب الشباب من شركائهم في الثورة الذين قبلوا بالمبادرة وبدأنا نلاحظ الانقسام داخل الساحات وكيل الاتهامات والتشيك بين مكونات الثورة المختلفة ونستطيع أن نقول بين الجناح القابل بالمبادرة للثورة والجناح الرافض لها وكلهم ثوار أحرار قدموا الكثير من التضحيات بالنفس والمال. للثورة.. استمر هذا الخلاف وإلى الآن لعدة أسباب منها: -فرض الوصاية من قبل الأحزاب السياسية على الثورة وتحديد مساراتها ورسم استراتيجيتها -غياب مبدأ المشاركة والثقة بين أطراف الثورة المختلفة - بروز مكونات ثورية لها أهداف خاصة بعيده عن الأهداف الثورية التي رسمتها الثورة مثل الحوثين -غياب التخطيط الاستراتيجي لدي بعض المكونات الثورية نتيجة تراكم الجهل الثقافي والمجتمعي الذي عاشه كثير من شباب الثورة المستقلين بحيث لم يستطيعوا الانسجام مع المكونات الثورية الحزبية التي لدى أحزابها باع طويل في مجال التخطيط والتكتيك واعتبار السياسة فن الممكن.. - غياب الوعى بأهمية التعامل مع الواقع والمتغيرات والمؤثرات الداخلية والخارجية نتيجة لغياب الممارسة السياسية لدي كثير من الشباب المستقلين -المطامع السياسية وحب السيطرة من قبل الحوثين المحسوبين على الجناح الرافض للمبادرة لأنهم يحملون مشروعهم الخاص وكانوا يعتبرون الثورة مجرد وسيلة سيصلون من خلالها إلى غايتهم وعندما أيقنوا أن البساط سحب من تحت أقدامهم مدوا إيدهم إلى من ثار الشعب ضده فعقدوا تحالفهم معه بهدف إفشال الثورة انتقاما من خصومهم.. من خلال ما سبق تبين لنا أنه قد تم فتح باب في جدار الثورة استطاع النظام السابق من خلاله أن يعمل على استمرار الخلاف بين المكونات الثورية وعرقلة الثورة من الوصول إلى أهدافها وكذلك دعم أصحاب المشاريع التي تتفق مع النظام السابق وقيادة ثورة مضادة من داخل الثورة نفسها تولت جماعة الحوثيين لعب هذا الدور .. وضل الخلاف قائم إلى الآن بين الجناح السياسي للثورة والجناح المستقل ومما ساعد في بقاء هذا الانقسام وتوسيعه ببعض الاخطاء التي ارتكبها الجناح السياسي للثورة بقصد أو عن غير قصد.. على سبيل المثال.. -بقاء المعتقلين من شباب الثورة في السجون إلى الآن -بقاء جرحى الثورة بدون علاج إلى الآن بل إن بعضهم مات شهيدا بجراحه وآلامه .. غياب الرعاية الكاملة لأسر الشهداء إلا من بعض المعونات والمساعدات من الجمعيات وهذا ناتج عن غياب التخطيط والاستراتيجيات لكفالتهم.. - غياب التواصل المباشر بين الجناح السياسي والجناح المستقل للثورة بحيث لا يلتقون إلا في صلاة الجمعة وأعتقد أن هذ النقطة أيضا قد اختلفوا عليها من خلال الاتهامات التي يوجهها بعض الشباب المستقل للجنة التنظيمية لشباب الثورة واتهامها بالاستحواذ حتى في تسمية الجمع.. ونتيجة لغياب التواصل والالتقاء حدث الذي حدث لرئيس الوزراء في اجتماع مؤتمر حقوق الإنسان حيث عارض الشباب هذا المؤتمر لأنهم شعروا بالإقصاء والتهميش من قبل إخوانهم الثوار المشاركين في السلطة.. هذه الأسباب وغيرها فتحت أيضا الباب لظهور مشاريع تهدد الثورة بشكل خاص والوطن بشكل عام من هذه المشاريع- الحوثين ..والحراك الانفصالي-والثورة المضادة.. ما الذي يجب على الثوار بجناحيهم المختلفين فعله لتلافى الفرقة التامة والحفاظ على الثورة حتى تحقق كامل أهدافها وكيف تستطيع أن تجعل أصحاب المشاريع الخاصة المذهبية والمناطقية وأصحاب مشروع الثورة المضادة يفشلون وينفضح أمرهم أمام الشعب .