الحرية هذه الكلمة كم لها وقع على النفس وكم هي ثمينة فلا تقدر بكل الاثمان فالله خلقنا احراراً بكل معنى الإنسانية هي عروسٌ ثمنها الدماء ولا تغرس الا ب دماء الاحرار والشُهداء الأخيار. الحرية هي تراثنا اليمني الحقيقي، هي هويتنا التي ضحى من اجلها اجدادنا والان يضحى من اجلها فلذة اكبادنا. إن الحرية ثمنها باهض لا يقدر عليه الا الشرفاء احفاد الشرفاء. ف ديننا الإسلامي جعل من الحُرية حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان، فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية، وحين يفقد المرء حريته، يموت داخلياً، وإن كان في الظاهر يعيش ويأكل ويشرب، ويعمل ويسعى في الأرض. ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن الحرية أن جعل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر، الذي لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية، كالخوارق والمعجزات ونحوها قال تعالى:(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) فنفي الإكراه في الدين، الذي هو أعز شيء يملكه الإنسان، للدلالة على نفيه فيما سواه وأن الإنسان مستقل فيما يملكه ويقدر عليه لا يفرض عليه أحد سيطرته، بل يأتي هذه الأمور، راضياً غير مجبر، مختاراً غير مكره. لكن البعض يظن أن الحرية هي أن تفعل ما تريد وكيفما أريد هذه هي الفوضى .. الحرية هي حضارة وليس تكسير وقذارة. الحرية ليست مرقص وخمارة كما يفهمها البعض الحرية بناء وحضارة.. وبين تلك المفاهيم أتى الإسلام بمفهوم الوسطية بمفهومها الصحيح الذي تنطلق منها حريتنا. صفة من صفات الأمة سلوكا وتفاعلا وعملا ومنهج حياة وسطا بين الأديان وسطا بين العاطفة والعقل وسطا بين العقل والنقل. الوسطية منهج رباني مبني على اتباع دقيق لما جاء به الشرع عقيدة و شريعة الوسطية ليست مسلكا للتساهل والعبث ولا للتشديد والتضيق.. فالوسطية بكل اختصار هي ما قال الله وقال رسوله لأن الله حينما جعلنا أمة وسطا جعلنا وسطا من خلال الإسلام والإسلام ليس إلا قال الله وقال رسوله بكل دقة. السماحة والوسطية ليست التساهل ولكنها لب الالتزام بما جاء به الشرع . فما نقص عنه فهو تفريط وما زاد عليه فهو إفراط ... الوسطية ليست حريتهم المزعومة الوسطية هي حريتنا المكفولة ..