تستعد الولاياتالمتحدةالأمريكية لارسال مدمرة امريكية إلى الخليج العربي مخصصة لاعتراض صواريخ باليستية في وقت كشف فيه مصدر عسكري روسي عن استعداد مجموعة من البوارج الروسية للإبحار نحو سورية، وسط تحدث تقارير امريكية عن انجاز الجيش الأمريكي خططا عن كيفية قيام قواته بمجموعة متنوعة من العمليات العسكرية ضد سوريا، حال تلقيه الأوامر بشن هجوم. وأفادت قيادة الأسطول العملياتي الثالث لسلاح البحرية الأمريكي أن مدمرة "بينفولد" الأمريكية المزودة بمنظومة "إيجيس" للدرع الصاروخية انطلقت يوم 15 يونيو/حزيران من القاعدة البحرية في سان دييغو بولاية كاليفورنيا لتتجه نحو منطقة الخليج العربي. وحسب وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء فإن المدمرة ستقضي جزء من رحلتها البحرية التي تستغرق 8 أشهر في القسم الغربي من المحيط الهادي. في حين تشير قيادة الأسطول إلى أن مهمة الخفارة القتالية في القسم الغربي للمحيط الهادي ومنطقة مسؤولية القيادة المركزية تنحصر في تأمين الدرع الصاروخية. وحسب الوكالة الروسية فإن المدمرة ستشارك أيضا في الدوريات البحرية ومكافحة القراصنة في البحر.وشدد قائد السفينة ديف أودن عشية إبحارها على أهمية إمكانات "بينفولد" الخاصة بالدرع الصاروخية لدعم العمليات الأجنبية. وقال:" تعتبر مهمة الدرع الصاروخية ضرورية جدا. ويسرنا أن نضمن هذا الدعم بوجودنا في المنطقة". وقالت ذات الوكالة أن مصدر عسكري روسي: مجموعة من البوارج الروسية مستعدة للإبحار نحو سورية وفي تقري آخر لها نقلت وكالة الأنباء "أيتار-تاس" الروسية عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن عددا من البوارج الروسية تقف في حالة الاستعداد للتوجه نحو الشواطئ السورية. وقال المصدر - حسب موقع قناة روسيا اليوم - في 15 يونيو/حزيران ان "البحر الأبيض المتوسط يقع في منطقة المسؤوليات لأسطول البحر الأسود الروسي، ولذلك ليس من المستبعد أن تتوجه سفنه الحربية إلى هناك لتنفيذ مهام تأمين قاعدة طرطوس لإمداد الأسطول الروسي التي تستأجرها روسيا من سورية". وواصل المصدر: "هناك عدد من السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الأسود تقع في أهبة الاستعداد للإبحار، بما فيها سفن الإنزال مع وحدات المشاة البحرية الروسية". وأفاد المصدر أن سفينة الإنزال الكبرى "تسيزار كونيكوف" التابعة لأسطول البحر الأسود عبرت مضيق بسفور وهي في طريق العودة من ميناء ميسينا الإيطالي وستصل إلى قاعدة الأسطول الرئيسية في سيفاستوبول يوم 16 يونيو/حزيران". في وقت سابق من يوم 15 يونيو/حزيران أفادت قناة "أن بي سي" الأمريكية نقلا عن مصادر أمريكية رسمية أن سفينة حربية روسية على متنها مجموعة صغيرة من العسكريين توجهت إلى سورية، وستقوم هذه المجموعة بحراسة قاعدة طرطوس. وأشار مستشار الرئيس الأمريكي بين رودس إلى أن البيت الأبيض يدرس حاليا تقرير "أن بي سي"، مؤكدا أن مسؤوليه لا يعلقون من حيث المبدأ على التقارير التي قد تعتمد على معلومات تم الحصول عليها من المصادر المخابراتية. كما امتنعت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عن تأكيد صحة خبر "أن بي سي". ومن جانبها أكدت شبكة ( CNN ) الأمريكية على لسان مصادر امريكية مسؤولة، عن انجاز الجيش الأمريكي خططا عن كيفية قيام قواته بمجموعة متنوعة من العمليات العسكرية ضد سوريا، حال تلقيه الأوامر بشن هجوم، مؤكدة بأن الخطط مجرد إجراء وقائي، وأن البيت الأبيض لم يصدر أي أوامر لتحرك عسكري. وذكرت المصادر للشبكة بأن البنتاغون أكمل تقدير احتياجاته من الوحدات العسكرية وعدد الجنود المشاركين، وحتى التكلفة المتوقعة لأي من هذه العمليات العسكرية المحتملة. وأوضح المسؤولون أن السيناريوهات العسكرية المرسومة تتضمن خلق منطقة عدم طيران فوق سوريا وحماية المنشآت الكيماوية والبيولوجية بسوريا، كما أنها تتضمن مشاركة أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين وعمليات موسعة." ويتزامن الكشف عن الخطط العسكرية مع تصاعد قلق الولاياتالمتحدة من استمرار دوامة العنف الدموي بسوريا، الذي وصفه مسؤولون أمميون بأنه "حرب أهلية"، وتوسيع القوات الموالية للنظام نطاق هجماتها بإقحام المروحيات الهجومية في مهاجمة المعارضة. ونقلت الشبكة الأمريكية الناطقة بالعربي عن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، تأكيده "إن سلسلة القصف الأخيرة زادت القلق حيال الوضع في سوريا، وقال "بأن الوضع مشابه للوضع بالعراق إبان ذروة العنف الذي اجتاح البلاد عقب الغزو الأمريكي". وحذر مسؤول أمريكي آخر رفيع من أنه في حال تزايد العنف الطائفي في سوريا "فهناك إحساس بأن الوضع سيكون أسوأ مما شهدناه في العراق." وشددت المصادر الأمريكية بأن الخطط المرسومة جرى تحضيرها كإجراء احتياطي ولم يصدر عن البيت الأبيض أي أوامر بالتحرك. وذكر مسؤول رفيع آخر أن البحرية الأمريكية تتواجد عسكريت شرقي البحر المتوسط، ومن مهامها القيام بعمليات مراقبة إلكترونية والتجسس على النظام السوري، واستدرك قائلاً بأن الانتشار العسكري الأمريكي بالمنطقة أمر روتيني، لكنه أقر بأن التركيز حالياً ينصب على سوريا. وتناقش الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، بصفة منتظمة سيناريوهات محتملة وخطط طوارئ، كما تتبادل المعلومات الاستخبارية حول الأحداث في سوريا، مع دول المجاورة لها كإسرائيل وتركيا والأردن، حسبما ذكرت المصادر الأمريكية. وتولي الإدارة الأمريكية اهتماما خاصا بالأردن باعتبار أنها تمتلك قوة عسكرية صغيرة نسبياً وربما بحاجة لمساعدة خارجية إن توسع العنف بجنوب سوريا ما قد يمثل تهديداً لأمن المملكة. ونقلت الشبمة في تقرير لها اليوم السبت عن ثلاث مصادر عسكرية أمريكية قولها "إن القوات الخاصة الأمريكية تعكف على تدريب القوات الأردنية على مهام عسكرية محددة للتعامل مع أي تهديدات قد تمس المملكة وأمنها حال توسع الأزمة السورية نحو حدودها. وأكدت المصادر بأن تلك السيناريوهات العسكرية الحالية لا تتضمن نشر جنود في أي من سوريا أو الأردن، وأن المساعدات الأمريكية تقتصر على تقديم دعم جوي لنقل القوات الأردنية للحدود، وتقديم معلومات استخباراتية عما يحدث في الجانب السوري من الحدود، وكيفية التعامل مع تدفق أفواج من اللاجئين والتصدي لتهريب الأسلحة. وبحسب المسؤولين، فأن وأحدا من أكثر السيناريوهات تطرفا يتضمن نقل قوة أردنية صغيرة إلى داخل سوريا لحماية منشآت الأسلحة البيولوجية والكيماوية." وتعتقد الإدارة الأمريكية إن قوات نخبة علوية من الأكثر ولاء للأسد موكل إليها مهام حراسة تلك المنشآت، وتزداد مخاوف أمريكا وحلفائها بشأن أمن تلك الترسانة مع تقلص المساحات التي يسيطر عليها النظام السوري. وقال أحد المسؤولين إن الأقمار الصناعية الأمريكية تراقب تلك الترسانة على مدار الساعة، "وحتى اللحظة ليس هناك ما يدعو للقلق بأنها ليست في مأمن."