دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح شباب الثورة إلى الحوار بعيدا عما وصفها بالحسابات الحزبية الضيقة، مشيرا إلى أنه يتعاطف مع قضاياهم وتطلعاتهم المشروعة، وذلك بعد عرض سابق بالتنحي عن السلطة عام 2012 رفضته المعارضة، مؤكدة أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) مساء الثلاثاء عن مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية قوله إن صالح يبدي تعاطفاً مع مطالب الشباب وقضاياهم وتطلعاتهم المشروعة. وأكد المصدر أن الرئيس اليمني "ينظر إلى ما قام به الشباب النقي تجديداً لروح الثورة اليمنية وتحفيزاً لحيوية النظام الديمقراطي التعددي". كما حذر من أن "تختطف الأحزاب والقوى المتربصة روح تطلعاتهم الإصلاحية السلمية في إطار الشرعية الدستورية والاستقرار وتنحرف بها عن أهدافها ومقاصدها النبيلة". * عرض مرفوض وجاء عرض صالح -الذي تعهد سابقا بعدم السعي للبقاء في السلطة بعد انتهاء فترة ولايته الحالية في سبتمبر/أيلول عام 2013- بعد عرض سابق بالتنحي عن السلطة مطلع العام المقبل رفضته المعارضة. فقد نقلت وكالة رويترز عن أحمد الصوفي المتحدث الصحفي باسم الرئيس اليمني أن صالح سيسلم السلطة من خلال انتخابات برلمانية، وتشكيل مؤسسات ديمقراطية في نهاية عام 2011 أو يناير/كانون الثاني عام 2012، مضيفا أن الرئيس "لا يسعى للسلطة لكنه لا يريد أن يتنحى قبل أن يعرف من الذي سيتسلم السلطة منه". وقد أكد المتحدث باسم تحالف المعارضة اليمنية رفض المعارضة عرض صالح البقاء في السلطة حتى يناير/كانون الثاني 2012، منبها إلى أن الساعات القادمة ستكون حاسمة. كما قال الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن محمد قحطان للجزيرة يوم الثلاثاء إن شباب الثورة يرفضون أي دعوة للتفاوض مع النظام. وتعهد قحطان بأن يزحف شباب الثورة صوب القصر الجمهوري يوم الجمعة القادم الذي سماه "جمعة الزحف" للقبض على الرئيس صالح بتهمة قتل العشرات من المحتجين. ومن جهة أخرى عرض رئيس الحزب الاشتراكي اليمني ياسين نعمان، على الرئيس صالح البقاء في اليمن والعيش حياة كريمة وآمنة إذا تنحى بشكل سلمي. وقال نعمان -الذي يتولى كذلك الرئاسة الدورية لتحالف المعارضة- إنه يعرف أخلاق الشعب اليمني، وإن صالح إذا رحل بسلام فسينظر إليه الناس على أنه زعيم حقيقي، وسيستطيع أن يعيش أينما يريد وستظل كرامته محفوظة.
* ضربات موجعة وشكل يوم الجمعة الماضي مرحلة مفصلية في مسار ثورة شباب التغيير بعد وقوع أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 50 من المتظاهرين، أعقبها استقالة عدد من الوزراء في الحكومة احتجاجا على الأحداث، مما دفع الرئيس صالح يوم الأحد الماضي لإقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ. ثم بدأ نظام صالح يتلقى الضربات تلو الأخرى بعدما انشق عنه عدد كبير من الدبلوماسيين وكبار القيادات العسكرية، قبل أن يلحق بهما عشرات الضباط من رتب متنوعة، وينضمون إلى ثورة الشباب المطالبة برحيله والمتواصلة منذ الثالث من فبراير/ِشباط الماضي. هذه الأحداث دفعت صالح إلى التحذير -في وقت سابق أمس وقبل تقديم عرضه الأخير بالحوار مع الشباب- من أن البلاد قد تنزلق إلى حرب أهلية إذا أجبر على التنحي عن السلطة. فقد قال صالح في كلمة أمام اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة "لا يعتقد الذين يريدون أن يتسلقوا إلى كرسي السلطة عن طريق الانقلابات أن الأمور ستستقر، فهذا غير وارد، لن يستقر الوطن، سيتحول إلى حرب أهلية دامية". كما قال في كلمة أخرى لزعماء القبائل إن المعارضة لديها "أجندة" لتمزيق الوطن إلى ثلاثة أشطار بدلا من شطرين، وإن هذا تحديدا هو هدف من وصفهم ب"المرتدين عن الوحدة". * تطورات ميدانية على الصعيد الميداني نقلت وكالة يوناتيد برس إنترناشونال عن مصدر يمني وصفته بالمطلع أن رجال القبائل في مدينة الجوف شمال البلاد تمكنوا من السيطرة على معسكر تابع للحرس الجمهوري في المدينة بعد معارك استمرت عدة ساعات وطردوا أفراد المعسكر. كما نقلت ذات الوكالة عن مصدر مطلع آخر أن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة بجراح أمس الثلاثاء، في مواجهات قبلية بين قبيلة سنحان -التي ينحدر منها صالح- وقبيلة خولان التي كان وفد منها في طريقه إلى منزل البرلماني المنشق عن الرئيس اليمني محمد عبد الإله القاضي المنحدر هو الآخر من قبيل صالح. وحذر مراقبون من صراعات مسلحة قد تنشب بين وحدات الجيش بعد إعلان وزير الدفاع محمد أحمد ناصر تأييده للرئيس صالح، ونشوب اشتباكات مسلحة بعد ساعات من ذلك بين وحدات من الحرس الجمهوري وأخرى من الجيش مساء الاثنين بمدنية المكلاجنوب اليمن.