وقعت الحكومة اليمنية واللواء المنشق علي محسن الأحمر اتفاقا لوقف إطلاق النار يوم الثلاثاء في محاولة لإنهاء أسابيع من إراقة الدماء، لكن استمر سماع انفجارات وأصوات إطلاق نار متقطعة في شمال العاصمة. وقال مسؤول حكومي أن الاتفاق بين حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومحسن الأحمر توسطت فيه لجنة محلية يرأسها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأشارت مصادر حكومية إلى أن وقف إطلاق النار كان سيدخل حيز التنفيذ في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء. لكن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات الموالية للنظام والقوات المنضمة للمحتجين في الشوارع المحيطة بساحة التغيير بصنعاء، كما تعرض معسكر الفرقة المدرعة الأولى لقصف مدفعي وصاروخي مكثف بعد هذا التوقيت. وقبل ذلك انهارت هدنة لوقف إطلاق النار في اليمن لم تدم إلا ساعة بين الجيش اليمني وقوات الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر، حيث تجددت الاشتباكات في أحياء الحصبة وصوفان في العاصمة اليمنية. وجاءت هذه التطورات بعد إطلاق الأمن اليمني ومسلحين موالين للرئيس صالح النار على متظاهرين وسط صنعاء بعد مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة التغيير باتجاه شارع الزبيري مروراً بحي القاع ما أوقع 15 قتيلاً وعشرات الجرحى، واشتبك على إثر ذلك جنود الفرقة الأولى مدرع مع جنود الأمن المركزي قرب الجامعة القديمة أيضاً. وقالت مصادر في الخارجية الأميركية، أن صالح استدعى السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين لإبلاغه بالهدنة ونيته توقيع خطة مجلس التعاون الخليجي لتحقيق انتقال للسلطة في اليمن. وأعربت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية عن تفاؤل الإدارة الأميركية: "نعتبر هذا الأمر خطوة جيدة" في إشارة إلى وقف إطلاق النار وموقف صالح من المبادرة الخليجية. ويذكر أن لدى الولاياتالمتحدة والسعودية المجاورة مخاوف كبيرة من أن يؤدي الاضطراب السياسي في اليمن إلى إتاحة الفرصة أمام تنظيم "القاعدة" وازدياد نفوذه في منطقة الجزيرة العربية والقرن الإفريقي.