شوفوا أيش من خطوات وإنجازات يتباهى بها الرجل! ليكن! لكن يبقى السؤال: لماذا قائمة الأسماء والصور؟ الجواب قدمه أحد الأصدقاء: عشان يصدروا لهم بطائق. في
إحدى مقابلاته التلفزيونية، سئل وزير الكهرباء عن الخطوات التي اتخذتها وزارته لوضع حد لعمليات تخريب أبراج وخطوط الكهرباء المستمرة، فرد قائلا إن الوزارة انتهت من وضع قائمة كاملة بأسماء مخربي الكهرباء، وإنها الآن في طور جمع صورهم! طبعا، الصديق قال هذا مازحاً، لكن من قال إن المسافة بين الجد والهزل كبيرة في اليمن؟ دعونا نفترض -مجرد افتراض- أن وزارة الكهرباء، بوضعها قائمة بأسماء وصور المخربين، تعتزم اتخاذ إجراء ضدهم! لكن ما هو هذا الإجراء؟ لو قلت "من أجل ضبطهم ومحاكمتهم"، لاتهمتموني بالجنون، ولو قلت "من أجل نشر أسمائهم وصورهم في الصحف ووسائل الإعلام الرسمية"، لسألتموني: وما جدوى هذا طالما لم يصاحبه خطوات رادعة من قبل قوات الأمن؟ هل تعتزم وزارة الكهرباء نشر قائمة بأسماء وصور المخربين علينا حتى نقوم -نحن المواطنين- بإلقاء القبض عليهم إذن، أم ماذا؟! في الواقع، لا يمكن فهم ولا تفسير كلام صالح سميع بأية صورة من الصور، وكل افتراض يسقط أرضا أمام المنطق وحقائق الأمور، باستثناء افتراض واحد فقط يبدو أنه التفسير الوحيد المنطقي للهدف من وراء وضع قائمة أسماء المخربين. كثيرا ما يكون المزاح عُشّ الحقيقة. ومن بين كل الافتراضات التي خطرت لنا أو قد تخطر لنا، يبدو أن الافتراض الوحيد الذي يمكنه الصمود، هو ما قاله الصديق مازحا: "عشان يصدروا لهم بطائق"، بطائق مزاولة مهنة، أقصد: مهنة تخريب. هل يبدو هذا الكلام بعيدا عن المنطق؟ ربما، لكن من يعرف كيف أن الكثير من قطاع الطرق والخاطفين ومخربي أنابيب النفط وخطوط الكهرباء، كانوا قبل الثورة وأثناءها وبعدها، يتلقون رواتب شهرية وهبات وأسلحة من قبل علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر، بالنسبة لمن يعرف هذه الحقيقة، فإن افتراض أن مخربي الكهرباء سيحصلون على وظائف وهبات مقابل أعمالهم التخريبية، يبدو بين سائر الافتراضات التي طرحت أو لم تطرح، بمثابة الافتراض الأكثر قربا من الحقيقة والواقع. على أية حال، نحن في انتظار قائمة صالح سميع التي أتوقع لها نجاحا باهرا يضاهي نجاح "قائمة شندلر"، الفيلم الأمريكي الشهير الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ، والذي يحكي قصة صناعي ألماني مسيحي يدعى أوسكار شندلر، قام بإنقاذ 1100 يهودي بولندي من محارق "الهولوكوست" إبان الحرب العالمية الثانية. فهل ننتظر من قائمة صالح سميع إطلاعنا على قصة محارق "الهولوكوست" التي تتعرض لها براج وخطوط الكهرباء في بلادنا؟