سبق لعبد البارى عطوان أن كتب مقالات عن حرب صعدة ومشاكل اليمن ولكن فعلا هذا المقال هو الأسواء على الإطلاق. وأنصح عبد البارى عطوان أن لا يتكلم عن الشأن اليمنى لأنه يتكلم بكل سطحية وغباء، بل وغباء مقصود. عبد البارى عطوان يحسن الحديث بكل ما يخص فلسطين حتلى لا نظلم الرجل، وما يخص التهجم على الأنظمة العربية خاصة النظام المصرى. ولكنه لسبب أو لأخر لا يحسن الحديث والتحليل عندما يتعلق الأمر بتدخل إيران فى دولة كاليمن. فهو فى قضايا فلسطين وضد الكيان الإسرائيلى وضد النظام المصرى لا يشق له غبار، ويبهر المستمع بكارزميته، ولكنه عندما يتحدث عن اليمن وخاصة أزمة الحراك او ازمة صعدة تجده دجاجة مليئة بالغبار، وانا هنا لا اقصد الشتم لشخص هذا الرجل الذى أمتعنا كثيرا بأحاديثه وتحليلاته السياسية،كما قد يفهم بعض السطحيين، ولكن قلت هذا للنقد، أنا لا اقدر بل من الظلم إتهامه بالعمالة لإيران، لكن ومن غير شك هناك مصلحة شخصية او فكرية او توجهية بينه وبين إيران، ولكون عبد البارى عطوان يحتاج أحيانا لمثل هذا الدعم من هنا او هناك نجد هذا الضعف من قبله فى تناول بعض القضايا. ونصيحتى له لاننى أحبه إما أن يتكلم كما عهدناه بكل قوة وصدق وعلم وحيادية، عما يدور فى اليمن، او لا يتكلم خالص، لانه من كثر كلامه كثر خطأوه. أكيد اننا جميعا نختلف فى تقيمنا للإمور ونختلف فى وعينا بحقيقة ما يجرى من بلد لأخر. وما رأيته فى مقالات عبد البارى عطوان خلال حرب صعدة كان هزيلا، وذلك لإسقاطه النظرة السلبية على كل الحكام العرب بنفس الدرجة واسقاطه لكل القضايا العربية على أنها اولا واخيرا نتيجة نظام الحكم العربى وإعجابه الشديد بإيران لدرجة تبرير كل افعالها وبكل غباء، او ربما لمصلحة شخصية. فى بداية حرب صعدة السادسة كنت افاجأ بان من ينقل له اخبار اليمن وكل المحللين اليمنيين الذين يكتبون فى صحيفة القدس العربى هم من اعداء النظام ومن المعارضة بل ومن الإنفصاليين. وكانت كل الكتابات سلبية ولا تعكس الحقيقة، وربما ثقة عبد البارى عطوان بهؤلاء الكتاب جعلته يثق بما ينقلون وكأنها الحقيقة وهذه أحد اسباب جهله بالشأن اليمنى أنه إستقى المعلومات من طرف واحد. وقد نبهته اكثر من مرة برسائل خاصة الى أنه يسير فى الطريق الخاطىء ونصحته إما أن يكتب بشكل يعكس الواقع اليمنى وينشر لجميع اليمنيين "الرأى والرأى الاخر"، او لا يكتب فى الشأن اليمنى بالمرة، وذلك كى لا تهتز صورة هذا الرجل المقاوم (عبد البارى عطوان) فى نظر اليمنيين خاصة والعرب عامة. كانت نصيحتى لوجه الله وأن لا يكتفى بما يريد أن يراه هو. وأعطيته روابط واتا ومناقشتى لموضوعات تخص اليمن. وأعتقد ان لا وقت لديه لقراءة كتاباتى او كتابة غيرى التى لا تماشى هواه. أنا لا أنتقم لنفسى بقدر ما انصحه أن لا يتكلم فى الشأن اليمنى لكى لا تكون النتيجة كما هى الأن فى هذا المقال السيىء الذى يهز صورته عند المشاهد العربى. فما ينفع فى فلسطين لا ينفع فى اليمن. إسقاط الحكم على الأحداث وبنفس الطريقة وبنفس الاسلوب، مع ظروف ومعادلات متغيرة غير مقبول، فمن ترك غزة أمس يقف مع اليمن اليوم، فهل من الحكمة أن أقول له خائن وعميل؟ ام أن لكل مقال مقام!. وقوف إيران مع غزة فى الأمس لايبرر تدخلها فى اليمن وزعزعة إستقراره وفرض هيمنة فئة خارجة عن القانون عليه. ما ترفعه إيران من الموت لأمريكا واسرائيل ولعنة اليهود فى جنوبلبنان قد يكون مقبولا، لكن ان يستخدم هذا الشعار لقتل العرب فى العراق او اليمن او السعودية غير مقبول. وبمناسبة التهديد الضمنى للسعودية والعرب بعدم التدخل فى اليمن، وكأن من يحق له التدخل فى اليمن هو إيران فقط، فهذا التهديد غير مقبول بل و مردود على إيران، لأننا اليمنيين نرفض وصاية إيران على اليمن وعلى بقية اراضى العرب، تحت أى مسمى واليسمعها الإيرانيون منى بوضوح. على إيران أن تتصرف كجار مسلم مسالم، وأن تترك عنجهيتها الفارغة. فبالأمس كنا نعارض ضرب إيران، واليوم قد نتفهم ضربة لإيران، وإذا اصرت إيران على مواقفها العدائية بهذا الغرور، فقد لا نمانع او ربما نسهل ضرب إيران.