*من اقوال علي ناصر عن الوحده اليمنيه في عيدها العشرين *
قال الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد إن الحوار من أجل الوحدة اليمنية استغرق خمسة وعشرين عاماً، تخللتها صراعات وحروب وسقوط وبروز زعامات وقيادات من شطري البلاد، حيث كان كل نظام ينطلق من رؤى واستراتيجيات خاصة به رغم التغني بالوحدة والحوارات المتتالية، مشيراً إلى أنه في فترات تاريخية معينة كانت صنعاء تطالب بتحقيق الوحدة بالحرب أو بالسلم، كما أكدت ذلك قرارات المجلس الوطني عام 1971 -1972 التي نصت على ضم “الفرع” أي الجنوب إلى “الأصل”، وهو الشمال، وإسقاط النظام في عدن بحجة علاقاته مع المعسكر الاشتراكي، بينما كانت عدن تسعى إلى إسقاط النظام في صنعاء وتحقيق الوحدة اليمنية على أساس برنامج الحزب الذي كانت ترفضه صنعاء ودول المنطقة وحلفاؤها، وحتى بعض حلفاء النظام في عدن، كما حدث في حرب 1979. وأشار ناصر في حديث خاص ل “الخليج” بذكرى مرور عشرين عاماً على تحقيق الوحدة اليمنية، إلى أن الخطر على الوحدة نابع من الداخل، وأن صناعها أخفقوا في الحفاظ عليها، وقال إن سبب بروز الأزمة بين شريكي الحكم عائد إلى أن نواياهما لم تكن صادقة *من اقوال علي ناصر عن الوحده اليمنيه في عيدها العشرين * بدأت فكرة الدعوة إلى الوحدة منذ الخمسينات عند قيام الثورة المصرية، والأحزاب القومية كحزب البعث وحركة القوميين العرب والجبهة الوطنية واتحاد الشعب الديمقراطي وحزب رابطة أبناء الجنوب وغيرها من الأحزاب، التي تنادي بالوحدة اليمنية، لكنها كانت تسعى حينذاك إلى تحرير الجنوب وقيام الدولة فيه على طريق الوحدة العربية واليمنية. وفي شمال اليمن كان بعض الأحزاب التي لها امتدادات قومية تدعو أيضاً إلى الوحدة، ولكن بعض قياداتها كان يعمل ويسعى إلى إسقاط النظام الإمامي الملكي أولاً، وهذا ما حدث بعد قيام ثورة سبتمبر/ايلول ،1962 وقد توقفت الدعوة عند حدود الدولة الجديدة في شمال اليمن، وإن كانت تحدثت عن هدف سادس للثورة باسم الوحدة الوطنية، وقد فسره البعض بالوحدة الوطنية في شمال اليمن، إذ لم يكن هذا البند واضحاً في الدعوة الصريحة إلى الوحدة اليمنية. ومن المعروف أن الجبهة القومية، التي تحولت فيما بعد إلى الحزب الاشتراكي اليمني، كانت تسعى في ميثاقها لقيام دولة في الجنوب، وحتى حزب الشعب الاشتراكي كان يتحدث عن الوحدة، إلا أن عينه كانت على الدولة الجنوبية حتى إنه وضع نشيداً وطنياً للدولة في عدن. وقد استغرق الحوار من أجل الوحدة خمسة وعشرين عاماً تخللتها صراعات وحروب وسقوط وبروز زعامات وقيادات، وكان كل نظام ينطلق من رؤى واستراتيجيات خاصة به رغم التغني بالوحدة والحوارات المتتالية، وفي فترات تاريخية معينة كانت صنعاء تطالب بتحقيق الوحدة بالحرب أو بالسلم، كما أكدت ذلك قرارات المجلس الوطني عام 1971 - 1972 التي نصت على ضم “الفرع” أي الجنوب إلى “الأصل”، وهو الشمال، وإسقاط النظام في عدن بحجة علاقاته مع المعسكر الاشتراكي، بينما كانت عدن تسعى إلى إسقاط النظام في صنعاء وتحقيق الوحدة اليمنية على أساس برنامج الحزب الذي كانت ترفضه صنعاء ودول المنطقة وحلفاؤها، وحتى بعض حلفاء النظام في عدن، كما حدث في حرب 1979. إذاً، لم تكن النوايا صادقة من الطرفين بالرغم من التمترس وراء شعار الوحدة، ولهذا فقد كان الهروب إلى الوحدة مخرجاً لأزمات النظامين، وأدخل اليمن من نفق “جولد مور” في عدن إلى نفق مظلم في صنعاء لم تخرج منه حتى اليوم. أما حول مدى جدية الأطراف لتحقيق الوحدة فإنه يمكنني اليوم القول ان الجنوب كان قد قام بعملية تعبئة واسعة لتحقيق الوحدة، وهذا لا يعني التقليل من دور القوى الوطنية في شمال اليمن. وقد كانت فترة الثمانينات قد شهدت جواً ساده الهدوء والاستقرار في شمال اليمن وجنوبه، خاصة بعد أن احتكم الطرفان إلى لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح، وكان المفروض أن يتوحد الجنوب أولاً والشمال ثانياً قبل الوحدة بالمصالحة الوطنية التي كنا ننادي بها وقدمناها على كثير من الأفكار التي كانت تعرض في حينه، بما في ذلك فكرة استعادة السلطة في عدن والتي لم تكن تشكل هاجساً بالنسبة لنا بمقدار ما كانت تشكله المصالحة الوطنية. وكان لزاماً أن يجري بعد إتمام عملية المصالحة استفتاء شعبي على الوحدة، إلا ان السلطتين حينذاك اختطتا الطريق الأسهل المتمثل في اقتسام السلطة والثروة على المستوى الأعلى وليس بما يضمن إرساء أسس راسخة لتأمين المصالح العليا للشعب في كل الجنوب والشمال، وهذا ما ارتد عكسياً في صورة أزمات كللت بالحرب في 1994. وكانت الأوضاع في كل من الشمال والجنوب والتوترات وانعدام الثقة ثم الحروب بين الطرفين وحروب المناطق الوسطى، كانت عوامل مهمة من عوامل تأخر تنفيذ اتفاقيات الوحدة، إضافة إلى أن مقتل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي عشية اعتزامه القيام بزيارة إلى عدن وتصفية ثلاثة رؤساء في فترات متقاربة على خلفيات سياسية مرتبطة بمشروع الوحدة، كانت تعبيراً عن حجم المعوقات الناجمة عن مراكز القوى والمصالح المتنافرة في إعاقة الوصول إلى شعار الوحدة المرفوع من قبل الجميع آنذاك. وقد كان دور المعارضة يقتصر على إصدار البيانات، وكانت المعارضة تعيش معززة مكرمة في الشطرين، بل إن بعضهم كان يعيش في “بحبوحة” أكثر من وجودهم في مناطقهم ووظائفهم السابقة، وكان دورهم يقتصر على تحريض قادة النظامين للحصول على مزيد من الدعم والمساعدة باسم الوحدة وتحقيقها بالطرق العسكرية، وقد تشكلت منظمات في الشمال والجنوب وتشكلت معها مصالح لهؤلاء على حساب الشعب الذي كان يدفع ثمن هذه الصراعات والخلافات والتفجيرات والتصريحات والحروب والتوتر، وكانت مصلحتهم الإبقاء على الأوضاع كما هي، وهذا لا يعني ان الحال ينطبق على الجميع من قيادات المعارضة التي نعتز بتاريخها الوطني والقومي. و لم يبذل أي جهد عربي لتحقيق الوحدة، لا بل كانت هناك بعض الدول العربية تسعى إلى تعميق الخلافات والصراع بين النظامين في ظل الاستقطاب والحرب الباردة، وكان دور بعض الدول العربية والجامعة العربية هو القيام بالوساطة بالتهدئة بعد كل حرب ليعودوا إلى بلدانهم. ولعلنا اليوم أمام سيناريو متكرر، فأين هو الجهد العربي إزاء الأزمة اليمنية المتصلة في جزء أساس منها بمسألة الوحدة وآثار حرب 94؟ وكذلك أين هو الجهد العربي إزاء قضايا عربية مختلفة في فلسطين والسودان والصومال والعراق، وغيرها؟ هذا الغياب عائد بشكل أساسي إلى تأطير الجهد العربي. وكان لكل طرف في الشطرين برنامجه ورؤيته الخاصة لتحقيق الوحدة، ولقد سبق قيامها التوقيع على اتفاقية القاهرة، وبيان طرابلس، وانجاز الدستور، وإيقاف حروب المناطق الوسطى التي استمرت بين عامي 1972 -1982 وقيام المشاريع المشتركة، وكان لقيام المجلس اليمني الأعلى عام 1981 أثره في طريق الوحدة التدريجية والمرحلية التي أشرت إليها، ومع الأسف فإن البعض كان ضد هذه السياسة، وكنت مؤمناً بأن الطريق إلى صنعاء يجب أن يمر عبر الاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح، وبعد ذلك جرى الركض إلى الوحدة أو الهروب إليها تارة والهروب منها تارة أخرى في ظروف نعرفها جميعاً. وقد كانت ظروف معادرتي لايمن مع اولى ايام الوحده رغبة مشتركة من الطرفين لإخراجي من اليمن، بعد اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني في عدن ،1989 لكن عندما اختلف الطرفان عام 1994 طالبا بعودتي إلى اليمن، لكنني رفضت العرضين بالرغم من حماسة الاستقطاب وبلوغه الذروة. ومازلت أتذكر ذلك اليوم، وكان أول المهنئين لي بقيام الوحدة هو المناضل محمد علي أحمد عند الساعة 00.12 ظهر يوم رفع العلم في عدن، وكان محمد علي ملاحقاً من قبل النظام في صنعاء لأنه طلب منه ومن أحمد مساعد حسين وأحمد عبدالله الحسني وعبدالله علي عليوه وعبدربه منصور هادي الخروج من صنعاء، ولكنه رفض الخروج من صنعاء واليمن، وقد وجهت رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح بهذه المناسبة ولكنهم لم ينشروها. وكما نعرف ان الوحده قامت بين النظامين وجرى اقتسام السلطة والثروة، ولم يكتفيا بذلك وإنما اقتسما مجموعة “الحزب الاشتراكي اليمني القيادة الشرعية” كما كان يطلق علينا، وقد أبرز الاحتكاك العملي بين المسؤولين القادمين من عدن مع مسؤولي صنعاء حجم التباينات، ومع الأسف لم تكن النوايا صادقة لدى الطرفين، وهذا ما أدى إلى بروز الخلافات والصراعات بعد قيام الوحدة أدت إلى حرب 1994 وماتلاها. وكان التعجيل بقيام الوحدة كان له علاقة بحرب الخليج الثانية، حيث كان من المفروض ان يتم الإعلان عن الوحدة في نهاية عام 1990 وفقاً لاتفاق نوفمبر ،1989 كما ان قيام مجلس التعاون العربي له علاقة باجتياح الكويت من قبل النظام العراقي في أغسطس/آب عام ،1990 ومع الأسف أن قيام الوحدة ارتبط بهذه التطورات التي أثرت في الوحدة وفي الثقة بين الشركاء وفي العلاقة بدول المنطقة. وقد برزت الأزمة بين شريكي الحكم لأن النوايا لم تكن صادقة، وهنا أريد ان استشهد بمذكرات الراحل الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، عندما سرد قصة إنشاء حزب الإصلاح كرديف للمؤتمر لإعاقة الاتفاقيات التي توقع بين شريكي الوحدة، وغيرها من التفاصيل في هذا السياق التي تبين حالة التربص التي كان الطرفان مسكونين بها ومحكومين إليها. وقد كانت وثيقة العهد والاتفاق تحمل مشروعاً وطنياً لبناء دولة الوحدة لأنها كانت محل إجماع وطني وعربي ودولي، وجرى إجهاضها قبل أن يجف حبرها حيث ظهر سوء النوايا، وكانت بارزة في أكثر من موقف وتعليق، وشعرت حينها بأن قرار الاقتتال والانفصال قد اتخذ، وبات أمراً واقعاً. وقد قلت أمام الملك حسين عندما طلب مني الرئيس علي عبدالله صالح العودة معه إلى صنعاء على نفس الطائرة، وهم يهمون بالمغادرة بعد خلافه مع نائب الرئيس علي سالم البيض الذي غادر عمان، إن الطرفين عندما اتفقا أخرجاني من اليمن وعندما اختلفا اليوم في قصر الهاشمية طلبا عودتي وأنا لا أقبل ذلك ولكنني مع الوحدة وضد الاقتتال والانفصال. وليس سراً أن طرفي النزاع كانت لهما علاقات مع أطراف إقليمية ودولية، ولكن تقديراتهما للأمور كانت غير موفقة، بدليل أن الذين وقفوا مع الأخ علي سالم البيض نائب الرئيس عام 1994 يقفون اليوم مع الرئيس علي عبدالله صالح ضد الحراك السلمي في الجنوب. و في عام 1994عندما اعلن علي سالم البيض الانفصال لقد أعلنت يومها أنني ضد الاقتتال والانفصال، وانه يجب الاحتكام إلى لغة الحوار لحل المشاكل بين الحزبين، وناشدتهما بالحوار ووقف إطلاق النار ولكن “لا حياة لمن تنادي”. وقد رتبت لهم اللقاء في دمشق لأسباب سياسية ومعنوية بعد موافقة القيادة السورية على هذا اللقاء، وكنت حريصاً على تقييم التجربة والخروج من هذا اللقاء برؤية للمستقبل. *الحراك الانفصالي في الجنوب/ لقد حذرت عام 1994 من خطورة الوضع، وان الأمور حسمت عسكرياً ولم تحسم سياسياً، وطالبت الرئيس علي عبدالله صالح باللجوء إلى الحوار، ولم يتفهم موقفي، وآنذاك قلت إن الحوار هو الحل وإلا فسيأتي يوم تعبر الأزمة عن نفسها بطريقة قد تكون دموية. ومع الأسف فقد جرى ترحيل المعالجات التي اقترحها البعض لمعالجة الأزمة من خلال اللجان التي شكلت والتقارير التي قدمت، مثل تقرير الوزيرين عبدالقادر هلال والدكتور صالح باصرة وغيرها من اللجان والتقارير التي تحدثت عن نهب الأراضي والممتلكات الخاصة والعامة في عدن ومحافظات الجنوب، إضافة إلى تسريح الآلاف من أعمالهم الذي أدى إلى موجة الحراك التي تحدثت عنها في سؤالكم. وقد لقد كانت الوحدة هدفاً استراتيجياً ناضلت من أجله جماهير الشعب اليمني وقواه الوطنية شمالاً وجنوباً، وقدموا تضحيات جسيمة من أجل تحقيقها، وقد أصيبت الجماهير بخيبة أمل نتيجة الأخطاء والعقليات اللاوحدوية المهيمنة التي تجسدت بدورها في ممارسات الأجهزة التي أساءت للوحدة. و لقد تحاورنا أكثر من 25 سنة، وتمخض عن هذا الحوار عدد من الاتفاقات التي قامت الوحدة على أساسها، ولو عاد بي التاريخ إلى الوراء لطالبت بتحقيق مصالحة وطنية في الجنوب منذ ،67 إضافة إلى إجراء استفتاء شعبي على الوحدة قبل قيامها، إذ كان من اللازم أن يتوج هذا الحوار الطويل بعمل مدروس ومسؤول واستراتيجي وان يفضي إلى تحقيق توازن في المصالح بما لا يخل بمبدأ الشراكة في الوحدة. وكان من المفروض أن تقوم الوحدة على اقتسام السلطة والثروة للشعب والعدل والمواطنة المتساوية استناداً إلى دستور دولة الوحدة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وأن يعم الرخاء والأمن والاستقرار ربوع اليمن، كما نشاهد اليوم في تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة. وأتذكر حديثاً مع مؤسس دولة الإمارات ورئيسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تغمده الله برحمته، عن تجربته في تأسيس الاتحاد انه بذل جهداً كبيراً في إقناع بعض الإمارات التي تخلفت عن الانضمام للدولة الجديدة، وانه جرى الحوار معهم وإقناعهم بفائدة الاتحاد فانضموا إليه بطريقة طوعية وسلمية بعد ذلك عن طريق الإقناع وليس عن طريق القوة، وانه صرف المال وكسب الرجال وحقق التنمية والاستقرار والازدهار في هذه الدولة. ولقد تحدثت كثيراً عن المشاكل التي مر بها اليمن، وفي تقديري أن الأزمة الحالية هي أزمة سلطة بامتياز. ومن جانبي الاتصالات مستمرة مع كافة القوى السياسية في السلطة والمعارضة، ولم تنقطع اتصالاتي مع الحزب الحاكم من منطلق الحرص على تجنيب البلد مزيداً من الصراعات والانقسامات والحروب، وقد وجهت رسائل عديدة إلى الرئيس بهذا الشأن، وآخرها رسالة بشأن الحرب في صعدة والحراك في الجنوب، وضرورة الإفراج عن المعتقلين، ووقف الاختطاف والملاحقات لنشطاء الحراك، وإطلاق الصحف الموقوفة وفي مقدمتها صحيفة “الأيام”، والاحتكام إلى لغة الحوار، ومع الأسف أن البعض فسرها بأنها أوامر. وأعتقد أن كل إنسان خارج وطنه يحن إليه وحنيني للوطن لا حدود له، ولا توجد مشكلة أمام عودتي. وبعد عشرين سنه الخطر علي الوحده اليمنيه من الداخل، فالخارج لا يؤثر كثيراً إذا كانت الجبهة الداخلية متماسكة، وهناك شبه إجماع اليوم على أن الوحدة تتهددها المخاطر وبحاجة إلى الالتفات إليها بروح المسؤولية الوطنية. وقد نجح شركاء الوحده في التوقيع على الوحدة يومها، وأخفقوا في الحفاظ عليها، ولم يدركوا أهمية وعظمة هذا الحدث العظيم الذي ناضلنا من أجله أكثر من 50 عاماً وقدمنا في سبيله قوافل من الشهداء، ولهذا أطالب أن يجري حوار جاد لتقييم تجربة الوحدة من قبل الحريصين عليها بهدف الاستفادة من الدروس والعبر، للخروج من هذه الأزمة المستحكمة التي تنذر بمصير مجهول.