ريال مدريد يختصر اسم "البرنابيو" ويحوله إلى ملعب متعدد الأغراض    استئناف الدوري اليمني.. قرارات حاسمة من اتحاد الكرة ترسم ملامح المرحلة المقبلة    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    لجنة من وزارة الدفاع تزور جرحى الجيش المعتصمين بمأرب وتعد بمعالجات عاجلة    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    واشنطن تفرض عقوبات على 32 فردا وكيانا على علاقة بتهديد الملاحة الدولية    العراق ضد الإمارات بالملحق الآسيوي.. هل يتكرر سيناريو حدث قبل 40 عاما؟    انهيار مشروع نيوم.. حلم محمد بن سلمان اصطدم بصلابة الواقع    غدا درجة واحدة في المرتفعات    اول موقف من صنعاء على اعتقال الامارات للحسني في نيودلهي    ثم الصواريخ النووية ضد إيران    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    هجوم مسلح على النخبة يقوده عناصر مرتبطة بقيادة سالم الغرابي    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    إعلان نتائج الانتخابات العراقية والسوداني يؤكد تصدر ائتلافه    الكشف عن 132 جريمة مجهولة في صنعاء    ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألأزمة اليمنية .... رؤية شرعية وواقعية

بقلم عبدالله بن محمد النهيدي . مدير مركز السنة العلمي بالبيضاء اليمن [email protected]
جاء الإسلام كشريعة خاتمة بما لا يحتاج معه إلى زيادة أو نقص أو تغيير وهذا المعنى متعارف ومتفق عليه بين علماء الإسلام لا يخالف فيه سوى المبتدعة وخلافهم له في التطبيق العملي لا في التقعيد النظري ولذلك جاءت أحكام الشريعة بما يحقق مصالح العباد في العاجلة والآجلة ويدرأ عنهم المفاسد ف
ي الدارين حتى قال بعضهم إن الإسلام هو درء مفسدة أو جلب مصلحة وقد سبر العلماء أحكام الشريعة الإسلامية فوجدوها لا تنفك عن كليات خمس تندرج تحتها جميع أحكام الشريعة وهي : حفظ الدين , والنفس , والمال , والعقل , والعرض. وعند توصيف ألأزمة اليمنية الراهنة على ضوء كليات الشريعة وهو ما ينبغي أن يفعله أي محلل ومتابع للوضع سيما إن كان من أصحاب المشروع ألإسلامي . إذ ألإصلاح الحقيقي هو مدى ما يتحقق من المصالح الشرعية في الواقع وعكسه الفساد الماحق هو مدى ما يناقض هذه ألأصول وبالنظر إلى ما نعيشه اليوم في بلد الإيمان والحكمة وما أطلق عليه في زمن ما ببلاد السعيدة حكومةً أو معارضةً والمعارضة في الداخل أو في الخارج , مسلحةً أو سلميةً يتبين لنا ألآتي
أولاً : حفظ الدين
هذا هو أصل ألأصول , وعليه وبه صلاح جميع ألأمور , والإخلال به يعني قمة ألإفساد في الأرض ومن نظر في جهود الحكومة للاعتناء به يجد انه لا يمثل أولوية عندها رغم أن الدولة لم تعلن العلمانية المطلقة ولم تحرم قيام أحزاب على أساس ديني , وفي دستورها أن الشريعة هي المصدر الوحيد لجميع القوانين والأنظمة واللوائح . غير أن الكلام النظري شيء والتطبيق العملي شيءٌ آخر مختلف , ولا يحظى الدين من التوعية والتثقيف في وسائل ألإعلام سوى بقدرٍ قليل وكلمات عاجلةٍ . وأدلل على ذلك بنقطتين .
ألأولى : حوادث النيل من الثوابت في وسائل الإعلام وغيرها كسب الذات ألإلهية وإهانة المصحف والدعوات النشاز إلى الجندرة وغيرها , لم تحظ بأي قدر من ألإهتمام حتى أدى ذلك إلى إتخاذ خطوات من قبل المواطنين أظهرت عجز وتواني الدولة في مهمتها لحفظ الدين وضبط ألأمن , بينما نجد الخطوات العاجلة في معاقبة من يمس الثوابت الوطنية , والكلام في بعض الرموز المحلية , أدى إلى المداهمة والسجن والقتل أحياناً .
النقطة الثانية : وهي المحاكم الشرعية التي أصبحت أداة لتشويه الدين ورفض ألأحكام الشرعية , حتى عزف الناس عن التحاكم إليها , ورضوا بالتحاكم إلى العادات والتقاليد , وتحكيم المشايخ والوجهاء يقبلون أقسى ألأحكام وأكبر الظلم والحيف لتصل بعض أروش الجراحات إلى عشرات الملايين , على أن يدخلوا محكمةً شرعية يميل الحاكم فيها إلى أكبر الخصمين جيباً , وأوسعهم نفوذاً , لتطول القضية السهلة البسيطة سنين عديدة حتى يمل صاحب الحق فيها حقه . فيتنازل عنه , أو يتركه نهباً للخصوم ألأقدر على الصبر , والأكثر إستعداداً للدفع . وأعرف قضية مات صاحب الحق فيها بعد أن قضى خمس وثلاثين سنة في دوائر المحاكم تاركاً للورثة مشواراً طويلاً من قرع أبوابها . هذا دور الحكومة مع الدين فأين المعارضة منه . على أن المعارضة اليمنية طوائف متعددة ذات مشارب ومذاهب متباينة لا يجمعها سوى شيئان ألأول كره النظام وحب الخلاص منه , والثاني الارتماء في أحضان كل من يحتضنها فمن كان بالأمس يصدر حكم ألإعدام على من يتعامل مع النظام الأميركي ألإمبريالي لا يجد حرجاً من موعدٍ له في سفارتهم بكرةً وعشية , ومن يطلق الموت لأميركا بعد كل صلاة جمعةٍ , يزورهم صباح كل سبت ٍ, وحتى بعض الإسلاميين يرون في تعاونهم مع ألد أعداء الملة قمة الحذق والذكاء السياسي . ولا يوجد في برامج المعارضين للسلطة تحكيم الشريعة , ولاتبني ألإسلام ديانة . ومنهم من له تاريخ حافل بمحاربة التدين ومنهم من له أهداف طائفية وبدعية قد تأتى على ما بقي عند الناس من دين ليدخلوهم في دين الملالي .... وهم هكذا سلطة ومعارضة صراعٌ على نفوذ ومصالح وكأننا في صراع بين حزبين في المكسيك أو اليابان . لا يعكس ما ينبغي أن يكون عليه الوضع في بلدٍ يدين أهله بالإسلام 100%
ثانياً : حفظ النفوس .
من هو المتدين إلا الإنسان الحي السوي وبالتالي فقد أولت الشريعة الإسلامية حفظ النفوس جانباً كبيراً من الأهمية ونصوص الكتاب والسنة في ذلك كثيرةٌ ومشهورةٌ { وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً }المائدة32 . ويكفيك أن الله أباح للإنسان أن يتكلم بكلمة الكفر إذا خشي على نفسه الهلاك عند الإكراه قال تعالى {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النحل106 ومن أجل حفظ النفوس شرع القصاص , والديات والاروش , حتى لو قتل الجماعة واحداً قتلوا به بإتفاق الأئمة ألأربعة . وحينما ننظر إلى واقع البلد اليوم , وما هو حظ هذه الكلية فيه , نجد في الجانب الحكومي أنه لا رادع للناس من القتل سوى العجز عنه , ومن اطلع على تقرير وزارة الخارجية السنوي وهي جهة رسمية يتبين له حجم الكارثة , لكثرة حالات القتل المتعمد , وأسبابها , وما وصل إليه النظام في الحكم من ألاستهتار بالدماء . فالقتل بالجملة وفي المساجد , وعلى أتفه ألأسباب ,وغالباً ما تقيد القضية ضد متهرب من العدالة . والحامي له الشيخ فلان , حتى صار نفوذ بعض المشايخ أكبر من نفوذ الدولة , وإلا فما المانع من تسليم الجاني , وكما قال لي أحد الفضلاء متهكماً , عن حال أجهزة ألأمن , يقول حصل إطلاق نار في مكان كذا الساعة كذا , وهرعت أجهزت ألأمن إلى مكان الحادث فوراً وتم إلقاء القبض على المقتول !! بينما فر القاتل في سيارة جيب جديدة . طبعاً إلى أين....؟ ولن ينسى التاريخ قضية الدكتور القدسي عندما قتل داخل المستشفى ولماذا وكيف قتل ؟ وكيف استطاع القاتل أن يفر ؟ ومن سهل له الفرار خارج البلد ؟ ومن قطع له التذكرة ؟ ومن أشر له ؟ على فظاعة الجريمة وهمجيتها ومن هنا تجرأ الناس على الدماء عندما غاب أو غيب دور الدولة في حفظها .
وقل مثل ذلك وربما أكثر منه للمعارضة في الجنوب أو حتى في الشمال . فكثير من رموز المعارضة ألاشتراكيين سابقاً ممن ولغت أيديهم في الدماء البريئة . وهناك بعض جماعات الغلو والتي لا تتورع عن سفك الدم لأدنى شبهة أو تأويل , وكذلك الحروب التي خاضها الحوثيون في صعدة وما جاورها وأدت إلى سفك الدماء والاعتداء على المباشر على رجال ألأمن وهم أي الحوثيون من بدأ بالعدوان وسفك الدم . ولو استمرت هذه الفصائل في ما هي فيه فإن ذلك ينذر بمزيدٍ من الدماء , بل بأنهار دماء تراق على مذابح الكراسي , لم يجف ما أريق منها في 1948 و 1962 و1968 و1972 و1978 و1982 و1986 و1994 هذا في القرن الماضي وستة حروب حديثة في صعدة في هذا القرن حتى كأنما تعيش اليمن في حرب أهلية شبه مستمرة والقائمة تطول وكيف سيكون الوضع لو أستمر ما يسمى بالحراك وتحول إلى عراك , نرى بوادره اليوم في سفك دماء بريئة ربما يكون الذنب الوحيد للمسفوك دمه أنه يحمل اسم يوحي بانتماء قبلي أو جهوي معين وكم من دم سيسفك إذا تحقق ما يريده المغرضون لليمن وأنفلت ألأمن وتحول البلد على عراق أو صومال جديدة . تفوق ما جرى فيهما . لأن اليمن غابت سلاح وهو في متناول أيدي الجميع , مع أن اليمن مؤهل لأكثر من صراع , قبلية أو مناطقية أو سياسية أو فكرية أو طائفية .
حفظ الأعراض :
العرض من الدين بمكان , وهو عند العربي يحمل معنى آخر غير المعنى الديني , وبلاد اليمن من البلدان العربية التي يتحسس فيها كثير من الناس من مجرد ذكر اسم أمه أو زوجته في مجلس ما فكيف إذا انكسرت نخوة ودين المواطن فأصبح يرى مظاهر الاستهانة بالإعراض هنا أو هناك , وتخبره التقارير كل يوم بما لا صبر له عليه من انتشار المراقص وأماكن الفجور بما اقض مضاجع الغيورين من علماء ووجهاء البلد فتنادوا لمؤتمر الفضيلة العام الماضي وقيلت فيه كلمات عن تقارير وأرقام مخيفة أعرضت عن ذكرها غيرةً مني على بلدي , حتى غدت اليمن مأوى لتسكع المتسكعين من الدول المجاورة للزواج السياحي أو ارتياد المراقص والفنادق المشبوهة وكأنا ياعرب لسنا عرب أو ليس العرض واحد أيها الجيران الكرام .
وأنا أسأل المعرضة بكل أطيافها وأشكالها هل عندكم أي برنامج لمحاربة هذا النوع من الفساد وهل سمعنا عن أحدٍ منهم يوماً انه تكلم أو نادى إلى محاربته .
حفظ العقول
العقل مناط التكليف وعليه مناط التشريع ولا يترك الفقهاء حكماً إلا وقالوا فيه شرطه وجود العقل . ويتكلم أهل العلم كيف تكون الجناية عليه فيذكرون اغتيال العقول بالخمور ويضاف إليها المخدرات وليست اليمن بمنأى عنهما فالخمر تصنع وتباع محلياً واليمن قفز من محطة عبور للمخدرات إلى محطة استهلاك ,ولكن هناك اغتيال للعقول أخطر وأمر مما تفعله الخمور .فهناك .
أولاً: الصحافة المسيسة التي تطبخ الكذب وتغير الحقائق وتجعل الخارج عن الطاعة يوماً ما وطنيٌ كبير . وتجعل المفسدين أئمة المصلحين على منطق فرعون {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26
ثانياً : ماتغض الطرف عنه الحكومة من ممارسة الدجل والخرافة المنظمة وغير المنظمة من طرق بدعية تغتال العقول وتحظى بالدعم المالي والتأييد السياسي . إلى دور السحر والشعوذة وبيع الخرافة وتطبيعها في المجتمع ليصبح يداً طيعةً في يد المتنفذين النفعيين
ثالثاً : الجناية على العقول المتفتقة عن ذكاءٍ خارقٍ , والواعدة بخير كبير للوطن وهي ما لو استثمرت لكانت أكبر عامل لنهضة البلد ولكن للأسف نجد مؤامرة كبيرة ودنيئة على مثل هذه العقول تمثلت في ألإهمال المتعمد لها حتى أصيب كثيرٌ منهم بالإحباط واليأس , وذهبوا للبحث عن القوت بين صفوف العمال في الشوارع وأعرف الثاني على الجمهورية في الثانوية العامة كان يعمل حمالاً عند تاجر جملة يكسب قوته وقوت أهله . وهناك التآمر على التعليم وتجهيل الجيل حتى غدت التربية والتعليم قرينة للفشل أو مضيعة للوقت لأن الطريق مسدود والعراقيل أكثر من نقاط الضفة , والسير في التعليم أشبه ما يكون بالسير في لعبة المتاهات !!.
رابعاً : ومنها كسر حب التفوق والنجاح حينما يحرم المجتهد من المنحة الدراسية وتعطى لفاشلٍ لا يؤهلها لها سوى أنه ابن فلان ..! أو لديه الواسطة فلان . ولو كان هناك إنصاف لما استحق حاملها أن يكون فراشاً على باب من حرمها .وخاتمة هذه الفقرة بفاقرةٍ عظيمةٍ أظهرت حقيقة ما يجري في البلد و وذلك حينما زار مهاتير محمد وهو الرجل الذي حمل دولة إسلامية على ظهره وجرى بها حتى وضعها في مصاف الأمم المتحضرة . لقد زار هذا الرجل عدن قبل عدة أشهر , فلم تفتح له صالة التشريفات وأبت عقول من استقبلوه إلا أن يدخل مع المسافرين ماراً على كونتر التأشيرات بحجة ضياع مفتاح الصالة عاكسين مرض عقولهم وجهلهم . فلم ينقص من مهاتير شيئاً ولكن نقصت اليمن بهذا التعامل المشين .
الحديث عن المعارضة والعقول له كذلك شجون لا تقل عما نالها على أيدي النظام فكما أن كثير من أهل القرار يفتقد أحدهم لأدنى المؤهلات العلمية نجد أهل الاعتراض يسيرون وراء نكرات علمية قد لا يستطيع أحدهم تنسيق خطاب هادف أو إلقاء كلمة معبرة ولا طرح فكرة نافعة يحاولون إطفاء نار الفساد ببنزين ألانفصال وألإقتتال فحال البلد بينهما كالمستجير من الرمضاء بالنار ولا يوجد في برامجهم خطة رشيدة لرفع مستوى الوعي لدى شعب يعيش ما يقارب نصفه تحت الأمية في بلد يفتقد لأدنى معايير الجودة التعليمية . وفوق هذا وذاك إذا انجرت البلد إلى أتون حرب أهلية وفوضى عارمة فهذا يعني الرجوع إلى قاع البئر مرة أخرى فكيف تعلم وتتعلم ومن يضمن لابنه مدرسة مؤهلة في ظل سيطرة البنادق . ومن يأمن على ابنه إن خرج هل يعود
حفظ المال :
المال عصب الحياة ولم يذمه الله في القرآن سوى عندما يغوي صاحبه وقد سماه الله في عدة مواضع من القرآن خيراً , { ومن قتل دون ماله فهو شهيد }(!--[if !supportFootnotes]--[1]!--[endif]--), وقال r لمن سأله عمن يريد أخذ ماله فقال { له لا تعطه وعندما سأله عن قتاله قال قاتله }(!--[if !supportFootnotes]--[2]!--[endif]--). ويقول نابليون قوام الحرب ثلاث , المال والمال والمال , ولعل أكثر ما تشكو منه المعارضة هو الفساد المالي , وما من شك أن هناك فساد مالي كبير يصاحبه فقر مدقع في البلد ولكن ليست هذه هي مشكلة اليمن الوحيدة ولا الكبرى . فمستوى دخل الفرد هو ألأدنى في الدول العربية . وحالة الاقتصاد تسجل كل يوم رقم جديد بإشارة حمراء . ونهب الثروات غدا حديثاً مملولاً لا يجني منه قائله ومستمعه سوى الحسرات . في حين أن اليمن مؤهل لقيام اقتصاد نامي وناجح , يوفر عيشاً كريما لأبنائه ولدى اليمن من الثروات المعدنية والطبيعية كالبترول والغاز واللامستون والثروة السمكية وتنشيط الزراعة , مع وجود اليد العاملة النشيطة التي عمرت دول الجوار على سواعدها , في شعب يستطيع تحمل أعباء نفسه بنفسه يحب العمل ويشني الكسل , ما ترك بلداً إلا له فيه بصمة . فماله يعجز عن تدبير عيشه في بلده , وهناك جهادٌ مرير يخوضه كل مواطن شريف يومياً من أجل أن يبقى إلى غدٍ ليستأنف يوماً جديداً من الجهاد من أجل البقاء . وسعيد الحظ من عاش في قريةٍ نائيةٍ لا يرى فيها مسئولاً ولا إبن مسئول يقطع قلبه كل صباح بلعبه بالمال الذي لا يجد ما يسد به رمقه منه .
قد يكون دافع أصحاب المعارضة في هذا الباب هو إرادة الخير للبلد . وقد يكون منهم وليسوا كلهم من يتاجر بالقضية لأنه لا يجد المال الكافي ليصرفه على ترفه وبذخه حينما كان يتصرف في المال يوماً بلا رقيب ولا حسيب . أو قد خسرت أسهم بعضهم في البورصات فأراد تعويضها من العمالة(!--[if !supportFootnotes]--[3]!--[endif]--) الرخيصة والمتاجرة بقضية بلده . وربما أنفق هذه ألأموال على عرسٍ لأبنه أو ابنته كما فعل أحدهم حين زوج أبنت رئس دولة منحدرة من أصل شريف لساقطٍ ماجنٍ صارفاً الملايين على حفلة الزفاف هذه . ومساكين المتظاهرين والمشاغبين في الشوارع كل يقتات على حسابهم وبقضيتهم , يستيقظ بعد رجوعهم من المظاهرة ليرى وجوهم ملطخةً بالدم عبر شاشة البلازما المتطورة يحركها بالريموت الذكي كما يحرك من يراهم فيها . وفوق هذا من يتصور حالة بلد فقير يستورد بعض احتياجاته من دولة الصومال (!--[if !supportFootnotes]--[4]!--[endif]--)....!!! من يتصوره وهو في الحرب تعطلت عجلة التنمية , وأنفقت خزانة الدولة على الحرب , ورحلت الشركات المستثمرة , وغادر رأٍس المال المحلي إلى حيث ألأمن والأمان وتوقفت عجلة الحياة عندها سوف نقول سقى الله تلك الأيام .
هذا هو التوصيف الواقعي والشرعي للأزمة فكيف الخروج منها ,الدولة ممثلة بأكبر شخص فيها ما زالت تكابر ولا تعترف بالأزمة وهي عندهم حيناً زوبعة في فنجان ! وحيناً أنفلونزا خنازير ! وحيناً معركة في وسائل الإعلام , وهذا ما جذر المشكلة وأزمها أكثر .
ولا ما تطالب به المعارضة من مطالب تعجيزية كالانفصال في الجنوب والحكم الذاتي في صعدة وكل هذه المطالب لن يرضى بها رجل الشارع فضلاً عن الدولة لكن ماهو الحل . الحل أرى أنه يكمن في ألآتي وسوف أجمله في عدة نقاط .
أولاً : على الدولة أن تعترف بالأزمة وتتخذ الخطوات الجادة لمعالجتها.
ثانياً : تشكيل حكومة نزيهة ومستقلة ذات صلاحيات واسعة مهمتها ألأساسية هو ألإصلاح ألمالي والإداري وتوزيع الثروات والمشاركة السياسية الفاعلة .
ثالثاً : تشكيل مجلس أو ديوان مظالم مستقل من العلماء الغير محسوبين على السلطة مهمته النظر في المظالم والبت فيها بمحكمة مستعجلة .
رابعاً : تقديم المفسدين في نهب أموال الدولة وأراضي المواطنين للعدالة حتى يأخذ كلٌ جزاءه العادل .
خامساً : التشاور مع دول الجوار حول معالجة الوضع الراهن وعلى دول الجوار أن تنظر إلى القضية بعين البصر والبصيرة ,وان المنطقة لا تحتمل بؤرة صراع جديدة ويترفع الجميع عن الضغائن والأحقاد فوجود انفلات أمني في اليمن من ليس من شأنه أن يؤثر على أمن المنطقة بفقط , بل سوف يمتد إلى ألأمن العالمي عموماً , وإذا كان العالم عجز عن مجموعة قراصنة صوماليين فكيف إذا صار الأمن في خليج عدن منفلت من ضفتيه ,فمن يتصور الكارثة حينها .
سادساً : على كل الغيورين المتنفذين في البلد من علماء ووجهاء وتجار أن يعقدوا مؤتمراً بعيداً عن الولاءآت الضيقة والمصالح الشخصية . يتضمن مبادرة قوية وجريئة للخروج بالبلد من النفق المظلم . وفي هذا تفويت للفرصة على المصطادين في المياه العكرة والله المستعان ونسأله لليمن أمراً رشداً وإنفراجاً قريبا .
!--[if !supportFootnotes]--
!--[endif]--
(!--[if !supportFootnotes]--[1]!--[endif]--) متفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو t
(!--[if !supportFootnotes]--[2]!--[endif]--) رواه مسلم عن أبي هريرة t
(!--[if !supportFootnotes]--[3]!--[endif]--) عماله بمعنى عملاء لجهات خارجية بثمن بخس
(!--[if !supportFootnotes]--[4]!--[endif]--) تستورد اليمن الأغنام من الصومال البلد الممزق منذ عشرين سنة ...!!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.