هذه مقالة مرتبطة بالحآلة اليمنية الأن ، وهي كأي حآلة مُرْتَكزْ ويجب ان تشكل مُرْتَكزا لإنتاج أو لإعادة انتاج معرفة . هيكلة العقل "كعنوان لهذه التناولة " لا تعنينا إلا بمقدار الإشارة ، كل قوة اجتماعية مسؤلة عن هيكلة عقلها على الدوام ، هيكلة العقل السياسي – بعد ان اُّختزلت القوى الأجتماعية في بلد مثل اليمن الى مجرد تعبيرات سياسية – مسألة تعنى " الأحزاب" . ولمّا كانت هذ الاحزاب قد اُّختزلت الى القيادة مثلها مثل السلطة " ملك| رئيس .. الخ " بما يعني ان اعضائها و " أتباعهم! " قد اُّختِزلوا الى اشبه ما يكون بالقطيع فأن قيادة هذه الأحزاب قد اختارت وقررت : إعادة هيكلة السلطة بديلا عن إعادة هيكلة الثورة . شتان بين إعادة هيكلة السلطة وبين إعادة هيكلة الثورة . إعادة هيكلة السلطة تعني إعادة بنائها على نحو يستوعب " الثورة " في افضل الأحوال ، فيما تعني إعادة هيكلة الثورة إعادة هيكلة "عقل " بما هي عملية لا يمكن ان تنطلق إلا من " الوقا ئع " التي كشفت عنها الثورة بوصفها دوال على الحاجة الى إعادة بناء المجتمع كله بشكل جديد على اساس من طريقة جديدة في التفكير تفضي الى " عقل " سياسي جديد . 1 يتحدث البعض الآن " وعلى اساس من معطى الثورة " اول ما " يتحدث " حول هيكلة السلطة " الجمعة الماضية " ، الجيش اولا! ... أي جيش ... لا.. ليس مطلوبا هيكلة " مليشيات صالح " بل بناء جيش وطني . بناء جيش وطني لا يمكن ان يتحقق بدون حل مليشيات صالح أو بالأحرى جيشه .. المطلوب بناء جيش وطني ، او بلا من شيء من هذا القبيل ! ما هي حاجة اليمنيين لبناء جيش ! " يجب ان يكون مفهوما معنى كلمة جيش " للدفاع عن اليمن ممن ! من سوف يفكر بغزو اليمن ولماذا يغزوها ، ايش فيها ..الموانئ صارت دبي ، الشواطئ : ... دي " شغلة دولية " خلاص ليحميها هو " المجتمع الدولي " من القراصنة الصومالييين " بالنسبة للأطماع هذه مسألة اخرى " .. لسنا في حاجة الى جيش مالم يكن الامر متعلقا ب " المرتبات " ، بتوزيع شيئا ما من الثروة على ابناء الفلاحيين اليمنين . كيف اعادة هيكلة " أين هو الجيش المطلوب إعادت هيكلته " ترقية " مقْوَّلهْ " ؟. لقد كشفت " مذبحة " دوفس " عن معنى كلمة جيش في اليمن ، وكشفت عن مجمل معنى " القاعدة والحرب على الارهاب " سيئة الصيت بوصفها عملية امريكية قذرة ليس إلا ، طبعا من غير المعقول ان لا تكون امركيا على دراية كاملة ب م" مَقْوّله " الصغير والكبير . ما حصل يجب ان يشكل اساسا ومبررا كافيا لإعادة صياغة كامل العلاقة بين اليمن والمجتمع الاقليمي والدولي وخاصة امريكا . ولسنا في حاجة الى اجهزة " تَجسُسْ " .. اجهزة " التَجَسُسْ " منتهية الصلاحية في العالم كله ...الباب مفتوح للشرِكة .. لتبني كل شرِكة لنفسها جهازها الخاص لكن بدون ما يمّول من الميزانية العامة للدولة بمعنى من " جيب " العمال والفلاحيين اليمنيين . تجربتنا مع الجيش ومع " اجهزة التجسس " مُرة في اليمن ؟! اما امن الشارع " وزارة الداخلية " فليس اكثر من مجموعة المتقرصيين ببدلات امن وعلى اكتافهم " البنادق " مثلهم مثل كل اليمنيين اضافة الى الجنابي والمسدسات والقنابل .. الخ يجب التفكير بتحويل امن الشارع الى ثقافة عامة تشكل ما تسمى بأجهزة وزارة الداخلية مجرد " أدوات لوجستية " لتحقيق السكينة " امن الشارع " !. المطلوب الآن ليس إعادة هيكلة " صالح " بل تصفية سلطة بإتجاه بناء سلطة اخرى جديدة وفق اسس جديدة لا اقول سلطة " اليمن " بل على الاقل سلطة تحترم العقل وتتفهم معطيات العصر ، سلطة لا يمكن ان تنبني بدون التحرر من عقلية " العُكفة والعسس " على كل المستويات بما في ذلك " عكفة وعسس السياسة " . نحن في مرحلة اضمحلال الدولة في شكلها " التقليدي " على الاقل أما بالنسبة الى " السلطة " فلم تعد سوى " خردة " . * هيكلة العقل يعني التفكيير بطريقة جديدة . التفكير بطريقة جديدة يعني أولا وقبل كل شي ان نضع بين قوسيين كل ما ألفناه وتعودنا عليه ، كل ما فكرنا به سابقا بوصفه انعكاسا لمعطيات سابقة كي نتيح المجال لجهاز التفكير ان يرى ويفكر على اساس من معطى اخر هو معطى الثورة بتفاصيلة وبما يحيل اليه . التفكير بطريقة جديدة " في حالتنا " يعني ما يلي : 1 حل سلطة صالح ب " ثورة " تتضمن إعادة بناء كيان اليمن على اسس متفق عليها ، عقد اجتماعي يساهم " الجميع " في صياغته على اساس من الحاجة الى بناء " مجتمع " جديد ، مجتمع جديد موجود عائش ومتعايش مع حاجات اعضائه ومع عصره ، والقوة ، قوة هذه المهمة " التاريخية " موجودة ..انهم العمال والفلاحيين " بتعبيرهم السياسي " .. كل اولئك العامليين بسواعدهم وادمغتهم على مدار الساعة لإنتاج أدوات الحيآة الأنسانية على هذا الكوكب ولجعل الحيآة فيه ممكنة ، بعد ان عاث فيه فسادا المرابي والدلال ، والى حيث اصبحت غير " ممكنة " بدون ان تكون حيآة "عبودية " . عامل وفلاح يعني شخص يستهلك قوته الكادحة في انتاج ادوات الحياة المادية أوالروحية .. كلنا عمال وفلاحين ..حتى الراقص ، الموسيقي ، الفيلسوف او الشاعر عامل بمعنى كونه منتج لأدآة " فكرية أدبية أو جمالية " من أدوات الحياة أو الاستمرار فيها . الراقص ، الموسيقي او الشاعر ان لم يكن عاملا منتج للقيمة " الذهنية أو الجمالية " مثله مثل مُنتج القيمة المادية " فما عساه يكون . الآلة لا تنتج لأنها مُنتج أداة ، مُنتج انسان عامل او فلاح او عااااااالم " شغال فكر " عامل بقوته الذهنية " عامل معناه مُستخدم قوته الكادحة لإنتاج القيمة سواءا كانت مادية ، ذهنية او جمالية ، مثله مثل الثائر منتج اداة التغيير: الثورة .. الثورة أداة تغيير ، أول من يتغيير نحن والمطلوب الآن إعادت " هيكلتها " على ضو ما قد كشفت عنه حتى الآن لكي يتسنى المضي قدما في دربها " محن إزاء عملية عقلية ألآن " . هيكلة الثورة لا السلطة لأن السلطة هي الموضوع المُثار عليه بمعنى آخر إعادة هيكلة العقل لكي تؤدي الثورة او تقود الى نظام جديد مختلف كلية عن نظام السلطة المُثار عليها طابعا وطبيعة 2 وكمدخل لذلك فأن الشفافية مطلوبه : يجب اطلاق اكبر عملية حوار علنية بين كل مكونات المجتمع اليمني ويجب ان تسخر لها كل ادوات الأتصال والتواصل العامة او تلك المملوكه للدولة " الدولة مجازا " . هي لحظة ثورة لحظة حرية ويجب ان تُمارس على اوسع نطاق ، يجب ان يكون الأمر كذلك ، او ما معنى حرية ! ان كل من يحاول ان " يلجم " حرية الناس انما يريد الآن ان يؤطر " الثورة " الى حيث تصبح قوة الأمة ومُجددا في معرض " الحرب العالمية على القاعدة والارهاب " ويعود صالح كما كان شريكا لأمريكا وعلى اليمنيين " القائد الرز " قد لا يعود بشخصة " كلهم صالح ! " . جدل شفاف وعلني ومتحرر من كل القيود يؤدي الى ان تستوى الثورة على مستوعى الوعي بوصفها طريقة جديدة في التفكير لا تلبث ان تدفع بالحراك الثوري الى حيث يتحول برنامجا " شعبيا " قابلا للطبيق فيما يقود الى " دولة " يمنية طالما افتقر اليها اليمن من اكثر من الف وخمسئة سنة . نحن أزاء حاجة العقلية السياسية العتيقة لم تعد تلبيها فيجب ان يترك لميادين الثورة حرية ان تنتج تعبيراتها السياسية والقيادية . يتبع ....