تخطف الموت يوم أمس الشاعر المصري الكبير حلمي سالم –الذي كان يرقد في إحدى مستشفيات القوات المسلحة- بالعاصمة المصرية القاهرة عن عمر ينيف على الستين بعد صراع إستمر لعدة شهور مع مرض سرطان الرئة. والراحل من مواليد قرية الراهب في محافظة المنوفية عام 1951. وحصل على شهادته الجامعية من جامعة القاهرة في الصحافة، ثم عمل بجريدة "الأهالي" الناطقة بلسان حزب التجمع، وترأس تحرير مجلة "أدب ونقد"، كما ترأس تحرير مجلة "قوس قزح". ومن المعروف أن صاحب ديوان " حبيبتي مزرعة في دماء الأرض" كان اقترن اسمه بجماعة "إضاءة" الشعرية التي كانت أحد أشهر الكتل الشعرية في سبعينيات القرن الماضي بمصر.وحصل على جائزة التفوق في الآداب عام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية. وتلقى أهل وأصدقاء الشاعر ومحبيه في مصر والبلدان العربية وبلدان ومهاجر في العالم نبأ رحيله بذهول معجون بالأسى والإفتقاد لأحد أبهى قناديل الشعر العربي الحديث من الذين أسهموا في تجديد طرائق في الكتابة الشعرية والإبداعية عبر التأثير الأجيالي والتجريب في نوعيته داخل خيار القصيدة التفعيلية مجنحا لكتابة قصيدة النثر في نصوص راكزة الحضور والإبداع. وقال الشاعر اليمني محيي الدين جرمة "للاشتراكي نت " أن رحيل الشاعر المصري حلمي سالم "جفوة لنا من أصدقائه .. سالما سيبقى في وجداناتنا .. بضوء حضوره وشفق الشعر والشاعر الذي كانه وسيظل سالما في حنو التذكار يجلو بقصائده غبار المراحل وكآبة الواقع السياسي العربي في ضبابيته " وأضاف جرمة " حلمي سالم كان يمتلك دفئا خاصا لدى الشعراء العرب والمصريين بشكل عام. لما مثله من وهج المعنى الإبداعي لمن عرفه عن قرب ذلك العالي في العلاقات والدافئ الشعر والشعور ..فسلوانا أيها الأصدقاء. برحيل هذا الشاعر الذي يطل من شرفة القصيدة إلى خلود المعنى ..ووداعا يا حلمي سالم يا أيها الصديق العزيز يا أيها المبدع المتراكم في إمتلائه وتجربته العامرة بمؤسسة الأخلاق والمدنية ودهشة إبداعه وحضوره.يا حلمي سالم يا أيها الشاعر يا أيها الإنسان " يا أيتها النفس المطمئنة........ " .... " دواوين ومؤلفات الشاعر الراحل حلمي سالم : صدر له 18 ديوانا شعريا كان أولها "حبيبتي مزروعة في دماء الأرض" عام 1974، بالإضافة إلى "سكندريا يكون الألم" عام 1981، و"الأبيض المتوسط" عام 1984، و"سيرة بيروت" عام 1986، و"فقه اللذة" 1992، و"يوجد هنا عميان" عام 2001، و"الغرام المسلح" و"عيد ميلاد سيدة النبع" عام 2005، و"الثناء على الضعف" عام 2007. كما ألف عددا من الكتب النقدية منها "الثقافة تحت الحصار"، و"الوتر والعازفون"، و"هيا إلى الأب: مقالات حول القطيعة والإيصال في الشعر"، و"الحداثة أخت التسامح: الشعر العربي المعاصر وحقوق الإنسان"، و"عم صباحا أيها الصقر المجنح: دراسة في شعر أمل دنقل"، و"التصويب على الدماغ: كلمات في الحرية والقمع"، وأخر كتبه المنشورة بعنوان "محاكمة شرفة ليلى مراد".