أن يموت شاعر يعني أن يخسر العالم أحد عشاقه الأفذاذ، والأسبوع الماضي بعد نصف ساعة على وفاة الشاعر المصري المختلف برونقه الخاص حلمي سالم وصلتني رسالة من القاهرة تقول: ورحل حلمي سالم يا فتحي..هل أرشده أحد أم ضل الطريق؟ حينها سريعاً ما سطعت في البال المجهد “مدائح جلطة المخ” ديوانه الفارق جداً ثم تجمدت دمعة ثم سمعتني أصرخ يا لسراب التريكو يا عم حلمي يا لإضاءة 77 وفحوى القيمة في مجازفاتها ويا للحداثة كأخت للتسامح على أنني أتذكر وجهه الآن متحفزاً بالغضب الطفولي وغواية البراءة الشرسة كأنه ينذر بتلاشي المباهج القليلة كما أتذكر بحة صوته المشروخ مليانة مليانة بالحب صدقوني شعرت بعضة كلب في روحي بسبب خبر رحيل شاعر وإنسان وصاحب موقف غير اعتيادي كحلمي سالم.. لكن لعله الآن فقط يستريح من خذلانات الأيام العصيبة وفزعه الخصوصي جداً من وجوم المعنى.