دعا محمد غالب احمد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني الى ضرورة اعادة بناء الدولة المدنية الحديثة الضامنة لحقوق كل اليمنيين . وقال غالب وهو احد مندوبي الاشتراكي في مؤتمر الحوار الوطني في مداخلة له عصر اليوم في جلسة للمؤتمر ": لقد جربنا نظام الدولتين وظلينا نتحارب على مدى 23 عام ثم جربنا الوحدة السلمية التي لم ترق لمن تعودوا على استخدام "الصميل" فذبحت تلك الوحدة في حرب 94 , وعلى انقاضها جاءت وحدة القوة والضم والإلحاق وهاهي قد فشلت ولذلك فأن علينا كخطوة اولى ان نعيد بناء دولة مدنية حديثة ضامنة لحقوق كل اليمنيين " . وأشار غالب الى دعوة الحزب الاشتراكي اليمني الى حوار وطني ومصالحة الوطنية والى انهاء الاثار المدمرة لحرب 94 ونبذ ثقافة الحروب من خلال اجتماعا استثنائيا عقدته لجنته المركزية في الفترة من 3- 6 سبتمبر 1994 برئاسة الامين العام السابق للحزب المناضل علي صالح عباد مقبل . وقال غالب "ان تلك الدعوة جاءت في الوقت التي كانت فيه الدماء في الجنوب تسيل انهارا , كما اننا اليوم وبعد 19 عاما نلتئم في مؤتمر الحوار الشامل الذي نرجو له النجاح ". وأضاف " تم الحديث باستمرار ان اليمن هي مقبرة الغزاة ولكن علينا ان نعرف جيدا ان اليمنيين ظلوا على مدى آلاف السنين الماضية يتحاربون مع بعضهم , وكل مملكة تنتصر على الاخرى ثم تلتها حروب قبلية على مر السنين وآخرها حرب ما اسميت نصر يوليو (الاسود الاسود ) وكل المقابر هي لليمنيين بسبب غزواتهم وحروبهم على بعضهم, فيما ضل اليمن طوال تاريخه عرضة للغزاة الاجانب ولم يحقق اليمنيون الا انتصارا واحدا على تلك الغزوات هو الانتصار على "الاستعمار البريطاني" في ثورة 14 اكتوبر المجيدة . واختتم مداخلته قائلا " لقد تم التعامل مع الجنوب وأهله منذ يوليو 94 بعقلية البراميل حيث تم اعتبار برميل (الشريجه برميلا وحدويا وطنيا ومع الشرعية وبرميلا مسلما و " مصلي على النبي " حيث تم وضعه في مكان بارز ومحترم في المتحف الحربي في صنعاء , فيما برميل كرش اعتبره الطرف المنتصر برميلا انفصاليا مجرما يتبع الشرذمة الخائنة وبرميلا كافرا وملحدا وغير " مصلي على النبي" ولهذا تم وضعه على باب احد احواش البقر في كرش عقابا لكل اثامه وجرائمه . وبين انه تم التعامل مع الجنوب ارضا وإنسانا وثروة وثقافة على غرار تلك العقلية والتصنيف حتى اليوم .