يشهد الشارع المصري اليوم الاحد حركة احتجاجية واسعة تعم معظم المدن المصرية الرئيسية مطالبة برحيل الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي العياط. ويتوقع عدد من المراقبين أن مسيرات اليوم في مصر قد تحدد مستقبلها بعد عامين ونصف العام من اسقاط الشعب حاكما مستبدا وبدء نظام ديمقراطي اصابته خلافات بين الحزب الحاكم المتمثل بالإخوان المسلمين والمعارضة التي تظم عدد من الحركات والاحزاب اليسارية واللبرالية بالشلل. وبدأت الدعوات لتظاهرات اليوم من عدد من الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي والاعلان عن حركة "تمرد" التي نفذت حملة توقيعات من المواطنين المصريين التي تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تجاوزت العشرين مليون توقيع حسب ما تداولته صفحات عدد من الناشطين المصريين في "الفيسبوك" و "التويتر" . ونقلت وكالة رويترز عن حركة "تمرد" قولها ان نحو نصف جمهور الناخبين - 22 مليون شخص - وقعوا على استماراتها للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ويحتشد عشرات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية القاهرة وعدد من المدن الاخرى مرددين الشعارات المطالبة برحيل الرئيس مرسي واصلاح مسار ثورة 25يناير المصرية، وانهاء حكم الاخوان في مصر. ويعتزم المتظاهرون المصرين أسقاط نظام الرئيس مرسي بحلول نهاية اليوم او الاعتصام في الميدان لحين رحيله مثلما حدث مع الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011. بحسب تصريحات قادة إئتلاف 30يونيو التي ينظم الحكرة الاحتجاجية ويضم عدد من الحركات الثورية الاحزاب السياسية. بالمقابل يتجمهر الآلاف من أنصار الرئيس محمد مرسي من جماعة الاخوان المسلمين والتيارات الدينة الموالية للجماعة في منطقة رابعة العدوية دفاعا عن الشرعية الديمقراطية التي أتت بالرئيس مرسي الى سدة الرئاسة. وبحسب وكالة "رويترز" فإنه في حي مدينة نصر القريب من القصر يتجمع الاخوان المسلمون وحلفاء لهم من بينهم تنظيمات مسلحة سابقة امام مسجد رابعة العدوية. ويقول الاسلاميون انهم سيدافعون عن مرسي. وتستعد عدد من وحدات الجيش المصري الذي هيمن على الاوضاع في مصر لفترة طويلة للتدخل في حالة افلت زمام الامور وحدثت اشتباكات بين الطرف المئيد للرئيس مرسي والذي يحتشد في رابعة العدوية والطرف المطالب برحيله و الذي يتجمهر في ميدان التحرير والاتحادية ومناطق اخرى. ويتخوف عدد من المراقبون اضافة الى الشارع المصري من نشوب حالة عنف تهدد استقرار البلد والمنطقة وخاصة بعد تعهدات جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي وحلفاؤها المتشددون بالدفاع عما يصفونه بالشرعية. وكان قتل عدة اشخاص من بينهم طالب امريكي واصيب المئات في اشتباكات بالشوارع على مدى اليومين الماضيين. وبحسب مراقبون فإن الازمة الاقتصادية تفاقمت جراء الاضطرابات وحالة الجمود السياسي وبدورها ستدفع الكثير من المصريين وخاصة الحركة العمالية والفئات الاقل تحزبا للانضمام إلى المظاهرات. من جانبه دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما المصريين إلى التركيز على الحوار. واثارت السفيرة الامريكية بمصر غضب المعارضة باشارتها إلى ان الاحتجاجات تضر بالاقتصاد. ويأمل زعماء المعارضة ان يتمكنوا من خلال الدفع بالملايين الى الشوارع من اجبار مرسي على تسليم السلطة لإدارة من التكنوقراط يمكنها الاعداد لانتخابات جديدة. وقال المعارض البارز محمد البرادعي الفائز بجائرة نوبل للسلام في رسالة بثها على موقع يوتيوب ان حكومة مرسي فشلت. وأضاف "كلنا حسينا (شعرنا) ان احنا ماشيين في طريق مسدود وان البلد هتقع (تنهار)." وكان الرئيس مرسي قدم عرضا في الاسبوع الماضي لضم المعارضين الى لجنة جديدة لتعديل الدستور وابدى استياءه من حملة تشويه تقوم بها وسائل الاعلام. وكانت السلطات المصرية اتخذت اجراء قانونيا ضد صحفيين واصحاب محطات تلفزيونية. الامر الذي اعتبره المعارضون على انه احد الدلائل على سعي جماعة الاخوان التي قمعت لعشرات السنين خلال حكم مبارك إلى استغلال قدرتها على التنظيم وكسب الاصوات لاحتكار السلطة بنفس اسلوب مبارك. ومن المتوقع أن تحدد الاحداث التي ستقع خلال الايام المقبلة مصير اكبر دولة عربية ويكون لها تأثيراتها على المنطقة العربية برمتها، في الوقت الذي تشهد فيه دول عربية كثيرة اضطرابات بعد الانتفاضات التي ادت في بعض منها الى حرب اهلية طائفية كما هو حاصل في سوريا.