اعتبر المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر تفجير حرب دماج في هذا الوقت، هدفه تعطيل الحوار. وقال بن عمر إن هناك من يحن إلى الماضي ويسعى لعرقلة التسوية السياسية في اليمن مشيرا إلى أن الشعب اليمني يعرفهم. وأكد إن الأطراف اليمنية وصلت إلى إنجاز مهمة مؤتمر الحوار الوطني الذي تقدم في أعماله، لكن في آخر اللحظات نتساءل لماذا ينفجر الوضع في دماج وفي صعدة؟ وأكد أن مجلس الأمن مجمع على ضرورة إنجاح التجربة في اليمن، مشيرا إلى أن قرارات مجلس الأمن حددت العقوبات التي ستطال أولئك المعرقلين. على صعيد أخر أرجع مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن بن عمر سبب الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها من قبل من يطلق عليهم ب"صقور" المؤتمر الشعبي العام المقربين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى سببين رئيسين هما: الابتزاز السياسي، وتفسير المبادرة الخليجية وآليتها بطريقة مغلوطة فيما يتعلق بنهاية المرحلة الانتقالية وولاية الرئيس هادي. وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر، تعرض خلال الأيام الماضية إلى هجوم منظّم ولاذع من قبل نواب وقيادات تتبع حزب المؤتمر الشعبي العام على خلفية تصريحات اتهم فيها بقايا النظام السابق بعرقلة مسار التسوية السياسية أملاً منهم بالعودة إلى الماضي. وكشف جمال بنعمر في حديث لصحيفة "الرياض" السعودية، يوم أمس الاثنين، أن خلافه الأخير مع عددٍ من قيادات المؤتمر الشعبي كان "بسبب موضوعين: الأول الابتزاز السياسي الذي يمارسونه في مؤتمر الحوار"، موضحاً أنهم "لا يحضرون ويقاطعون اجتماعات اللجنة المصغّرة المتعلقة بالقضية الجنوبية حتى يحققوا أهدافاً سياسية أخرى في مجالات لا علاقة لها بالقضية الجنوبية". أما الموضوع الثاني المختلف حوله هو "الادعاء أن ولاية الرئيس عبد ربه منصور هادي تنتهي في فبراير، وألاّ شرعية له بعد فبراير"، معتبراً ذلك "دعاية مُغرضة هدفها خلق جو من البلبلة وعدم الاستقرار". وتوضيحاً لما سبق لفت المبعوث الأممي، المكلف بمتابعة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وإنجاح المرحلة الانتقالية في اليمن، إلى أن "اتفاق نقل السلطة واضح وهو نقل السلطة بشكل كامل. والمرحلة الانتقالية تنتهي بإنجاز جميع المهام، معنى هذا أن ولاية الرئيس عبد ربه منصور هادي تنتهي بانتخاب رئيس جديد وبإنجاز جميع المهام، وهذا ما عارضته بعض قيادات المؤتمر". وقال إن العملية السياسية تأخّرت "بسبب وجود عرقلة مُمنهجة منذ البداية، بالإضافة الى تأخر التحضير لمؤتمر الحوار الوطني، والتأخر في الانتهاء من أعماله، حيث كان من المقرر أن ينتهي في 18 سبتمبر الماضي، ولم يزل قائماً حتى الآن". وأصاف "أنا متأكد أن حزب المؤتمر حزب مهم شريك في العملية السياسية، وبإمكانه أن يلعب دوراً في الحياة السياسية في اليمن في إطار مسيرة التغيير التي يشهدها اليمن". وإذ شدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن على ضرورة تعاون جميع الأطراف، دعا أعضاء مكوّن المؤتمر الشعبي إلى الكف عن مقاطعة حضور لجنة ال16 المكلفة بالقضية الجنوبية. وقال: "يجب أن يكف حزب المؤتمر الشعبي عن مقاطعة أهم نقاش في مؤتمر الحوار، وهي القضية الجنوبية". وأوضح أن المؤتمر لا زال وحتى الآن "يقاطع جلسات اللجنة المصغّرة الخاصة بالقضية الجنوبية لكي يحقق مكاسب أخرى في قضايا لا علاقة لها بالقضية الجنوبية".