لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    نقابة الصحفيين تدعو إلى سرعة إطلاق الصحفي المياحي وتحمل المليشيا مسؤولية حياته    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جهود مجتمعية لحماية أطفال اليمن من الاستغلال والتجنيد في النزاعات المسلحة
نشر في الاشتراكي نت يوم 06 - 01 - 2015

ما تزال مشكلة تجنيد الأطفال في اليمن والزج بهم في أتون صراعات سياسية مسلحة تؤرق المجتمع المدني ومنظماته الداعمة لحقوق الطفولة في البلاد وباتت القضية الأبرز في قائمة مهامها خلال الأعوام الماضية .
وشهدت السنوات العشر الأخيرة من تاريخ الصراع السياسي اليمني تناميا كبيرا لظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن الذي يعاني تراجعا كبيرا في الفقر والبطالة والامية فضلا عن انعدام الامن الغذائي وتهريب الاطفال الى دول الجوار .
ودفع الامر بمنظمات المجتمع المدني في البلاد الى تنظيم ورش عمل خاصة وفعاليات مختلفة لبحث حلولا للمشكلة المتفاقمة لكن غالبيتها تشتكي عدم التزام الجهات الرسمية في تطبيق وتنفيذ مخرجات هذه العاليات , الامر الذي تعتبره مساهمة غير مباشرة في ارتفاع الضحايا من الاطفال في التجنيد والصراعات المسلحة وغيرها من المشاكل .
ويوجد في اليمن عددا من منظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الاطفال ومشاكلهم ياتي في مقدمة اليونسيف ومنظمة رعاية الاطفال والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ووحدة مكافحة عمالة الأطفال في وزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمة سول للأمومة والطفولة والمنظمة الدولية ومنظمة سياج لحماية الطفولة فضلا عن منظمات مهتمة بقضايا الاطفال مثل الشقائق ومنظمة مكافحة الاتجار في البشر .
وأقيم اليوم في مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز، ، ورشة عمل خاصة حول "حماية الأطفال من الاستغلال والتجنيد في النزاعات المسلحة" برعاية منظمة "اوتشا" والمدرسة الديمقراطية ومنظمة "جلوبال"، وبالتعاون مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل، ومبادرة حماية الشبابية التطوعية.
وهدفت الورشة إلى تسليط الضوء على الجهات المتنازعة والتي تعمل على تجنيد الأطفال واستغلالهم، خاصة الأطفال الذين يعيشون ظروف معيشية صعبة.
وقال مساعد مدير امن المحافظة لشؤون الشرطة العقيد عدنان السقاف إن "المليشيات السياسية المسلحة تستغل الأطفال وتجندهم في أعمال جنائية وسلوكية غير سوية"، مشددا على الدور المهم للأسرة والسلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني والأمن في مكافحة الظاهرة.
من جانبهما أوضحت رئيسة "مبادرة حماية" سحر الشرمان والناشطة الحقوقية المحامية إشراق المقطري أن الهدف من الورشة التعريف بأساليب استغلال الأطفال في النزاعات السياسية، وأهمية العمل على تشجيعهم للالتحاق بالفصول الدراسية.
وتحاول الجمهورية اليمنية بشكل ركيك من البحث عن حلولا ناجعة لمشكلة الطفولة في البلاد لكن مشاكلا اخرى تعتبرها أكثر أهمية مثل حل الصراعات المتعددة التي تشهدها البلاد خصوصا بعد ثورة 11 فبراير عام 2011 حيث دخلت البلاد في صراعات مختلفة ادت الى انهيار شبه تام للمنظومة الامنية وتراجع كبير للعملية السياسية والاقتصادية .
وبدأت اليمن بتطبيق تجربة برلمان الأطفال عام 2000 م من قبل مؤسسة نشطاء على مستوى أمانة العاصمة فقط لاتاحة الفرصة امام الأطفال للمساهمة في حل مشاكلهم وضمت 31 عضوا من الذكور والإناث من 31 مدرسة حيث تم إختيارهم من قبل عشرون ألف طفل وطفلة ارتفع الى 56 عام 2014 , لكن نلك الجهود لم تثمر عن شيء في الوقت الذي فشل فيه برلمان الكبار من حل الكثير من المشاكل العالقة في البلاد .
ووقّعت الحكومة في 15 مايو 2014م خطة عمل مع الأمم المتحدة، لإنهاء تجنيد الأطفال من قبل القوات المسلّحة في البلاد.
وقال رئيس الوزراء حينها محمد سالم باسندوه: "نحن ملتزمون بالاتفاق الذي وقّع بضمان خلو القوات المسلحة في البلاد من الأطفال".
واعتبر المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن باولو ليمبو أن "الالتزام الذي قطعته الحكومة اليمنية على نفسها اليوم يمثّل خطوة مهمة أخرى نحو بناء قطاع أمني مهني ومسؤول أمام الشعب، مع احترام كامل لسلطة القانون, وقال ليمبو إن "الأمم المتحدة تقف في اليمن على أهبة الاستعداد لدعم تنفيذ خطة العمل، وعلى وجه الخصوص إعادة دمج الأطفال التي تمثّل مفتاحاً رئيسياً للحيلولة دون إعادة تجنيدهم.. وتتضمن خطة العمل خطوات ملموسة لتسريح كافة الأطفال المرتبطين بالقوات الأمنية الحكومية، وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم، والحيلولة دون إعادة تجنيدهم.. وتشتمل إجراءات الخطة إصدار ونشر أوامر عسكرية تحظر تجنيد واستخدام الأطفال تحت سن الثامنة عشرة، مع التحقيق في دعاوى تجنيد واستخدام الأطفال وضمان وقوع المسؤولين عنها تحت طائلة المساءلة، وفق المصدر ذاته.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح ليلى زروقي،إنه "بخطة العمل تكون اليمن قد جعلت التزامها بحماية أجيال المستقبل رسمياً"، داعية المجتمع الدولي إلى دعم السلطات اليمنية، ومتعهدة بالنيابة عن الأمم المتحدة بدعم صنعاء في هذا المجال.. وقال ممثل منظمة "اليونيسف" في اليمن إن "خطة العمل تهدف إلى ضمان تسريح كافة الأطفال من القوات المسلحة في اليمن، وإعادة دمجهم بشكل فعال في المجتمع".
وأطلقت "اليونيسف" في مارس 2014م حملة "أطفال، لا جنود"، من أجل إنهاء تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات الحكومية في النزاعات بحلول عام 2016م.. وتعتبر اليمن واحدة من 8 دول أدرجت قواتها الأمنية الوطنية من قبل الأمم المتحدة على قائمة الدول التي تجند وتستخدم الأطفال.. وتأتي البطالة والحروب والثأرات والفقر المدقع والأمية في مقدمة الأسباب التي تدفع بأطفال اليمن إلى التسرّب من المدارس والالتحاق بالجيش والأمن.. وأصبح الجيش اليمني منذ العام 1994م منقسماً بين شخصيات نافذة ما خلق حالة تسابق بين الأطراف المتنازعة على السلطة لاستقطاب الأطفال إلى صفوفهم, وبرز ذلك في عدة حروب داخلية خاضها الجيش في إطار الصراع القائم كان أبرزها حروب صعدة.
وصفت الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمياء الإرياني توقيع خطة إنهاء تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات المسلحة خطوة إيجابية كون مكان الأطفال المدارس وليس التجنيد والحروب, موضحة على هامش توقيع خطة إنهاء تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات المسلحة التي وقعت بمجلس الوزراء بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة أن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة سيشارك في تنفيذ هذه الخطة كممثل للحكومة اليمنية إلى جانب العديد من المنظمات المعنية بحقوق الطفل المحلية والدولية في اليمن.
ولفتت إلى أن المجلس الأعلى يسعى دوماً من أجل تحقيق المصلحة الفضلى للطفل أينما وجدت وبدرجة أساسية العمل على منع إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة من أجل مستقبل واعد للأطفال, مشيرة الإرياني إلى أنه رغم عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد المجندين الأطفال أو المستخدمين في النزاعات المسلحة إلا أن ارتباط ظاهرة تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة بالفقر والجهل والموروث الثقافي المغلوط يؤكد أن هناك الكثير من الأطفال دون سنة 18في التجنيد أو يُستخدمون في النزاعات المسلحة.. وأعربت إرياني عن تمنياتها أن يُسهم البدء بتنفيذ الخطة الموقعة وكذا البدء بإصدار البطائق الإلكترونية وتعديل قانون الطفل في وقف تجنيد الأطفال وإنهائه.
توجيهات رئاسية سابقة
ومع تزايد تسرب الأطفال من المدارس رافقه تزايد أعدادهم في سوق العمل والقوات المسلحة، بات الأمر يشكل قلقاً على الحكومة والقيادة السياسية، ما دفع بالرئيس عبدربه منصور هادي في أغسطس عام 2012م إلى توجيه الحكومة بالاطلاع ودراسة ملخص تقدمت به منظمة "سياج" لما توصل إليه بعض فقهاء القانون والقضاء بشأن موقف التشريعات الوطنية من تجنيد الأطفال, مشدداً في مذكرته رقم (5570) الموجهة إلى رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة، على سرعة دراسة رؤية فقهاء القانون والقضاء، وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الموضوع بما يتواءم مع المعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة التي صادقت عليها بلادنا.
وكانت سياج سلمت مكتب رئاسة الجمهورية في 25 نوفمبر 2012م خلاصة نتائج المناقشات القانونية التي نفذتها سياج في أغسطس 2012م بالتعاون مع نقابة المحامين اليمنيين ودعم حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية، حول التشريعات الوطنية المتعلقة بتجنيد وإشراك الأطفال في النزاعات المسلحة.
وقد تضمنت حزمة من التوصيات أبرزها ضرورة الإسراع في صياغة مشروع تعديلات على (قانون الخدمة في القوات المسلحة والأمن، قانون حقوق الطفل رقم 45لسنة 2002م, قانون الجرائم والعقوبات) بحيث تكون متوائمة مع المعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها اليمن.
كما أكدت على تضمين القوانين الوطنية (تجريم تجنيد واستغلال كل من لم يبلغ سن ال18عاماً، تحديد عقوبات رادعة بحق كل من يقوم بذلك مع تشديد العقوبة على أولياء الأمور الذين يدفعون بأطفالهم إلى التجنيد، وكذلك إلزام الحكومة باتخاذ تدابير وإجراءات عملية لتسريح وإعادة تأهيل المجندين الحاليين طبقاً لمبادئ باريس، ووضع تدابير مانعة للالتحاق الأطفال مستقبلاً بالقوات النظامية وغير النظامية، ومنح المنظمات المدنية الوطنية المتخصصة في حماية الطفولة الصفة القانونية التي تمنحها حق تحريك الدعاوى ضد مرتكبي العنف بحق الأطفال، دون الحاجة إلى توكيل ولي الطفل؛ تحميل كل من يجند شخصاً دون سن ال18 المسئولية الكاملة عن ما يلحق به من ضرر أو ما يحدثه هو من ضرر بالآخرين، ووجوب استخدام التقنيات الحديثة في تحديد العمر لكل من يشتبه إنه قاصر حتى لو كانت لديه وثائق تفيد بخلاف ذلك؛ وغيرها من التوصيات.
وكشف تقرير دولي عن تفاقم ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن خصوصاً منذ اندلاع حركة الاحتجاجات والأزمة السياسية الطاحنة التي تعيشها البلاد منذ مطلع العام الماضي.. وأشار تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مجلس الأمن الدولي أن المنظمة الدولية وشركاءها رصدوا تجنيد الأطفال في اليمن في صفوف الجيش والجماعات القبلية المسلحة، وأيضاً من جانب جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة.. ولفت تقرير بان كي مون السنوي حول الأطفال في الصراعات المسلحة إلى أنه "تم توثيق تجنيد واستخدام الأطفال من قبل الجيش المناصر للثورة الشبابية وأيضاً من قبل القوات التي يقودها أقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فضلاً عن تجنيدهم ضمن الميليشيات القبلية المسلحة.. ونوّه التقرير الأممي إلى أن حملات التجنيد التي تقوم بها جماعة الحوثي في صعدة شملت الأطفال، كما أن التقرير رصد في أبين قيام جماعة أنصار الشريعة المنتمية إلى تنظيم القاعدة بتجنيد الأطفال في خنفر وزنجبار ومناطق أخرى، مشيراً إلى أن تجنيد عناصر أنصار الشريعة للأطفال يتم في المساجد.. وأدرجت الأمم المتحدة الأطراف المتورّطة في تجنيد الأطفال ضمن لائحة العار السنوية للذين يجندون ويستخدمون الأطفال في أعمال القتال ولمن يقومون بقتل وتشويه واستغلال الأطفال جنسياً، والاعتداءات على المدارس والمستشفيات حول العالم, ورصد التقرير مقتل 159طفلاً، وكذا جرح 363 آخرين خلال العام 2011م.
وقال رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة، أحمد القرشي: إن الأحداث التي شهدتها اليمن في العامين الماضيين أظهرت بشكل كبير جداً مشكلة تجنيد الأطفال في اليمن، مشيراً إلى أن الظاهرة تستند إلى ثقافة قبلية ودينية تشجّع على حمل السلاح.. وأوضح القرشي أن منظمته أجرت دراسة ميدانية خلصت إلى أن تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين يصل إلى ما نسبته50 % مقابل40 % لمجندين أطفال يقاتلون في صفوف القبائل والجيش والجماعات الدينية المسلحة.
وأكد أهمية تضافر جهود منظمات المجتمع المدني وهيئات التوعية من أجل تسريح الأطفال المجندين والعمل على إعادة دمجهم في المجتمع المدني، والعمل على إيجاد تدابير عملية من قبل الحكومة من شأنها أن تعمل على تسريح وإعادة تأهيل وإدماج الأطفال المجندين.
سبب رئيس للظاهرة
إلى ذلك قال المحلل السياسي، كامل عبدالغني: إن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية تدفع بالكثير من الأسر إلى العمل على ضمان فرص عمل لأطفالهم، حتى ولو كان ذلك في سن مبكرة أو تطلّب أن يحملوا السلاح, باستثناء انخراط بعضهم ضمن جماعات دينية مسلحة فذلك لا يكون بقبول أو موافقة أو معرفة أهاليهم وإنما نتيجة تعرضهم لاستقطاب فكري وعملية تضليل واستدراج.
ويشكّل الأطفال في اليمن ما دون 12 سنة 46 % من إجمالي السكان في آخر إحصائية وذلك نتيجة للنمو السكاني الكبير والذي يشكّل نسبة 3.5% ويشمل هذا الوضع السكاني معدل التوقف العالي 41.6 % ونمو القوى العاملة السنوي 4.4 % التي تنتج تحت الضغط الشديد على الموارد والخدمات، مما دفع الأطفال إلى سوق العمل وكان من انعكاساته خروج الأطفال من المدارس بنسبة 60 % أو أقل من ذلك في المناطق الريفية وبين الفتيات.
واستناداً إلى قانون العمل في البلاد فإن السن القانونية للعمل في البلاد هي 15سنة إلا أن إحصائيات الموارد البشرية قد حددته بالسن العاشرة حتى عام 1999م، عندما أقرّ العمر 15 سنة كحد أدنى للعمل.
توسع الدائرة
وقد أظهر مسح ميداني أن 96 % من الأطفال الذين أجري عليهم المسح قد التحقوا بالمدارس و 52 % منهم ما زال يدرس ويعمل، أما البقية فقد تركوا المدارس في المستويات الثالث أو السادس، وهناك علاقة مباشرة بين عمل الأطفال ومعيلي العائلة، نتائج المسح اليمني للقوى العاملة المنجزة وطنياً في عام 1999م قد أظهرت أن أغلب الأطفال العاملين لديهم معيلون موظفون، 92% منهم يعملون بالزراعة، 4.8 % في الخدمات، 2.5 % عمال غير محترفين، 0.7 % شبه مهنيين محترفين, كما إن عمالة الأطفال في اليمن محصورة كلياً في الأعمال الخاصة، وخصوصاً في القطاعات غير الرسمية، وهذا نتيجة لقانون الخدمة المدنية والذي يعتبر الحد الأدنى من عمر العامل هو 18سنة والاتجاه نفسه واضح في المؤسسات العسكرية, ويشكّل الأطفال الذكور نسبة 83.2 % خصوصاً في المناطق الريفية.
وخلص خبراء ومتابعون إلى إن الفقر والبطالة يشكّلان السبب الرئيس لعمالة الأطفال في اليمن والدافع الرئيس للجوئهم إلى المؤسسة العسكرية للحصول على وظيفة.
الإرهاب والأطفال
ومع نزايد عدد الأطفال الملتحقين في الجيش والأمن والصراعات المسلحة برزت مؤخراً الجماعات الإرهابية كمحرّض قوي لالتحاق الأطفال في صفوفها وتم استغلالهم في تنفيذ عمليات إرهابية مستغلين بذلك قصورهم العقلي وفقر عائلاتهم.
وإزاء ذلك يقول الدكتور سمير الشميري، أستاذ بجامعة عدن: هذا هو الأسلوب الذي تستخدمه جماعة العنف، لكن نحن بإهمالنا مسألة التنشئة الاجتماعية ساعد ذلك على الإرهاب والعنف، الناشئة ما زالوا قاصرين فكرياً وعقلياً وجسدياً ومن السهل استغلالهم في تحقيق أهدف الأطراف التي تستقطبهم, لكن يجب على كل الأطراف، المدارس والمساجد والمجتمع والأسرة أن يقوموا بدورهم في توعية الأطفال وعائلاتهم من الفكر الهدّام والعمل على الحيلولة دون التحاقهم بالسلك العسكري أو جعلهم عرضة للجماعات الإرهابية، وكشف: توجد لدينا إشكالية في تربية الناشئة فمناهجنا التعليمية مهلهلة، فضلاً عن البيئة والأمية والفقر والبطالة.. ونوّه بأن الإرهاب يستمد قوته من الفساد والفقر وضعف التربية والتعليم والثقافة وانهيار الأخلاق وغشاوة الوعي الموجود داخل المجتمع, ونحن منذ قرابة 24 عاماً ساعدنا بمناهجنا التعليمية وبعض وسائلنا التواصلية التي لا تعترف بالتسامح والحوار وآدمية الإنسان، والآن نحن نجني ثمار هذا الإهمال أو هذه المشاركة في صناعة هذه الحالة, لكن يبقى قرار منع عسكرة الأطفال هو الأهم في الفترة الحالية وقليلاً قليلاً سيتم القضاء على الإرهاب واستغلال الأطفال في أيّ عمل كان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.