يمتدح بعض الناشطين وطنية العملاء، ويبررون خياناتهم، وأظنهم دشنوا حملات إعلامية بهدف تلميع كائنات اللجنة الخاصة السعودية، وخلايا التخابر الإيرانية بعدما تبين لمطابخ الحرب ويلات نقمة الشعب مما يفعلون. يتفهم الناس دواعي تواجد بعض المواطنين اليمنيين خارج بلدهم، وهذا كاف لإخلاء ساحتهم من تهم العمالة ولعنة الارتزاق التي قد يلصقها بهم أنصار هذا الطرف أو ذاك بقصد سياسي رخيص. وبالمناسبة، أغلب من يخون عملاء السعودية ليسوا حوثيين، وكذا من يخون عملاء إيران ليس داعشياً بالضرورة، فهناك مزاج عام يوزع صكوك الوطنية دونما تمييز. وبناء على تلك الحقيقة، يتحدث الناس عن خيانة الحوثيين ليمانيتهم، ويسقطون عنهم حق انتقاد «الخونة» الآخرين، في المقابل، يسقطون وطنية قادة أحزاب وجماعات موالية للرياض، وهنا ليس لأحد سلطة على مزاج الناس. في نظر إنسان اليمن، يعد الخائن خائناً أياً كانت درجة خيانته لوطنه، وستفشل نخب العار في مهمة تكييف مزاج الشعب المتضرر من الحرب والقصف، والقدح بسخطهم حيال مخالب الموت. لا فرق بين دور أعضاء اللجنة الخاصة السعودية، ودور خلايا التخابر الإيرانية، الكل آثم ومدان.. هكذا يمقتهم ويصنفهم الشعب، ويتمنى زوالهم في كل حين. لقد شب وعي اليمنيين عن طوق تصنيفات طرفي الحرب، وتكرس الأحداث العاصفة بيمننا الذبيح واقعاً وطنياً يتعارض مع مقولة صموئيل جونسون: «الوطنية الملاذ الأخير للأوغاد». وتثبت الأيام المريرة بأن الأوغاد يتصدرون قوائم العمالة، فيما الوطنية اليمنية ستظل الملاذ الأخير لشعب يذبح أبناءه، وتدمر مدنه، وتحال حياته الى جحيم لا يطاق.