يبدو أن الهجوم الانتحاري على السفارة الأميركية بصنعاء يوم الأربعاء سيثير المآخذ التي تسجلها الولاياتالمتحدة على السلطات اليمنية بشأن التزامها الجدي بالحرب على الإرهاب وفرصة جديرة لإثارة التحفظات حول الطريقة اليمنية لمكافحة الإرهاب خصوصاً بعد أن اتضح للإدارة الأميركية في العام الماضي أن أحد المدانين بتفجير المدمرة طليق. فقد ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس أكدت للرئيس علي عبدالله صالح في اتصال هاتفي بعد الهجوم على السفارة أن اليمن لا يبذل جهوداً كافية للحيلولة دون تحول أراضيه إلى ملاذ آمن لتنظيم القاعدة. ونقلت رويترز عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك قوله في ما يخص الاتصال الذي أجرته رايس بالرئيس صالح "نريد أن نؤكد للحكومة اليمنية أن من المهم بصورة حيوية أن نتعاون معهم في مكافحة الإرهاب. هل فعلوا الكثير في الماضي.. نعم.. هل يستطيعون أن يفعلوا المزيد.. نعم بالتأكيد". كما نسبت الوكالة إلى مسؤول أميركي كبير يوم الأربعاء قوله "هذا الرجل الذي أدين في تفجير كول يتحرك بحرية نسبيا.. هذه مشكلة. من المؤكد أن ثمة مجالا واسعا لتحقيق تقدم في مكافحة الإرهاب". وكانت الولاياتالمتحدة قدمت احتجاجاً شديد اللهجة إلى الحكومة اليمنية في العام الماضي بعد الإفراج عن جمال البدوي المتهم بالتخطيط لتفجير المدمرة الأميركية كول في خليج عدن وهو ما اضطر السلطات إلى إعادته للسجن. وفي السياق قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الهجوم على السفارة الأميركية بصنعاء "تذكرة بأننا في حرب مع متطرفين لا يتورعون عن قتل أبرياء لتحقيق أهدافهم العقائدية". وأضاف أن "المهاجمين كانوا يحاولون أن يجعلوا الولاياتالمتحدة "تفقد رباطة جأشها وتنسحب من مناطق في العالم".