دعت الأممالمتحدة اليوم الأربعاء أطراف الصراع في اليمن إلى السماح للعاملين في المجال الإنساني للعمل بحرية ووصول غير مشروط وفوري للمحتاجين، ووصفت عملية تأمين الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر في محافظة الحديدة ب "الطويلة والصعبة والمحبطة". وقال بيان صادر عن مكتب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن اليوم الثلاثاء: "تمكن فريق فني تابع للأمم المتحدة بقيادة برنامج الأغذية العالمي في 5 مايو من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر في الضواحي الشرقية لمدينة الحديدة كجزء من الجهود الأولية لإنقاذ مخزون يبلغ حجمه 51,000 طن متري من دقيق القمح المخزن في المطاحن. توقفت قدرتنا على الوصول إلى المطاحن خلال الأشهر الثمانية الماضية بسبب القتال العنيف". ونقل البيان عن السيدة ليز غراندي، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن القول: "كانت عملية تأمين الوصول إلى المطاحن طويلة وصعبة ومحبطة. وقد حاولنا وحاولنا وحاولنا لنتمكن من الوصول إلى المطاحن. إلا أننا ارتحنا مؤخرا بعد حصولنا على الضوء الأخضر لاستخدام هذا الممر الموجود. وأضافت: "من الإيجابي إلى حدّ كبير للغاية أن تتخذ الأطراف هذه الخطوة. يعلم الجميع أننا بحاجة إلى المواد الغذائية الموجودةفي المطاحن. ونحن الآن نسابق الزمن لإنقاذ هذه المواد التي يمكن لنا بها إطعام 3.7 ملايين شخص لمدة شهر واحد". وطبقا للبيان: يعاني 20 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك ما يقرب من عشرة ملايين شخص يعانون منمستويات شديدة من الجوع. وقال المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، ستيفن أندرسون: "لا يزال الوضع في اليمن محفوفًا بالمخاطر. ونعلم أنمساعداتنا ضرورية لتفادي وقوع مجاعة في اليمن، لكن مستوى الاحتياج لا يزال ضخمًا وهناك حاجة مصيرية إلى كل حبة القمح." وأشارت السيدة غراندي: "تعد عملية استجابة برنامج الأغذية العالمي للطوارئ في اليمن هي الأكبر على مستوى العالم. والعمل الذييقوم به البرنامج شهريا هو عمل بطولي. يقوم البرنامج فعليا بتقديم مساعداته الغذائية إلى حوالي 10 ملايين شخص، وسيصل قريباًإلى 12 مليون شخص. وهذه عمليه يصعب تصديقها." وأضافت: "ونظراً للخطر المحدق بالعديد من الأرواح، فيجب على الجميع أن يبذلوا قصارى جهدهم لضمان أن يعملالشركاء في المجال الإنساني بحرية ووصول غير مشروط وفوري إلى الأشخاص الذين هم بحاجة إلى مساعداتنا ويستحقونها. إن منعالعاملين في المجال الإنساني عن أداء وظائفهم عن طريق تحويل الموارد أو تأخير التمويل أو منع الوصول أو التدخل في التقييماتوالاستهداف والمراقبة أمر غير مقبول. والحقيقة هي أن الآلاف والآلاف من السكان قد لا يعيشون حتى لحظة تمكننا من الوصولإليهم." من جهته قال إرفيه فيروسيل المتحدث باسم البرنامج إن عمليات الفريق ستستغرق بضعة أسابيع وستتضمن عمليات تنظيف وإعادة تأهيل ماكينات الطحن وتبخير القمح وتنظيفه. وستعقب ذلك مرحلة ثانية، وهي البدء الفعلي في طحن القمح وتوفير الدقيق لنقله إلى أكثر المجتمعات المحلية التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في اليمن. وحسب تصريح المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي فإن البرنامج سيحتاج إلى إرسال مزيد من العمال والخبراء التقنيين في الوقت المناسب، بالإضافة إلى توفير الإمدادات للفريق الذي يعمل الآن في الموقع. وشدد إرفيه فيروسيل على الحاجة الملحة لإتاحة "سبل الوصول الآمن والمتواصل" إلى هذه المطاحن، خصوصا وأنها تقع بالقرب من مناطق خطوط القتال الحساسة. وتشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويحتاج ما يقرب من 80 في المائة من إجمالي عدد السكان، أي 24.1 مليون شخص، إلىنوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية. وتواجه 230 مديرية من مديريات اليمن البالغ عددها 333 خطر المجاعة. وعلى الرغممن صعوبة بيئة العمل، إلا أن 131 جهة شريكة دولية ووطنية تعمل في جميع أنحاء اليمن في أول شهرين من عام 2019 م للاستجابةللاحتياجات الأكثر حدةً.حسب ما افاد البيان تتطلب خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2019 م تمويلاً بحجم 4.2 مليار دولار أمريكي لمساعدة أكثر من 20 مليون شخص يمني،بمن فيهم 10 ملايين شخص يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية كل شهر. وتم حتى اليوم تمويل العمليةبنسبة 14 في المائة فقط. وتناشد الوكالات الإنسانية الجهات المانحة لتقديم الأموال في أسرع وقت ممكن.