تبادل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، وجماعة الحوثيين الانقلابية، الاتهامات بقصف سوق شعبي في مديرية قطابر الحدودية في محافظة صعدة شمالي البلاد. وتسبب القصف في مقتل 14 شخصاً وإصابة 26 آخرين بينهم أطفال حسب ما أفادت مواقع إعلامية مقربة من الانقلابيين. واتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثيين بارتكاب "المجزرة الدموية ضد المدنيين" بصواريخ الكاتيوشا. ونقلت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" عن مصدر حكومي مسؤول قوله "إن المجزرة الدموية التي ارتكبتها المليشيا بحق أبناء المنطقة، عقاب جماعي على مواقفهم الرافضة لتمردها وإدراكهم خطورة مشروعها وما أحدثته من تمزيق للنسيج الاجتماعي وإشعالها لحرب عبثية بتمردها على السلطة الشرعية، والاستقواء بالسلاح لفرض أجندات مشبوهة تستهدف اليمن والخليج وتهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، خدمة للمشروع التوسعي الإيراني." واعتبر أن "هذا السلوك هو انعكاس لعقلية ونهج العصابات المنفلتة الخارجة عن القوانين والأعراف والقيم والأخلاق، والتي تحاول يائسة وباتباع أحط وأقذر الوسائل والأساليب وأبشعها فرض مشروعها الانقلابي المرفوض والدخيل على الشعب اليمني." وأضاف المصدر أن "لجوء مليشيا الحوثي وداعميها في طهران لمثل هذه الأساليب الإرهابية وسلوك العصابات لن تنجح في تحقيق ما تسعى إليه، بإجبار اليمنيين على قبول تمردها وانقلابها ومشروعها الطائفي الإيراني، وسيستمرون في مقاومته رغم كل ما تمارسه من ترهيب وقتل وانتهاك يتجاوز توصيفها بجرائم الحرب". وقال لقد "حان الوقت ليتخذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً وصريحاً من هذه الأعمال الإرهابية البشعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة في اليمن جراء ممارسات المليشيات الانقلابية وعدم الاكتفاء بالإدانات الخجولة، وتفعيل أدوات القانون الإنساني والدولي نصرة للضمير الإنساني، وإنقاذا للمواطنين في المناطق التي لازالت تحت سيطرة المتمردين من خطر داهم يهدد حياتهم". من جانبه اتهم المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي جماعة الحوثيين بارتكاب مجزرة سوق آل ثابت في صعدة لوقوف أبناء المنطقة إلى جانب الشرعية حد قوله. وأضاف المالكي في بيان أن "ما قامت به المليشيا الحوثية من اعتداء على سوق آل ثابت هو عمل إرهابي نكاية بالمواطنين اليمنيين وقبائل آل ثابت"، مشيراً إلى أن القبائل ضد الحوثيين، دون مزيد من التفاصيل. وفي تصريحات لاحقة قال المالكي إن جماعة الحوثيين ترتكب الانتهاكات وتتهم تحالف دعم الشرعية، وإنه على المنظمات الأممية تسليط الضوء على جرائم الحوثي في اليمن. وذكر المالكي أن التحالف يعمل مع شيوخ آل ثابت لنقل جرحى القصف الحوثي إلى جازان. وكانت جماعة الحوثيين الانقلابية اتهمت التحالف العربي بقصف سوق آل ثابت في مديرية قطابر دون تحديد نوعية القصف أكان بضربات جوية أم قصف بري. وقال القيادي في جماعة الحوثيين ضيف الله الشامي، إن "المجزرة المروعة التي ارتكبها ما اسماه (تحالف العدوان) جريمة حرب وإبادة جماعية لن تسقط بالتقادم". وتوعد الشامي بتوسيع الأهداف الاستراتيجية لقواتهم، والرد على هذه الجريمة بما يتناسب مع حجمها حد تعبيره. وكان الحوثيين قد أعلنوا في آواخر مايو الماضي ان لديهم بنك أهداف يضم 300 هدفاً حيوياً وعسكرياً في السعودية والإمارات العربية المتحدة، تشمل مقرات ومنشآت عسكرية وحيوية على امتداد جغرافيا الإمارات والسعودية وكذلك المنشآت والمقرات والقواعد العسكرية التابعة للتحالف في اليمن. واسفرت الحرب الدائرة في البلاد للسنة الخامسة عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها. وحسب احصائيات الأممالمتحدة أجبرت الحرب نحو 4.3 مليون شخص على النزوح من ديارهم خلال السنوات الأربع الماضية، ولا يزال أكثر من 3.3 مليون شخص في عداد النازحين ويكافحون من أجل البقاء. وتصف الأممالمتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن ب"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.