منظمة التعاون الإسلامي تدين خرق الاحتلال الاسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    النفط يتراجع بعد تطورات تجارية بين الولايات المتحدة والصين    الحديدة.. حصى متناثرة تتسبب بحادث سير مروع في الزهرة    تجاهل ميسي ورونالدو.. مودريتش يكشف قائمة أساطيره الخمسة    اختتام برنامج تدريبي بهيئة المواصفات حول نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة    لاول مرة: عون يأمر الجيش بالتصدي للتوغلات الإسرائيلية .. و"حزب الله" يثمن موقفه    وفاة 9 اشخاص بحادث مروع في الحديدة    3 تفجيرات متتالية شمال كيلو 16 بالحديدة .. صور    وقفة مسلحة في البيضاء وفاء للشهداء وإعلانا للبراءة من الخونة والعملاء    الوزير البكري يشيد بنجاح البطولة التأسيسية الأولى للدارتس    وسائل التخفي الإخوانية.. تنظيم بلا ملامح ولا هوية    الرئيس الزُبيدي يُعزّي في وفاة القاضي خالد محسن الحوشبي    الحملة الأمنية بالصبيحة تضبط سيارة محمّلة بآلاف الحبوب المخدّرة بعد مطاردة مسلّحة    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يلتقي المفوضية الجنوبية المستقلة لمكافحة الفساد بالعاصمة عدن    جغرافية الحنين    تكتل الأحزاب يدين حملة الاختطافات الحوثية ويدعو لتحرك عاجل لإيقافها وحماية المدنيين    مكتب المبعوث الاممي يكشف عن نقاشات مسقط التي اجراها غروند برغ وشريم حول اليمن    الأرصاد ينبه المزارعين والقادمين من المحافظات الدافئة    مقتل شاب وجرح 3 آخرين في اشتباك مسلح بعمران    وفاة 3 فتيات شقيقات غرقا أثناء جلب المياه غربي تعز    "الأغذية العالمي" يعلن استئناف العمل في نقاط التوزيع التابعة له في غزة    إيران تسعى لتحويل سواحل الجنوب العربي إلى واجهة بحرية لنفوذها المتراجع في اليمن    حضرموت... الميزان الهادئ في معادلة الجنوب السياسية    الإمارات تنهب أحجار الشعاب المرجانية النادرة في سواحل سقطرى    عمالقة البريميرليغ وجها لوجه في ربع نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    راجح القدمي: ما يحدث في اختيارات الإعلاميين المرافقين لبعثات المنتخبات "أمر مؤسف"    المصائب تتوالى.. كريستال بالاس يطرد ليفربول من كأس الرابطة    مقتل 119 شخصا في أكبر عملية ضد تجار المخدرات في البرازيل    بريطانيا رفضت استقبال علي سالم البيض خشية قيادته المعارضة من أراضيها(وثيقة)    الرئيسان الأميركي والصيني يسعيان لاتفاق ينهي الحرب التجارية    أمن أبين يعلن القبض على أفراد نقطة تقطعت لمصري    ضبط 397 جهاز اتصالات وإلكترونيات مهربة في ذمار    هل أخطأنا في الوجهة؟ (2)..متى أصبح ال "تيك توك" منبراً والمتنبي "مُتحفاً"؟    تصريح لميسي يثير ذعر الأرجنتينيين قبل مونديال 2026    إصلاح حضرموت يؤيد ميثاق قبائل حضرموت والمهرة ويثمّن موقفهم الوطني    عدن.. البنك المركزي يحذر من التصرف بممتلكات وعقارات البنوك في صنعاء    أحمد سيف.. الذاكرة التي لا تغيب وصوت الدولة المدنية    قراءة في نص "غصة ندم وجودية" ل"أحمد سيف حاشد"    اكتشاف اثري في ذمار ..!    لقاءات الرياض.. محاولات إنعاش في واقع يزداد اختناقاً    بمشاركة اليمن.. اتحاد كأس الخليج يحدد الثلاثاء المقبل موعدا لقرعة بطولة المنتخبات الأولمبية    فضيحة.. الاحهزة الامنية بتعز ترفض تامين محطة عصيفرة للكهرباء    منفذ الوديعة.. والإيرادات المفقودة    تعز.. توجيهات بتفعيل إلزامية التعليم الأساسي ومعاقبة أولياء الأمور المخالفين    غزة: 983 حالة وفاة بسبب منع السفر للعلاج خارج القطاع    خبير يكشف عن عرض آثار يمنية بينهما تمثال نادر في مزاد أمريكي الشهر المقبل    فضيحة جديدة لمعمر الإرياني: 12 مليون دولار لموقع إلكتروني!    منظمة أمريكية: يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية تفشي الكوليرا في اليمن    رئيس هيئة الاستثمار يطلع على سير عمل مصنع شفاكو للصناعات الدوائية    الأسعار بين غياب الرقابة وطمع التجار    ثاني حادثة خلال أقل من شهر.. وفاة امرأة نتيجة خطأ طبي في محافظة إب    وداعا أبا اهشم    مرض الفشل الكلوي (25)    عن ظاهرة الكذب الجماعي في وسائل التواصل الاجتماعي    الأوقاف تحدد 30 رجب أخر موعد للتسجيل في موسم الحج للعام 1447ه    فلاحين بسطاء في سجون الحقد الأعمى    الآن حصحص الحق    أبشرك يا سالم .. الحال ماهو بسالم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالباري طاهر: ثورة اكتوبر انجزت الكثير من المهام اهمها توحيد 22 سلطنة ومشيخة وفرض دولة النظام والقانون
نشر في الاشتراكي نت يوم 19 - 10 - 2021

أكد الاستاذ والمفكر عبدالباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب ونقيب الصحفيين الاسبق أن ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963 حققت و انجزت الكثير من مهام الثورة الوطنية الديمقراطية في مجالات عدة أهمها توحيد 22 سلطنة و مشيخة ، و نافست فلسطين والعراق و الكويت في محو الأمية ، وفرضت دولة نظام وقانون وهيبة الدولة في عموم محافظات الجنوب و الغت التمايز الطبقي و ساوت بين مختلف فئات وشرائح الشعب اليمني.
وأوضح في حوار مع ملتقى فتاح الرفاقي ضمن الحوارات التي تنفذها ادارة الملتقى لمناقشة الاوضاع السياسية والتنظيمية: ان ثورة اكتوبر بنت دولة مواطنة ومساواة وحققت أو بالأحرى بنت قطاعاً وطنياً متيناً اذا ما قيس بإمكانيات البلد الفقير وظروف الدولة المحاصرة و المحروبة ومثلت دولة الرابع عشر من اكتوبر في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأنموذج الأرقى في بلدان حركات التحرر الوطني ، وناصرت حركات التحرر ووقفت إلى جانب القوى التقدمية في العالم والأهم قانون الجنسية الذي ساوى بين الرجل والمرأة و آزرت الاتجاهات الوطنية والثورية وكانت ملاذاً ومأوى للتقدميين العرب والأحرار واتخذت من تنفيذ الخطة الخمسية وبناء الحزب وتحقيق الوحدة اليمنية الاهداف الرئيسية
وفيما يلي نص الحوار:

* مع احتفائنا بالذكرى ال 58 لثورة 14 اكتوبر المجيدة ، مالذي يمكن أن يقوله الأستاذ / عبدالباري طاهر لأسرة "ملتقى فتاح الرفاقي" بهذه المناسبة الخالدة؟ وما هي الآثار العظيمة التي أحدثتها وستظل خالدة رغم التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد خلال الفترة منذ قيامها إلى وقتنا الحالي ؟
= الرابع عشر من اكتوبر 1963 هو اليوم الوطني العظيم ، لانه عنى التحرر الوطني و الاستقلال و السيادة و عودة الكرامة الوطنية، فإستعادة السيادة و الاستقلال لاي أمة من الأمم أو شعب من الشعوب قضية اساسية فيما كتبه المفكرون العظام .
في كتاب " استيقاظ أسيا " يؤكد لينين أن ماركس و انجلز لم يهتما بقضية من القضايا كاهتمامهما بكفاح الأمم و الشعوب ضد الإستعمار و الاحتلال الاجنبي، و قد اشاد لينين بكفاح شعوب آسيا ضد المستعمرين : البرتغاليين و الهولنديين و البريطانيين و الفرنسيين ، كما اشاد بنضال ليبيا ضد الايطاليين ،
بغض النظر عن القيادات لأنه يعني كفاح أمة ضد أمة اخرى و شعب معتدى عليه ضد شعب معتد .
كان الرابع عشر من اكتوبر أيقونة الحركات التحررية في النصف الثاني من القرن العشرين ، و قد حققت إنجازات عظيمة و رائعة في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية و السياسية والأدبية و الثقافية وحققت انجازات تبقى خالدة في عقول الملايين إلى الابد، لانه لا شيء يموت في التاريخ ، فثورة سبرتاكوس في المجتمع الروماني ، و ثورة الزنج في العراق ، و كفاح الامم و الشعوب عبر التاريخ ماتزال حية و تملئ الذاكرة ..
* عند الحديث عن أي ثورة بلا شك يثب إلى الذهن سؤال الثورة وهو هنا بعد 58 عاما من عمرها هل نجحت ثورة 14 أكتوبر اليمنية في تحقيق أهدافها ؟
= الرابع عشر من اكتوبر 1963 حققت و انجزت الكثير من مهام الثورة الوطنية الديمقراطية في مجالات عدة أهمها توحيد 22 سلطنة و مشيخة ، و نافست فلسطين والعراق و الكويت في محو الأمية ، وفرضت دولة نظام وقانون وهيبة الدولة في عموم محافظات الجنوب و الغت التمايز الطبقي و ساوت بين مختلف فئات وشرائح الشعب اليمني وانتصرت للبدو و الرحل والمهمشين و المرأة و ما يسمون بأبناء الخمس، و بنت دولة مواطنة ومساواة وحققت أو بالأحرى بنت قطاعاً وطنياً متيناً اذا ما قيس بإمكانيات البلد الفقير وظروف الدولة المحاصرة و المحروبة ومثلت دولة الرابع عشر من اكتوبر في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأنموذج الأرقى في بلدان حركات التحرر الوطني ، ناصرت حركات التحرر ووقفت إلى جانب القوى التقدمية في العالم والأهم قانون الجنسية الذي ساوى بين الرجل والمرأة و آزرت الاتجاهات الوطنية والثورية وكانت ملاذاً ومأوى للتقدميين العرب والأحرار واتخذت من تنفيذ الخطة الخمسية وبناء الحزب وتحقيق الوحدة اليمنية الاهداف الرئيسية وكانت اليمن الديمقراطية كوكباً في سماء حركات التحرر الوطني العالمية وصمدت التجربة الثورية امام تحديات غاية في الخطورة ولكن التعويل الزائد على السلاح والتضييق بل مصادرة الحريات العامة والديمقراطية وعدم احترام حقوق الإنسان وفرض الحزب الواحد واللون الفكري الواحد أضر كثيرا بالتجربة الرائدة وفتح الباب أمام صراع العنف سواء مع القوى المعارضة او داخل الجبهة القومية والتنظيم السياسي ومن ثم داخل الحزب الإشتراكي وكانت 13 يناير 1986 مقتل تجربة من أهم تجارب (التحرر الوطني )
* بالرجوع قليلاً إلى الوراء نسأل الأستاذ المفكر عبد الباري ما هي المسارب التي تدفقت منها ثورة 14 أكتوبر ؟ وتالياً ما هي المسارب التي تدفقت فيها ؟
= الروافد الأساسية للثورة الاكتوبرية الوجود الاستعماري نفسه فاحتلال الإستعمار البريطاني لأرض الجنوب و إستعمار مدينة عدن كان محل رفض ومقاومة منذ الغزو الاستعماري في 1839 وقاوم الشعب في الجنوب بإمكانياته البسيطة والمتواضعة اقوى دولة استعمارية حينذاك وظلت المقاومة والرفض الشعبي بأساليب متعددة ومختلفة .
كانت الخمسينات والستينات ذروة إنتصار حركات التحرر في القارات الثلاث وكانت الثورة المصرية يوليو 1952 ايذاناً بانتصار الثورات العربية وحركات التحرر في افريقيا وامريكا اللاتينيه .
ثورة 26 من سبتمبر 1962 كانت الرافد الأساسي والسند القوي للرابع عشر من اكتوبر ..
* كيف شقت ثورة 14 أكتوبر طريقها للوصول إلى 30 نوفمبر 1967م؟
= شقت الثورة طريقها عبر الكفاح المسلح والمزج بين النضال السياسي والمواجهة المسلحة و رفضت الجبهة القومية المساومات غير المبدئية على الإستقلال حتى يوم الانتصار المجيد في الثلاثين من نوفمبر 1967 .
* برأيكم ما هي أبرز التحديات التي واجهتها ثورة 14 أكتوبر ؟
= التحديات كثيرة من اخطرها القوة والدهاء الإستعماري لبريطانيا العظمى ووجود متحالفين ومتعاونين معها في اليمن وعربياً والدعم الاستعماري الأمريكي والأوروبي والتحالف الثلاثي الشرير الأوروبي والأمريكي والصهيوني الرجعي وهناك تحديات كثيرة منها وجود سلطنات عديدة وقيام انقلاب ال 5 من نوفمبر 1967 الداعم للقوى المعادية للجبهة والانقسامات داخل القوى السياسية الحديثة ووجود مراكز القوى المصرية المعادية للجبهة القومية و اختلافات داخل قيادات الجبهة ايضا..
* ترى ما هي أهم الدروس التاريخية التي يمكن استخلاصها من ثورة 14 أكتوبر ؟
= الدروس المستخلصة إن شعباً صغيراً تتوحد فيه إرادة أبنائه يستطيع تحدي أقوى قوة على وجه الارض : فيتنام كمبوديا لاوس في مواجهة اليابان فرنسا وامريكا ، الصومال في المواجهة مع امريكا ، ليبيا في مواجهة مع ايطاليا ، اليمن الجنوبية في مواجهة مع بريطانيا و و الخ ...
ومن الدروس المستخلصة إن استخدام السلاح في مواجهة القوى المستعمرة أو الغازية غالباً ما يحقق النتائج المرجوة ، اما استخدام السلاح في مواجهة الداخل فكارثية ، و 13 يناير وحرب 1994 ضد الجنوب ، وحروب صعدة الستة والحرب الحالية كلها تؤكد أن الحروب الداخلية الاهلية كارثة أما مع وجود تدخل اقليمي ودولي فكارثة الكوارث ..
* ما هو دور الحزب الإشتراكي بعد تاريخ ميلاده وتأسيس الدولة ضمن أهداف ثورة14أكتوبر1963م ؟
= دور الحزب في تأسيس الدولة الدولة اسستها الجبهة القومية أما الحزب الإشتراكي فتأسس اولاً باندماج ثلاث فصائل: التنظيم السياسي وحزب الطليعة الشعبية والاتحادي الشعبي الديمقراطي ، وفيما بعد إنضمام الفصائل الخمس : حزب الوحدة الشعبية أي كل التيارات اليسارية الماركسية اليمنية .
* حدثنا قليلاً عن مسار ثورة14أكتوبر1963م وتاريخ نضال شعب ومسيرة حزب ؟
= فعلاً مسار الثورة مسار حرب تحرير وطنية وبناء دولة نظام وقانون تعبر عن إرادة شعب اليمن و الأمة العربية .


* هل الوحدة اليمنية كانت ناجحة أو يوجد فشل بتحقيقها ضمن إرادة مسبقة والتوصل لحرب صيف 94م لإزاحة الشريك الحزب الإشتراكي؟
= الوحدة انجاز عظيم للثورة اليمنية سبتمبر 1962 والرابع عشر من اكتوبر 1963 ولكن قيادات الإنجاز العظيم لم تكن بمستوى الإنجاز القومي وبالاخص نظام علي عبدالله صالح المعادي للثورتين والذي تصرف بروح تأمريه وانتقامية من الجنوب ومن الشمال في آن وكانت حرب 1994 هدفها القضاء على سبتمبر واكتوبر وواهم من يعتقد انها ضد الجنوب فقط انها حرب ضد اليمن وان استهدفت الجنوب بصورة اساسية الا انها دمرت الجنوب والشمال و مانعيشه اليوم إنما هو ثمرة كريهه لحرب 1994 وحروب صعدة الستة ..
* دور الشباب وبالأخص شباب ثورة11فبراير2011م والأنقسام الذي حصل لضرب ثورة الشباب بالأنقلاب على مكون وأهداف ثورة11فبرير2011م؟
= ثورة الربيع العربي بدأت بهبة حضرموت 1995 واحتجاجات أبناء الجنوب في عدن 1997 ثم انتفاضة الحزب الإشتراكي في منظمة تعز 2011 ولابد من الإشارة إلى الاحتجاجات السلمية أمام مجلس الوزراء في صنعاء والتي شارك شباب الاحزاب الناصري الإشتراكي والاصلاح والبعث ومستقلين كثر ، وهي ما هيأ الأجواء للانطلاق في 11 فبراير 2011 في عموم اليمن كلها وكان حضور ودور المستقلين قوياً.

المحور الثاني
* مع اقتراب الحرب اليمنية من دخول عامها الثامن ، و مع بروز حراك دولي إقليمي يوكد على ضرورة إنهاء الحرب .. كيف تقرأ هذه التحركات ؟ وهل فعلا بإمكانها صناعة سلام مستدام في اليمن ؟
= أي مسعى دولي لإحلال السلام و وقف الحرب مرحب به، لان اليمن اليوم تعيش " أسوء كارثة على وجه الارض" القتلى بمئات الالاف و المشردون بالملايين و الجوعى غالبية السكان و الأوبئة الفتاكة تحصد الالاف، و التعليم و الأعمال و التجارة و الصحة و الحياة مهدورة و مهددة و لكن أهم شيء الادراك
و كما أشرتم أننا ازاء حرب أهلية و اقليمية و دولية مركبة فلابد من وجود تحرك جدي لكل الأطراف لإنهاء الحرب الكارثية و تبقى إرادة اليمنيين هي الاساس و لابد من تحرك وطني سلمي شامل و احتجاجات مدنية لوقف الحرب في عموم اليمن ، و هو ما دعى إليه بيان رفاقكم في تعز ، و تدعو إليه منذ بداية الحرب "جماعة نداء السلام " و "جماعة التحالف المدني للسلم و المصالحة" "جماعة تحالف الدولة المدنية" في عدن و "مؤتمر حضرموت الجامع " ، وعشرات المنظمات في اليمن و خارجها و شخصيات عامة .
* تتعامل معظم الأطراف والأصوات الدولية والاقليمية مع قضية إنهاء الحرب في اليمن كقضية إنسانية وبطريقة عاطفية (مع تأكيدنا لمدى الكارثة الانسانية التي خلفتها الحرب في مختلف جوانبها من قتل ونزوح وتشرد وجوع ....) والقلة ينظر إليها أنها قضية لها جذورها السياسية وبالتالي تباينت المواقف ما بين وقف الحرب والبدء بإجراء تعزيز الثقة بين طرفي الحرب، يا ترى من وجهة نظرك هل يمكن للتسويات الجزئية أن توصل إلى انهاء الحرب وتسويه مستدامة؟ وهل بإمكان المجتمع الدولي ضمان ذلك؟
= الحلول الجزئية بين حزب و آخر و منطقة و أخرى و قبيلة و قبيلة مهم لانه يساعد على تخفيف المعاناة و فك الحصار الداخلي و تعزيز الثقة في مستوى معين و لكن الحل الحقيقي لا يكون الا بتوافق ارادة وطنية شاملة تستجيب للإرادة الوطنية الجامعة و تضغط على تجار الحروب الممولين و المتدخلين و الداعمين الدوليين للنزول على الإرادة الشعبية السلامية لليمنيين. أما المجتمع الدولي فليس هو الأساس و إنما الأساس اليمنيون ضحايا الحرب .
* كيف ينظر الأستاذ / عبدالباري طاهر الحوارات أو التفاهمات الأولية القائمة بين السعودية وايران؟ وما مدى إنعكاساتها الإيجابية أو السلبية على إنهاء الحرب وما بعدها؟
= اي حل يتم بتوافق إقليمي أو دولي أو دعم دولي للتوافق الاقليمي بدون مشاركة الأطراف اليمنية المنخرطة في الحرب و تشارك الأحزاب السياسية و المجتمع المدني و المرأة و الشباب و ممثلي المجتمع الأهلي لن يكون لمصلحة اليمنيين ، و قد يفرض على اليمنيين اقتساماً و رموزاً لا يريدونها، و بصراحة اطراف الصراع الإقليمي الإيراني - السعودي الإماراتي و الرباعية الدولية لاهم لهم إلا مصالحهم و امتداداتهم في الحرب ، كما أن أطراف الحرب اليمنيين قادة المليشيات و زعماء الحرب هم كل المشكلة و أن يكونوا كل المشكلة و كل الحل فكارثة، إشتراك المرأة و الشباب و المجتمع المدني و الأهلي ضروري و لا بد من تحرك المجتمعين قبل فرض الحل المتفاوض عليه حالياً ..
* اتفاق الرياض هل كان ضرورة ؟ وهل ما يزال هناك ممكنات لتنفيذه كلياً ؟
= جزء من المساومات تكتيكي بين الانتقالي و الشرعية ، و هي تعبير عن الخلاف السعودي الإماراتي ،و مساومات على اقتسام الجنوب و الموانئ و الجزر و تثبيت اقدام الموالين، فلكل طرف منهما أدواته الخاصة، و ربما لا يثقون بالجميع، و يستخدمونهم ضد بعض لإضعافهم جميعاً ، فسياستهم تقوم على أساس توازن الضعف و جعل الجميع في مواجهة الجميع و لا يمكن حل قضية الجنوب بمعزل عن الشمال، و العكس صحيح فترابط بين القضية اليمنية متين يستحيل فصمه .
* تابعنا مدى الدعوات من جهات دولية وإقليمية لمطالبة الحكومة بالعودة إلى عدن وعودتها فعلاً ، يا ترى ما هو المغزى من هذا الإصرار لعودتها في ظل التدهور الإقتصادي والإجتماعي واندلاع المظاهرات الشعبية المنددة بها ، وما الذي يمكن أن تحققه الحكومة وفي ظل عدم وجود مؤشرات لتوجه حقيقي لتنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض ، وغياب الدعم لتعزيز الإصلاح الاقتصادي وانهيار العملة ؟
= العودة إلى عدن تهدئات مؤقتة و ضحك على الذقون و إيهام أن اليمنيين هم المشكلة ، و لا يقبل بعضهم بعضاً كما أنه تعبير عن المأزق السعودي الإماراتي و شاهد فشل الحرب و العجز عن حل الصراع في الجنوب و إستمرار الحال المأساوي في الجنوب هدفه تدمير الكيان الجنوبي و قواه الوطنية بهدف الإبتلاع و فرض الإرادة .
* مع نهاية فترة مبعوثين الأمين العام للأمم المتحدة ابتداء من جمال بن عمر وانتهاء بجريفت ، ومع فشلهم في إحداث أي اختراق في انهاء الحرب ، يؤكدون بأن الحرب في اليمن قضية يمنية وأن انتهائها بيد اليمنين ، أولا كيف تقيمون وضع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني طوال فترة الحرب ؟ وهل من إنجاز ممكن أن يقدموه لإحلال السلام وانها الحرب ؟
هل فعلا ما يزال هناك فرصة لانهاء الحرب وإحلال السلام من خلال إجراء حوارات داخلية وإشراك كافة القوى السياسية والشباب والمرأة ، بغض النظر عن تعقيدات وتعدد الأطراف المشاركة و الداعمة للحرب من الاطراف الاقليمية والدولية وتعدد اجندتها؟
= بالفعل كما تفضلتم فشل المحاولات الدولية سببه الأساس القفز على اليمنيين أصحاب القضية .
وما اشرتم إليه هو الأساس في إشراك الأحزاب السياسية و المرأة و الشباب و أضيف أيضاً المجتمع الأهلي الذي دفع ثمناً باهضاً في الحرب أن اشتراك الوان الطيف المجتمعي المدني و الاهلي و من الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب هو الاساس.
* أستاذ / عبدالباري طاهر ، الأسس و المنطلقات الفعلية التي يمكن أن تصنع السلام المستدام في اليمن كيف تنظرون إليها ؟ وما الذي يمكن أن تقوله لأعضاء" ملتقى فتاح الرفاقي " ولأعضاء الحزب الإشتراكي والقوى الوطنية من ممكنات الأعمال التي تساهم في إنهاء الحرب صنع السلام المستدام ؟
= الأهم التخلي كلياً عن الحروب و نهج الحكم بالغلبة و القوة ؛ و قبول اليمنيين جميعاً مبدأ التوافق و الحوار و القبول ببعض و القبول بالمرجعيات الاساسية و إعادة الإعتبار للجنوب ، و احترام إرادة و خيار أبنائه الذين صودرت بلادهم ، و دمرت دولتهم باسم الوحدة المعمدة بالدم فالقضية الجنوبية أساس في أي حل قادم ..
أقول لرفاق فتاح إن قياداتكم التاريخية و اسلافكم العظام هم من دافع عن الثورة السبتمبرية و حماها " حمى الثورة و الجمهورية " و هم من حقق مجد الإستقلال في الرابع عشر من اكتوبر ، و قدم أروع نموذج في حركة التحرر الوطني العربية و العالمية ،،
الرهان كبير عليكم و على شباب الحزب الإشتراكي ، الابتعاد عن الرهان على الحرب ، فالحرب الأهلية اليمنية دخل عليها الصراع الإقليمي و الدولي و هي حرب لا مصلحة لليمنيين فيها و الصراع الاقليمي يوظفها لتدمير اليمن كل اليمن و لا خلاص الا باستلهام بيان السلام الذي أصدره رفاقكم في تعز و السعي عبر الحوار مع الناصريين و البعث و المستقلين لتحويل بيان تعز التاريخي إلى وثيقة وطنية لكل أبناء شعبكم في الشمال و الجنوب و إطفاء نيران الحرب ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.