1000 مقابل 30 .. روسيا واوكرانيا تتبادلان جثث قتلاهما    العراق يواجه الفائز بين بوليفيا وسورينام وإيطاليا مع إيرلندا الشمالية في الملحق    الأحد المقبل .. تدشين مخيم للعيون في الزهرة بالحديدة    اللحم غير المطهو جيداً... مسبّب للسرطان؟    المؤسسة الوطنية لمكافحة للسرطان تحتفي بإنجازاتها وتكرم مجموعة هائل سعيد أنعم كداعم رئيسي للمؤسسة    باتيس يشيد بدور نقابة المهندسين الجنوبيين بحضرموت في تعزيز العمل الهندسي    قبائل حرض تُعلن النكف وفاءً لدماء الشهداء واستمرارًا للتعبئة    ثورة في علاج السكري: توصيل الأنسولين عبر الجلد دون حقن    المنتخب الوطني يتقدم للمركز 148 في تصنيف الفيفا    تشكيلات عسكرية.. حضرموت اليوم بحاجة إلى العقلاء، لا إلى مشعلي الحرائق.    أيهما أفضل: العمرة أم الصدقة؟    رابطة المقاتلين المحترفين (PFL MENA) ضمن برنامج موسم الخبر لعام 2025    دراسة: سيجارتان يوميًا تضاعفان خطر فشل القلب والوفاة المبكرة    واشنطن: إنهاء حرب اليمن يتطلب وقف تدفّق الموارد إلى الحوثيين    انفجار عنيف يهز منطقة المصينعة في شبوة    "استنكار شديد": الأورومتوسطي يدين خروقات وجرائم جيش العدو في غزة    الإصلاح يسلّم نفط مأرب للحوثي نكاية بالجنوب ورفضًا لوصول الإيرادات إلى عدن    توزيع هدايا رمزية عينية للأطفال المرضى بمستشفى الثورة بالبيضاء بمناسبة اليوم العالمي للطفولة    تراجع الذهب مع توقعات خفض الفائدة الأمريكية    مصطفي حسان يطلق رواية أبناء الرماد.. تكشف خيبات الحرب وتعرّي الفساد    الصفقة السعودية ‐الأمريكية.. خطوة استراتيجية تعيد رسم موازين القوة    جرحى تعز يعلنون رفع الاعتصام من أمام الجوازات عقب اتفاق مع قيادة المحافظة    البنك الدولي يحذر من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في اليمن    10578 شهيدا وجريحاً من الأطفال في اليمن    أحسم الأمر قبل تفاقمه    الغيثي: استمرار شراكة الانتقالي مع حكومة الشرعية يدفن القضية الجنوبية    الإمارات تتخذ ميناء بوصاصو مركزا للمؤامرة على اليمن والمنطقة    تركيا تتاجر بآلام غزة وتناور بورقة نتنياهو... وكذبة اعتقال النتن ياهو    لوجه الله.. امنعوا الباصات وأعيدوا باصات النقل العامة    الجنوب بين معاناة الناس الحياتية وتسابق أجندة المصالح الخارجية    استعداد لمنع استيراد الملابس الجاهزة وتوفيرها محليا بجودة افضل    العزي يطلّع على سير العمل في ملعب الظرافي تمهيدًا لافتتاحه    اختتام جمعية المنتجين ومركز سند دورة في تمكين المرأة اقتصاديًا    وزير الداخلية.. جابي ضرائب لا حامٍ للمواطن.. غرامة مالية متنقلة على ظهور الناس    متقاعدون معاقون في عدن: راتب 25000 ريال لا يعيل أسرة ولا يغطي أجرة المواصلات    خبير في الطقس: البرد سيبلغ ذروته خلال اليومين القادمين ودرجات الحرارة السطحية تنخفض إلى ما دون الصفر    الاتفاق بالحوطة يتغلب على البرق بتريم في البطولة التنشيطية الثانية للكرة الطائرة بوادي حضرموت    قراءة تحليلية لنص "عيد مشبع بالخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    المبعوث الأممي يناقش في مسقط جهود التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن    تعز.. مسلح يعتدي على قيادي تربوي وزوجته    (هي وهو) حين يتحرك النص بين لغتين ليستقر    صحفي: السماح لأسرة غازي الأحول بزيارته    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع شبكة تحويلات مالية وأربع منشآت صرافة    غداً... انطلاق بطولة غرب آسيا للجودو في عمّان بمشاركة يمنية    مدينة الوفاء والسلام المنكوبة    العلامة مفتاح يشيد بالمشاريع الكبيرة لهيئة الزكاة    رودريغو: نحن نملك هوية واضحة مع انشيلوتي    رئيس سياسية الإصلاح: العلاقات اليمنية الصينية تاريخية ممتدة وأرست أساساً لشراكة اليوم    مهرجان "إدفا" ينطلق من أمستردام بثلاثية احتجاجية تلامس جراح العالم    يا حكومة الفنادق: إما اضبطوا الأسعار أو أعيدوا الصرف إلى 750    تفاصيل اجتماع رونالدو مع الرئيس ترامب    قراءة تحليلية لنص"البحث عن مكان أنام فيه" ل"أحمد سيف حاشد"    الإعلان عن الفائزين بجوائز فلسطين للكتاب لعام 2025    فريق أثري بولندي يكتشف موقع أثري جديد في الكويت    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالباري طاهر: ثورة اكتوبر انجزت الكثير من المهام اهمها توحيد 22 سلطنة ومشيخة وفرض دولة النظام والقانون
نشر في الاشتراكي نت يوم 19 - 10 - 2021

أكد الاستاذ والمفكر عبدالباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب ونقيب الصحفيين الاسبق أن ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963 حققت و انجزت الكثير من مهام الثورة الوطنية الديمقراطية في مجالات عدة أهمها توحيد 22 سلطنة و مشيخة ، و نافست فلسطين والعراق و الكويت في محو الأمية ، وفرضت دولة نظام وقانون وهيبة الدولة في عموم محافظات الجنوب و الغت التمايز الطبقي و ساوت بين مختلف فئات وشرائح الشعب اليمني.
وأوضح في حوار مع ملتقى فتاح الرفاقي ضمن الحوارات التي تنفذها ادارة الملتقى لمناقشة الاوضاع السياسية والتنظيمية: ان ثورة اكتوبر بنت دولة مواطنة ومساواة وحققت أو بالأحرى بنت قطاعاً وطنياً متيناً اذا ما قيس بإمكانيات البلد الفقير وظروف الدولة المحاصرة و المحروبة ومثلت دولة الرابع عشر من اكتوبر في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأنموذج الأرقى في بلدان حركات التحرر الوطني ، وناصرت حركات التحرر ووقفت إلى جانب القوى التقدمية في العالم والأهم قانون الجنسية الذي ساوى بين الرجل والمرأة و آزرت الاتجاهات الوطنية والثورية وكانت ملاذاً ومأوى للتقدميين العرب والأحرار واتخذت من تنفيذ الخطة الخمسية وبناء الحزب وتحقيق الوحدة اليمنية الاهداف الرئيسية
وفيما يلي نص الحوار:

* مع احتفائنا بالذكرى ال 58 لثورة 14 اكتوبر المجيدة ، مالذي يمكن أن يقوله الأستاذ / عبدالباري طاهر لأسرة "ملتقى فتاح الرفاقي" بهذه المناسبة الخالدة؟ وما هي الآثار العظيمة التي أحدثتها وستظل خالدة رغم التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد خلال الفترة منذ قيامها إلى وقتنا الحالي ؟
= الرابع عشر من اكتوبر 1963 هو اليوم الوطني العظيم ، لانه عنى التحرر الوطني و الاستقلال و السيادة و عودة الكرامة الوطنية، فإستعادة السيادة و الاستقلال لاي أمة من الأمم أو شعب من الشعوب قضية اساسية فيما كتبه المفكرون العظام .
في كتاب " استيقاظ أسيا " يؤكد لينين أن ماركس و انجلز لم يهتما بقضية من القضايا كاهتمامهما بكفاح الأمم و الشعوب ضد الإستعمار و الاحتلال الاجنبي، و قد اشاد لينين بكفاح شعوب آسيا ضد المستعمرين : البرتغاليين و الهولنديين و البريطانيين و الفرنسيين ، كما اشاد بنضال ليبيا ضد الايطاليين ،
بغض النظر عن القيادات لأنه يعني كفاح أمة ضد أمة اخرى و شعب معتدى عليه ضد شعب معتد .
كان الرابع عشر من اكتوبر أيقونة الحركات التحررية في النصف الثاني من القرن العشرين ، و قد حققت إنجازات عظيمة و رائعة في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية و السياسية والأدبية و الثقافية وحققت انجازات تبقى خالدة في عقول الملايين إلى الابد، لانه لا شيء يموت في التاريخ ، فثورة سبرتاكوس في المجتمع الروماني ، و ثورة الزنج في العراق ، و كفاح الامم و الشعوب عبر التاريخ ماتزال حية و تملئ الذاكرة ..
* عند الحديث عن أي ثورة بلا شك يثب إلى الذهن سؤال الثورة وهو هنا بعد 58 عاما من عمرها هل نجحت ثورة 14 أكتوبر اليمنية في تحقيق أهدافها ؟
= الرابع عشر من اكتوبر 1963 حققت و انجزت الكثير من مهام الثورة الوطنية الديمقراطية في مجالات عدة أهمها توحيد 22 سلطنة و مشيخة ، و نافست فلسطين والعراق و الكويت في محو الأمية ، وفرضت دولة نظام وقانون وهيبة الدولة في عموم محافظات الجنوب و الغت التمايز الطبقي و ساوت بين مختلف فئات وشرائح الشعب اليمني وانتصرت للبدو و الرحل والمهمشين و المرأة و ما يسمون بأبناء الخمس، و بنت دولة مواطنة ومساواة وحققت أو بالأحرى بنت قطاعاً وطنياً متيناً اذا ما قيس بإمكانيات البلد الفقير وظروف الدولة المحاصرة و المحروبة ومثلت دولة الرابع عشر من اكتوبر في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأنموذج الأرقى في بلدان حركات التحرر الوطني ، ناصرت حركات التحرر ووقفت إلى جانب القوى التقدمية في العالم والأهم قانون الجنسية الذي ساوى بين الرجل والمرأة و آزرت الاتجاهات الوطنية والثورية وكانت ملاذاً ومأوى للتقدميين العرب والأحرار واتخذت من تنفيذ الخطة الخمسية وبناء الحزب وتحقيق الوحدة اليمنية الاهداف الرئيسية وكانت اليمن الديمقراطية كوكباً في سماء حركات التحرر الوطني العالمية وصمدت التجربة الثورية امام تحديات غاية في الخطورة ولكن التعويل الزائد على السلاح والتضييق بل مصادرة الحريات العامة والديمقراطية وعدم احترام حقوق الإنسان وفرض الحزب الواحد واللون الفكري الواحد أضر كثيرا بالتجربة الرائدة وفتح الباب أمام صراع العنف سواء مع القوى المعارضة او داخل الجبهة القومية والتنظيم السياسي ومن ثم داخل الحزب الإشتراكي وكانت 13 يناير 1986 مقتل تجربة من أهم تجارب (التحرر الوطني )
* بالرجوع قليلاً إلى الوراء نسأل الأستاذ المفكر عبد الباري ما هي المسارب التي تدفقت منها ثورة 14 أكتوبر ؟ وتالياً ما هي المسارب التي تدفقت فيها ؟
= الروافد الأساسية للثورة الاكتوبرية الوجود الاستعماري نفسه فاحتلال الإستعمار البريطاني لأرض الجنوب و إستعمار مدينة عدن كان محل رفض ومقاومة منذ الغزو الاستعماري في 1839 وقاوم الشعب في الجنوب بإمكانياته البسيطة والمتواضعة اقوى دولة استعمارية حينذاك وظلت المقاومة والرفض الشعبي بأساليب متعددة ومختلفة .
كانت الخمسينات والستينات ذروة إنتصار حركات التحرر في القارات الثلاث وكانت الثورة المصرية يوليو 1952 ايذاناً بانتصار الثورات العربية وحركات التحرر في افريقيا وامريكا اللاتينيه .
ثورة 26 من سبتمبر 1962 كانت الرافد الأساسي والسند القوي للرابع عشر من اكتوبر ..
* كيف شقت ثورة 14 أكتوبر طريقها للوصول إلى 30 نوفمبر 1967م؟
= شقت الثورة طريقها عبر الكفاح المسلح والمزج بين النضال السياسي والمواجهة المسلحة و رفضت الجبهة القومية المساومات غير المبدئية على الإستقلال حتى يوم الانتصار المجيد في الثلاثين من نوفمبر 1967 .
* برأيكم ما هي أبرز التحديات التي واجهتها ثورة 14 أكتوبر ؟
= التحديات كثيرة من اخطرها القوة والدهاء الإستعماري لبريطانيا العظمى ووجود متحالفين ومتعاونين معها في اليمن وعربياً والدعم الاستعماري الأمريكي والأوروبي والتحالف الثلاثي الشرير الأوروبي والأمريكي والصهيوني الرجعي وهناك تحديات كثيرة منها وجود سلطنات عديدة وقيام انقلاب ال 5 من نوفمبر 1967 الداعم للقوى المعادية للجبهة والانقسامات داخل القوى السياسية الحديثة ووجود مراكز القوى المصرية المعادية للجبهة القومية و اختلافات داخل قيادات الجبهة ايضا..
* ترى ما هي أهم الدروس التاريخية التي يمكن استخلاصها من ثورة 14 أكتوبر ؟
= الدروس المستخلصة إن شعباً صغيراً تتوحد فيه إرادة أبنائه يستطيع تحدي أقوى قوة على وجه الارض : فيتنام كمبوديا لاوس في مواجهة اليابان فرنسا وامريكا ، الصومال في المواجهة مع امريكا ، ليبيا في مواجهة مع ايطاليا ، اليمن الجنوبية في مواجهة مع بريطانيا و و الخ ...
ومن الدروس المستخلصة إن استخدام السلاح في مواجهة القوى المستعمرة أو الغازية غالباً ما يحقق النتائج المرجوة ، اما استخدام السلاح في مواجهة الداخل فكارثية ، و 13 يناير وحرب 1994 ضد الجنوب ، وحروب صعدة الستة والحرب الحالية كلها تؤكد أن الحروب الداخلية الاهلية كارثة أما مع وجود تدخل اقليمي ودولي فكارثة الكوارث ..
* ما هو دور الحزب الإشتراكي بعد تاريخ ميلاده وتأسيس الدولة ضمن أهداف ثورة14أكتوبر1963م ؟
= دور الحزب في تأسيس الدولة الدولة اسستها الجبهة القومية أما الحزب الإشتراكي فتأسس اولاً باندماج ثلاث فصائل: التنظيم السياسي وحزب الطليعة الشعبية والاتحادي الشعبي الديمقراطي ، وفيما بعد إنضمام الفصائل الخمس : حزب الوحدة الشعبية أي كل التيارات اليسارية الماركسية اليمنية .
* حدثنا قليلاً عن مسار ثورة14أكتوبر1963م وتاريخ نضال شعب ومسيرة حزب ؟
= فعلاً مسار الثورة مسار حرب تحرير وطنية وبناء دولة نظام وقانون تعبر عن إرادة شعب اليمن و الأمة العربية .


* هل الوحدة اليمنية كانت ناجحة أو يوجد فشل بتحقيقها ضمن إرادة مسبقة والتوصل لحرب صيف 94م لإزاحة الشريك الحزب الإشتراكي؟
= الوحدة انجاز عظيم للثورة اليمنية سبتمبر 1962 والرابع عشر من اكتوبر 1963 ولكن قيادات الإنجاز العظيم لم تكن بمستوى الإنجاز القومي وبالاخص نظام علي عبدالله صالح المعادي للثورتين والذي تصرف بروح تأمريه وانتقامية من الجنوب ومن الشمال في آن وكانت حرب 1994 هدفها القضاء على سبتمبر واكتوبر وواهم من يعتقد انها ضد الجنوب فقط انها حرب ضد اليمن وان استهدفت الجنوب بصورة اساسية الا انها دمرت الجنوب والشمال و مانعيشه اليوم إنما هو ثمرة كريهه لحرب 1994 وحروب صعدة الستة ..
* دور الشباب وبالأخص شباب ثورة11فبراير2011م والأنقسام الذي حصل لضرب ثورة الشباب بالأنقلاب على مكون وأهداف ثورة11فبرير2011م؟
= ثورة الربيع العربي بدأت بهبة حضرموت 1995 واحتجاجات أبناء الجنوب في عدن 1997 ثم انتفاضة الحزب الإشتراكي في منظمة تعز 2011 ولابد من الإشارة إلى الاحتجاجات السلمية أمام مجلس الوزراء في صنعاء والتي شارك شباب الاحزاب الناصري الإشتراكي والاصلاح والبعث ومستقلين كثر ، وهي ما هيأ الأجواء للانطلاق في 11 فبراير 2011 في عموم اليمن كلها وكان حضور ودور المستقلين قوياً.

المحور الثاني
* مع اقتراب الحرب اليمنية من دخول عامها الثامن ، و مع بروز حراك دولي إقليمي يوكد على ضرورة إنهاء الحرب .. كيف تقرأ هذه التحركات ؟ وهل فعلا بإمكانها صناعة سلام مستدام في اليمن ؟
= أي مسعى دولي لإحلال السلام و وقف الحرب مرحب به، لان اليمن اليوم تعيش " أسوء كارثة على وجه الارض" القتلى بمئات الالاف و المشردون بالملايين و الجوعى غالبية السكان و الأوبئة الفتاكة تحصد الالاف، و التعليم و الأعمال و التجارة و الصحة و الحياة مهدورة و مهددة و لكن أهم شيء الادراك
و كما أشرتم أننا ازاء حرب أهلية و اقليمية و دولية مركبة فلابد من وجود تحرك جدي لكل الأطراف لإنهاء الحرب الكارثية و تبقى إرادة اليمنيين هي الاساس و لابد من تحرك وطني سلمي شامل و احتجاجات مدنية لوقف الحرب في عموم اليمن ، و هو ما دعى إليه بيان رفاقكم في تعز ، و تدعو إليه منذ بداية الحرب "جماعة نداء السلام " و "جماعة التحالف المدني للسلم و المصالحة" "جماعة تحالف الدولة المدنية" في عدن و "مؤتمر حضرموت الجامع " ، وعشرات المنظمات في اليمن و خارجها و شخصيات عامة .
* تتعامل معظم الأطراف والأصوات الدولية والاقليمية مع قضية إنهاء الحرب في اليمن كقضية إنسانية وبطريقة عاطفية (مع تأكيدنا لمدى الكارثة الانسانية التي خلفتها الحرب في مختلف جوانبها من قتل ونزوح وتشرد وجوع ....) والقلة ينظر إليها أنها قضية لها جذورها السياسية وبالتالي تباينت المواقف ما بين وقف الحرب والبدء بإجراء تعزيز الثقة بين طرفي الحرب، يا ترى من وجهة نظرك هل يمكن للتسويات الجزئية أن توصل إلى انهاء الحرب وتسويه مستدامة؟ وهل بإمكان المجتمع الدولي ضمان ذلك؟
= الحلول الجزئية بين حزب و آخر و منطقة و أخرى و قبيلة و قبيلة مهم لانه يساعد على تخفيف المعاناة و فك الحصار الداخلي و تعزيز الثقة في مستوى معين و لكن الحل الحقيقي لا يكون الا بتوافق ارادة وطنية شاملة تستجيب للإرادة الوطنية الجامعة و تضغط على تجار الحروب الممولين و المتدخلين و الداعمين الدوليين للنزول على الإرادة الشعبية السلامية لليمنيين. أما المجتمع الدولي فليس هو الأساس و إنما الأساس اليمنيون ضحايا الحرب .
* كيف ينظر الأستاذ / عبدالباري طاهر الحوارات أو التفاهمات الأولية القائمة بين السعودية وايران؟ وما مدى إنعكاساتها الإيجابية أو السلبية على إنهاء الحرب وما بعدها؟
= اي حل يتم بتوافق إقليمي أو دولي أو دعم دولي للتوافق الاقليمي بدون مشاركة الأطراف اليمنية المنخرطة في الحرب و تشارك الأحزاب السياسية و المجتمع المدني و المرأة و الشباب و ممثلي المجتمع الأهلي لن يكون لمصلحة اليمنيين ، و قد يفرض على اليمنيين اقتساماً و رموزاً لا يريدونها، و بصراحة اطراف الصراع الإقليمي الإيراني - السعودي الإماراتي و الرباعية الدولية لاهم لهم إلا مصالحهم و امتداداتهم في الحرب ، كما أن أطراف الحرب اليمنيين قادة المليشيات و زعماء الحرب هم كل المشكلة و أن يكونوا كل المشكلة و كل الحل فكارثة، إشتراك المرأة و الشباب و المجتمع المدني و الأهلي ضروري و لا بد من تحرك المجتمعين قبل فرض الحل المتفاوض عليه حالياً ..
* اتفاق الرياض هل كان ضرورة ؟ وهل ما يزال هناك ممكنات لتنفيذه كلياً ؟
= جزء من المساومات تكتيكي بين الانتقالي و الشرعية ، و هي تعبير عن الخلاف السعودي الإماراتي ،و مساومات على اقتسام الجنوب و الموانئ و الجزر و تثبيت اقدام الموالين، فلكل طرف منهما أدواته الخاصة، و ربما لا يثقون بالجميع، و يستخدمونهم ضد بعض لإضعافهم جميعاً ، فسياستهم تقوم على أساس توازن الضعف و جعل الجميع في مواجهة الجميع و لا يمكن حل قضية الجنوب بمعزل عن الشمال، و العكس صحيح فترابط بين القضية اليمنية متين يستحيل فصمه .
* تابعنا مدى الدعوات من جهات دولية وإقليمية لمطالبة الحكومة بالعودة إلى عدن وعودتها فعلاً ، يا ترى ما هو المغزى من هذا الإصرار لعودتها في ظل التدهور الإقتصادي والإجتماعي واندلاع المظاهرات الشعبية المنددة بها ، وما الذي يمكن أن تحققه الحكومة وفي ظل عدم وجود مؤشرات لتوجه حقيقي لتنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض ، وغياب الدعم لتعزيز الإصلاح الاقتصادي وانهيار العملة ؟
= العودة إلى عدن تهدئات مؤقتة و ضحك على الذقون و إيهام أن اليمنيين هم المشكلة ، و لا يقبل بعضهم بعضاً كما أنه تعبير عن المأزق السعودي الإماراتي و شاهد فشل الحرب و العجز عن حل الصراع في الجنوب و إستمرار الحال المأساوي في الجنوب هدفه تدمير الكيان الجنوبي و قواه الوطنية بهدف الإبتلاع و فرض الإرادة .
* مع نهاية فترة مبعوثين الأمين العام للأمم المتحدة ابتداء من جمال بن عمر وانتهاء بجريفت ، ومع فشلهم في إحداث أي اختراق في انهاء الحرب ، يؤكدون بأن الحرب في اليمن قضية يمنية وأن انتهائها بيد اليمنين ، أولا كيف تقيمون وضع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني طوال فترة الحرب ؟ وهل من إنجاز ممكن أن يقدموه لإحلال السلام وانها الحرب ؟
هل فعلا ما يزال هناك فرصة لانهاء الحرب وإحلال السلام من خلال إجراء حوارات داخلية وإشراك كافة القوى السياسية والشباب والمرأة ، بغض النظر عن تعقيدات وتعدد الأطراف المشاركة و الداعمة للحرب من الاطراف الاقليمية والدولية وتعدد اجندتها؟
= بالفعل كما تفضلتم فشل المحاولات الدولية سببه الأساس القفز على اليمنيين أصحاب القضية .
وما اشرتم إليه هو الأساس في إشراك الأحزاب السياسية و المرأة و الشباب و أضيف أيضاً المجتمع الأهلي الذي دفع ثمناً باهضاً في الحرب أن اشتراك الوان الطيف المجتمعي المدني و الاهلي و من الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب هو الاساس.
* أستاذ / عبدالباري طاهر ، الأسس و المنطلقات الفعلية التي يمكن أن تصنع السلام المستدام في اليمن كيف تنظرون إليها ؟ وما الذي يمكن أن تقوله لأعضاء" ملتقى فتاح الرفاقي " ولأعضاء الحزب الإشتراكي والقوى الوطنية من ممكنات الأعمال التي تساهم في إنهاء الحرب صنع السلام المستدام ؟
= الأهم التخلي كلياً عن الحروب و نهج الحكم بالغلبة و القوة ؛ و قبول اليمنيين جميعاً مبدأ التوافق و الحوار و القبول ببعض و القبول بالمرجعيات الاساسية و إعادة الإعتبار للجنوب ، و احترام إرادة و خيار أبنائه الذين صودرت بلادهم ، و دمرت دولتهم باسم الوحدة المعمدة بالدم فالقضية الجنوبية أساس في أي حل قادم ..
أقول لرفاق فتاح إن قياداتكم التاريخية و اسلافكم العظام هم من دافع عن الثورة السبتمبرية و حماها " حمى الثورة و الجمهورية " و هم من حقق مجد الإستقلال في الرابع عشر من اكتوبر ، و قدم أروع نموذج في حركة التحرر الوطني العربية و العالمية ،،
الرهان كبير عليكم و على شباب الحزب الإشتراكي ، الابتعاد عن الرهان على الحرب ، فالحرب الأهلية اليمنية دخل عليها الصراع الإقليمي و الدولي و هي حرب لا مصلحة لليمنيين فيها و الصراع الاقليمي يوظفها لتدمير اليمن كل اليمن و لا خلاص الا باستلهام بيان السلام الذي أصدره رفاقكم في تعز و السعي عبر الحوار مع الناصريين و البعث و المستقلين لتحويل بيان تعز التاريخي إلى وثيقة وطنية لكل أبناء شعبكم في الشمال و الجنوب و إطفاء نيران الحرب ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.