احتشد آلاف الأشخاص يوم الخميس في ملعب الظرافي بالعاصمة صنعاء بينهم أمناء عموم أحزاب اللقاء المشترك وأمين حزب التجمع الوحدوي للاحتجاج على قمع المواطنين في محافظات الجنوب. وامتلأت مدرجات الملعب بأعضاء المشترك وأنصاره الذين رفعوا شعارات تندد بقمع السلطات لمواطني الجنوب وتشدد على وطنية القضية الجنوبية. وردد المحتجون هتافات تحيي مواطني المحافظات الجنوبية وتندد بما يتعرضون له على يد السلطات الأمنية من قمع خلال احتجاجاتهم على حكم الرئيس علي عبدالله صالح. وطالب بيان صدر عن الاعتصام ب"إلغاء عسكرة الحياة المدنية في المحافظات الجنوبية ومختلف المحافظات" ومحاسبة المتورطين في انتهاك حقوق المواطنين وحرياتهم وتعويض أسر القتلى. كما طالب الاعتصام بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين من المحتجين والصحفيين والكف عن مطاردتهم. وطالب الاعتصام ب"إعادة الاعتبار لوحدة 22 مايو السلمية من خلال المشاركة الحقيقية لكافة أ[ناء الشعب في السلطة والثروة والكف عن سياسات الإقصاء والتهميش". وقال السياسي المخضرم محمد سالم باسندوة إن قضية المحافظات الجنوبية قضية عادلة وحلها لن يكون إلا بالحوار. وأضاف باسندوة الذي يرأس لجنة تحضيرية لحوار وطني يتبناه المشترك وأطراف شعبية إن تحول الاحتجاجات في الجنوب نحو عداء مواطني المناطق الشمالية هو تحول خطير ورد فعل غاضب لسياسات السلطة الرعناء. وتابع: بقدر ما نقف معهم (مواطني الجنوب) فإننا ندعوهم بصدق وإخلاص إلى التصدي للمندسين الذين يحاولن جر الحراك إلى مربع العنف". وقال باسندوة "نريد دولة تقوم على أساس سيادة النظام والقانون والعدل في الحقوق والواجبات. نريد دولة تخلو من الحروب". واعتبر النائب البرلماني فؤاد دحاية اعتصام المشترك إعادة اعتبار لمضامين الجمهورية والوحدة. وقال دحابة الذي ألقى خطاباً عن كتلة المشترك بالعاصمة إن أحد حلول المشكلة اليمنية الراهنة في التسامح من الشعب والتصالح معه. وأضاف "أما آن لمشروع الدبابة والمدفع أن يتوقف". ووبخت الناشطة توكل كرمان النظام الحاكم مراراً ووصفته بأنه نظام عائلي فاسد وعابث. وقالت كرمان "نقول لهذا الحاكم العابث لم نعد نقبل مزيداً من العبث والانهيار والفشل. لقد وصل عبث الحاكم إلى كل شيء (...) كل ما هو سيء قادم بفضل فسادك واستبدادك". وأضافت: الرقص على أوجاع المواطنين خطأ فادح له عواقب وخيمة". وفي الاعتصام، عرضت ابنة للصحفي والسياسي المعتقل محمد المقالح محنة والدها منذ خطفه على يد المخابرات النظامية في 17 سبتمبر من العام الماضي. وقالت شمس المقالح "أقول لكم بكل صدق وبصوت عال إن محاكمة أبي بتهمة أنه خائن ورئيس عصابة مسلحة من قبل القضاء هي جريمة أبشع وأفظع وأقوى من سابقاتها". وأضافت شمس التي وقفت تقرأ كلمة مكتوبة "أناشدكم باسم كل فرد من أسرة مخطوف أو معتقل ظلماً وعدواناً تحت التعذيب في السجون أو تحت مظلة القضاء (...) العمل بكل الطرق والوسائل الشرعية والحضارية لمراجعة هذا الكيد والمكر الذي تزول منه الجبال وسيل الكذب والافتراء الفاحش؛ ليس دفاعاً ورفعاً للظلم عنهم فحسب بل حماية لقيمنا وأخلاقنا وأنفسنا ووطننا وأمتنا من الانهيار". وفي السياق، أفادت معلومات أن سلطات الأمن قمعت اعتصاماً مماثلا للمشترك في مدينة تعز. وقال ناشطون في تعز إن سلطات الأمن استخدمت قنابل الغاز وخراطيم المياه لتفريق المعتمصين الذين كانوا يتجمعون في شارع الهريش كما اعتقلت نحو 22 شخصاً وأصابت آخرين بينهم المحامي القيادي في مشترك تعز عبدالله نعمان القدسي. لكن المشتركين في الاعتصام ظلوا يتجمعون إثر تفريقهم لأكثر من مرة وتحول الاعتصام إلى تظاهرة كبيرة.