شكر الصحفي والسياسي اليمني محمد محمد المقالح منظمة العفو الدولية وبقية المنظمات الحقوقية والصحفية في اليمن والعالم التي تضامنت معه وطالبت بكشف مصيره أثناء اختفائه( قسريا) في سجن سري جنوب العاصمة صنعاء لمدة اربعة اشهر وطالب المقالح المنظمات الحقوقية المحلية والدولية استمرار التضامن معه والضغط من اجل ايقاف تنكيل اجهزة الامن والقضاء به مؤكدا ان حياته لا "تزال معرضة للخطر" بسبب اصراره على مزاولة حياته الطبيعية ونشاطه السياسي والاعلامي جاء ذلك في رسالة الى منظمة العقو الدولية التي اوفدت اربعة من نشطاءها الى اليمن اثناء محنته الطويلة وتواصلت معه بعد الافراج عنه وقال المقالح في رسالته "إنني مدين في حياتي وحريتي وكرامتي الإنسانية لمثل هذه الجهود الإنسانية النبيلة التي بذلها ويبذلها نشطاء العفو الدولية وغيرهم من النساء والرجال الجميلين في اليمن وبقية دول العالم الذين كرسوا حياتهم ونشاطهم من اجل الإنسان وكرامته وحريته بغض النظر عن دينه وجنسه وقوميته" وطالب المقالح من المنظمة وبقية المنظمات الحقوقية في اليمن والعالم استمرار الضغط على حكومته من اجل ايقاف التنكيل به ومطالبتها بتعويضه والاعتذار له وحاسبة خاطفيه واضاف "ما ارجوه منكم وبقية المنظمات الحقوقية هو مواصلة التضامن معي ومطالبة حكومتي بإيقاف التنكيل بي عبر القضاء غير المستقل والمرهون كليا للأجهزة الأمنية في الحكومة اليمنية ومطالبتها الاعتذار لي ومحاسبة الخاطفين ومنتهكي حقوقي الإنسانية الأساسية ومنها حق الحياة والكرامة والحرية وهو ما سيجنبها أي مساءلة قانونية خارج اليمن" الاشتراكي نت ينشر نص الرسالة : بسم الله ارحمن الرحيم
السيدات والسادة مسئولي ونشطاء منظمة العفو الدولية المحترمون
السلام عيكم وبعد
اسمحوا لي أن اعبر لكم عن الشكر الجزيل والتقدير العالي للجهود الحثيثة والفاعلة التي بذلتموها ولا تزالون تبذلونها للتضامن معي والدفاع عن حقوقي الأساسية المنتهكة بشكل صارخ وخطير من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية التابعة لحكومة بلادي ( الجمهورية اليمنية ) لقد علمت أثناء وجودي بسجن الأمن السياسي أن منظمة العفو الدولية ونشطاءها المحترمين ومنظمات حقوقية وصحفية أخرى كان لها الدور الأساسي في كشف مصيري والتخفيف من معاناتي والإفراج المؤقت عني..... عندما أخبرتني زوجتي أثناء زيارتها لي في سجن الأمن السياسي بصنعاء أن وفدا من منظمة العفوالدولية يقوم بزيارة خاصة لليمن بهدف اللقاء بمسئوليها والضغط من اجل الكشف عن مصيري والإفراج عني ومحاولة اللقاء بي وحضور محاكمتي ..وقالت لي ان من بين الوفد الصديق العزيز العمري شيروف حينها شعرت بسعادة بالغة وأحسست بصدق أنني مدين في حياتي وحريتي وكرامتي الإنسانية لمثل هذه الجهود الإنسانية النبيلة التي بذلها ويبذلها نشطاء العفو الدولية وغيرهم من النساء والرجال الجميلين في اليمن وبقية دول العالم الذين كرسوا حياتهم ونشاطهم من اجل الإنسان وكرامته وحريته بغض النظر عن دينه وجنسه وقوميته وأذكر أنني قلت حينها وبسعادة غامرة ابلغي الصديق العمري شيروف وزملائه وزميلاته من أعضاء الوفد (أنني امنحهم من سجني شهادة البطولة والشجاعة على دورهم العظيم في قضيتي )وقد قلت هذا الكلام وأنا ابتسم أمام أكثر من 15ضابطا وجنديا كانوا يرقبون حديثي مع زوجتي وأطفالي أثناء زيارتهم لي في السجن بعد إخفائي عنهم قسرا ولمدة أربعة أشهر في سجن سري خارج العاصمة صنعاء وتعريض حياتي للخطر فيها أكثر من مرة . السادة والسيدات في منظمة العفو إليكم ملخصا عاما ومختصرا عن ما تعرضت له ولا أزال من انتهاكات صارخة لحقوقي الإنسانية الأساسية ومنها حق الحياة والكرامة والحرية وعلى النحو التالي:- - تم اختطافي من قبل عناصر مسلحة من احد اكبر شوارع العاصمة صنعاء[شارع تعز] مساء الخميس 17سبتمبر 2009م الموافق 27رمضان المبارك - أفدمت العناصر المسلحة وعددها 13شخصا تقريبا على الاعتداء علي بالضرب المبرح في معظم أجزاء جسدي حتى سال دمي وأغمي علي بسبب تعرضي لحالة من حالات الاختناق أثناء عملية الاختطاف وقد بقيت غير قادر على الحركة أكثر من 10ايام تقريبا -وخلال الاختطاف تم تقييد يدي وربط عيني بأربطة حادة أدمت معصمي وتم نقلي الى خارج العاصمة وإخفائي لمدة 4اشهر و10ايام في سجن سري (منزل) في قرية من قرى الضواحي الجنوبية للعاصمة صنعاء وخلالها منع عني الاتصال بإفراد أسرتي وتم تهديدي بالقتل أكثر من مرة وكنت أتوقع موتي في أي لحظة خصوصا بعد أن ادعت العصابة المسلحة أنها تابعة لأحد مشايخ القبائل منتحلة اسم (الشيخ علي العكيمي) وهو اسم وهمي ولا وجود له في الواقع -خلال فترة الإخفاء بقيت في غرفة مغلقة مساحتها 4+6+4متر،ليس فيها نافذة واحدة ولو صغيرة لدخول الضوء وبقيت مقطوع عن العالم الخارجي طوال تلك الفترة -خلال فترة الإخفاء اكتفت العصابة بالتعامل معي من خلال المسلحين الملثمين حيث لم يسمح سوى لواحد منهم فقط بكشف وجهه أمامي وكان هذا الشخص وحده هو الصلة الوحيدة بيني وبين المشرفين على خطفي وإخفائي أما البقية فقد ظلوا ملثمين طوال فترة الإخفاء وقد كان لبقائهم ملثمين طوال الوقت ولحملهم للسلاح وادعائهم أنهم يتبعون احد مشايخ القبائل يزيد من مشاعر الرعب والخوف من إمكانية قتلي -خلال فترة إخفائي القسري أضربت عن الطعام نهائيا لمدة تسعة أيام تقريبا مطالبا إبلاغ أفراد أسرتي عن مكاني ومصيري كما واصلت الصيام لمدة ثلاثة أشهر لنفس الهدف لكنهم رفضوا تماما و كنت خلالها اكتفي بالإفطار بالماء وبكسرة خبز يابسة(وزبادي) كما امتنعت عن الكلام معهم لمدة شهر تقريبا -عانيت من الخوف والبرد والجوع طوال تلك الفترة كما أصبت بسبب البرد بنوبة حادة من (مرض الكلى) ولأكثر من مرة ولم يسمح بإسعافي واكتفوا في بعض الحالات بإعطائي بعض المسكنات ورغم حالة الهزال والإعياء الشديدين التي كنت قد وصلت إليهما بسبب الجوع والخوف لم يتم تحسين وضعي أو مفاوضتي من اجل التوقف عن الصيام والإضراب عن الطعام - بعد أربعة أشهر وعشرة أيام وصلت مجموعة ملثمة إلى المنزل الذي احتجزت فيه وقامت بوضعي على الكرسي مرتين وتسليط الأضواء على وجهي وأنا مربوط العينيين وإيهامي بأنني في حالة الإعدام بالرصاص وقامت بالسخرية من حالة الخوف التي انتابتني بسبب تيقني أنني سأقتل وان ساعة الموت قد حلت -بعد ذلك أي بعد أربعة أشهر وعشرة أيام تقريبا اعترفت الجهة الخاطفة أنها تابعة للأجهزة الأمنية وتحديدا لجهاز الأمن القومي الذي يرئاسه اللواء علي محمد الانسي ويديره فعليا احد أنجال شقيق الرئيس على عبد الله صالح كما اعترفت بان انتحال اسم الشيخ العكيمي كانت قصة مختلقة ولا أساس لها من الصحة . - بعدما اعترفت الجهة الخاطفة بأنها تابعة لأجهزة الأمن طلبت مني الإجابة على أسئلة التحقيق في قضية لم اسمع عنها طوال فترة الإخفاء القسري وهي قضية تغطيتي الصحفية لأخبار الحرب في صعدة عبر موقع الاشتراكي نت التابع للحزب الاشتراكي اليمني وأقوم برئاسة تحريره . - رفضت التحقيق والإجابة على أسئلتهم وردت العصابة علي بتهديدي مرة أخرى بالموت وبوضعي في كرسي الإعدام الافتراضي مرة أخرى . -بعد أربعة أيام من الحوار معهم حول رفضي للتحقيقات تم نقلي إلى سجن رسمي تابع للدولة هو سجن الأمن السياسي في صنعاء -بعد أسبوعين تقريبا من وصولي إلى سجن الأمن السياسي أعلن عن تقديمي للمحاكمة الجزائية المتخصصة وبهدف غسل جرائم الاختطاف والإخفاء والضرب والتهديد بالإعدام في قضية ملفقة من أولها إلى آخرها -أفرج عني بعد أربع جلسات من المحاكمة المزعومة بقرار من رئيس الجمهورية وقيل لي حينها أن قضيتي في المحكمة قد أغلقت نهائيا ولكن السلطة قامت بفتحها مرة أخرى بعد إجراء عدد من الحوارات الصحفية كشفت خلالها ما عانيته من انتهاكات صارخة أثناء الإخفاء - أي أن القضاء اليمني وبالذات المحكمة الجزائية المتخصصة أداة قمعية هدفها الانتقام من الخصوم السياسيين -لست ضد القضاء من حيث المبداء ولكن ما يجري في القضاء اليمني هو التنكيل بالصحفيين وغسل جرائم الانتهاكات وليس لتحقيق العدالة -بعد الإفراج عني بأسبوعين فتحت قضية قديمة ضدي في محكمة الصحافة بتهمة اهانة رئيس الجمهورية -اخضع الآن للمحاكمة في محكمتين استثنائيتين الأولى المحكمة الجزائية المتخصصة (امن الدولة) بتهمة الاتصال بجماعة الحوثي ، والثانية (محكمة الصحافة) في قضية عمرها خمس سنوات على خلفية مقال كتبته في صحيفة الثوري عن عدم تصديق القول بان الاخ الرئيس "لن يترشح للرئاسة" في انتخابات عام 2006الرئاسية وقد تأكد صحة ما جاء في المقال المذكور حيث عاد الرئيس وترشح وأكد ما جاء في مقالي المذكور بالضبط مع العلم أن ملف القضية كان قد أغلق نهائيا حينها ولكن السلطة قامت بفتحه مرة أخرى بعد خطفي وإخفائي واعترافها بالقيام بالأمرين معا أي أن المحاكمتين لتغطية جرائم الاختطاف ومطلوب مني المساومة على معتقداتي وآرائي لتغلق القضيتين معا وهو ما ارفضه وان كنت لا أزال اشعر بان حياتي لا زالت معرضة للخطر بسبب إصراري على استمرار مواصلة حياتي الطبيعية ورفضي موافقة السلطة في سياساتها التي اعتبرها خاطئة - ما ارجوه منكم وبقية المنظمات الحقوقية هو مواصلة التضامن معي ومطالبة حكومتي بإيقاف التنكيل بي عبر القضاء غير المستقل والمرهون كليا للأجهزة الأمنية في الحكومة اليمنية ومطالبتها الاعتذار لي ومحاسبة الخاطفين ومنتهكي حقوقي الإنسانية الأساسية ومنها حق الحياة والكرامة والحرية وهو ما سيجنبها أي مساءلة قانونية خارج اليمن وتقبلوخالص التحية
الصحفي والكاتب محمد محمد المقالح صنعاء – 16ابريل2010م