عجيب أمرهم ياصاحبي.. وأي عجب؟! ملأوا الدنيا ضجيجاً وهم يتحدثون عن الديمقراطية والجماهير ورأي الشعب وتحريك الشارع.. قالوا دائماً: لنحتكم للجماهير ونسلم الأمر لأبناء الشعب. اليوم.. لم يعد يروق لهم حديث الجماهير، ولا حكاية تحريك الشارع، ولا ديمقراطية المشاركة والغالبية الشعبية، اليوم صاروا يتحدثون عن ديمقراطية أخرى: الغرف المغلقة، والمصالح الذاتية، والحسابات الحزبية، والصفقات الثنائية.. وأشياء أخرى تعنيهم ولا تعنينا. لا توجد معارضة في الدنيا تسفَّه شعبها، كما يفعل أهل «المشترك»، ولا نعلم أن أحزاباً وسياسيين يهينون ناخبيهم وجماهير شعبهم، إلا أهل المشترك. لم يتركوا نقيصة إلا وصموا الجماهير بها.. طعنوا في قيمنا، وأخلاقنا وحريتنا، سلبونا فضيلة الموقف والوفاء والوطنية الحقة.. قالوا ويقولون على مرأى ومسمع من العالم أن ملايين اليمنيين مجرد قطيع وأعتذر ألف مرة عن إيراد الكلمة لا يفقه شيئاً من أمور السياسة والوطنية والحكم! زعموا أن أبناء اليمن من أقصاه الى أقصاه كانوا بلا عقل وبلا إرادة حينما احتشدوا وتجمهروا واعتصموا لإثناء الرئيس علي عبدالله صالح عن رغبته وإجباره الترشح لانتخابات الرئاسة. في فقه أحزاب المسترك أن الوفاء نقيصة، والحب سبَّة، والثقة تهمة، والحرص على التمسك بالرجال المخلصين الذين أوفوا الشعب ما وعدوه.. إنما هو ضرب من ضروب اللا هداية الشعبية!! بين عشية وضحاها.. اكتشف عباقرة في المعارضة اليمنية أننا شعب بلا هداية ولا إرادة ولا قيم (..) وأنهم وحدهم يملكون مفاتيح الجنة والخلود في بحر السعادة الأبدية.. تحول الأمر الى مواجهة بين نفر ذكيًّ وشعب يرونه أدنى مرتبة من ذكائهم ووطنيتهم المدهشة، هم يتهمون الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع والساحات لمناشدة الرئيس علي عبدالله صالح التمسك بحقه الدستوري والوطني والوفاء بالتزاماته ومسئولياته أمام شعبه ووطنه، بأنهم إنما خرجوا يتاجرون: يبيعون الموقف والرأي والثقة.. مقابل كيلو «بر» وكيلو دقيق وخمس معلبات صلصة!! وهذا هو ما نسميه: التفير بعقلية الفيد السياسي! كل شيء لديهم صفقات وأرباح فورية. هكذا نحن في رأي وتقييم فقهاء وأئمة المعارضة اليمنية: مجرد «حيوانات ناطقة» تتسوَّل البر والدقيق ومعجون الطماطم، قالوا ذلك بلا أدنى حياء أو خجل أو شعور بالعيب، فهل حقاً نحن كذلك؟ وهل جميعكم يا من أحببتم علي عبدالله صالح ومنحتموه الثقة والوفاء كنتم تتظاهرون لأجل حفنة دقيق وبر لا أكثر؟!! لا أقول أو أسأل من باب الشك أو الاحتمال.. حاشى لله.. ولكنني أتأسف كثيراً لتلك الصدمة الهائلة التي مُني بها الشعب وهو يشاهد ويرى ويسمع مشاهد وصور الثقة الشعبية والتأييد الجماهيري للرئيس علي عبدالله صالح، فذهب البعض يبحث عن تخريجات وتأويلات مُسفَّة ومسرفة على نفسها في تعمد الجهل والتجاهل والتجهيل، بل ويطعن في قيم وشيم وأخلاق الملايين التي أعلنت حُبَّها الكبير وثقتها المطلقة لقائد قاسمها في الهم والهمة.. وصنع بها ومعها ولها حضوراً يمنياً مشرقاً ضمن أسرتها العربية الدولية. نأسف غاية الأسف.. أن يتعمد البعض أذيتنا في أخص خصوصياتنا وحقوقنا وحرياتنا الشخصية والوطنية، وإذا كانوا قذ شعروا بخيبة أمل مريرة كما قالوا فلا يعني هذا أن يخيبوا آمالنا فيهم، أو البقية منها لا أكثر. كيف يدَّعون الاحتكام إلى الديمقراطية بما هي حكم الشعب ومشاركة الجماهير واحترام قرار الأغلبية من جهة.. ومن جهة ثانية يعودون للانقضاض على الديمقراطية واتهام الجماهير والشعب والأغلبية بتلك الأوصاف والصفات التي لخصت موقفهم الحقيقي من حرية الرأي والموقف والتعبير، وقدمت شهادة مريرة بحق أنفسهم لا غير.. أما الجماهير فهي صاحبة الفضل الأول والأخير في الشهادة لنفسها ولا تحتاج الى أوصياء جدد أو أئمة آخرين يجرعونها كهنوت التسلط والمصادرة والتعالي المقيت. لا يفعلون خيراً لأنفسهم إذ يتقربون من جماهير الشعب وجموع الناخبين بتلك الأساليب المقززة والمهينة، عليهم أن يخدموا أنفسهم بكف الأذية والابتذال، وتقدير الناس والشعب.. لأنهم ما لم يفعلوا ذلك ، سيجدون أنفسهم بلا أية شرعية شعبية أو قاعدة جماهيرية تذكر. إذا كانت الديمقراطية فعلاً هي ما يريدون لنا ولهم وللشعب فعليهم أن يتأهلوا لحياة الديمقراطية واحترام الجماهير والاستعداد البرامجي للتنافس العملي على أرض الواقع لانتزاع ثقة الشعب وشرعية الجماهير. قبل هذا.. من واجبهم الاعتذار للجماهير، والرجوع عن الإهانة التي لحقت بالملايين من أبناء اليمن، فهل يفعلون؟! شكراً لأنكم تبتسمون Ameen 101 @ maktoob.com