شهادة للتاريخ أشير، بداية إلى أن الفضل في تعزيز وتحديث مؤسسات الصحافة والطباعة والنشر، يعود إلى الله عز وجل، ثم إلى فخامة الرئيس المعلَّم/علي عبدالله صالح حفظه الله وفي مصاف هذه المؤسسات، مؤسسة «الجمهورية» التي نحتفي اليوم بالذكرى ال44 لتأسيس العزيزة صحيفة «الجمهورية» ونهديها باقة ورد مخضلة حمراء، ونطبع على جبين مؤسسيها وقيادتها الحالية ومحرريها وعمال مطابعها، وأطقم التوزيع والإعلان، ومديري فروع مكاتبها في المحافظات، قبلة مودة وتقدير واعتزاز.. إنني لا أتذكر الشهر والعام الذي أصدر فيه الأخ الرئيس المعلَّم توجيهاته الكريمة التي أعفى بموجبها هذه المؤسسات من الرسوم الجمركية لأي توريد أو صنع أو بيع المواد المعدة للصحف والمطبوعات من ورق وأحبار وغيرها، ولكن الذي أذكره جيداً هو أن هذه التوجيهات أعطت المؤسسات والصحف الصادرة عنها قفزات نوعية في مجالات التطور والتحديث.. وهي إحدى الشواهد الدالة على صوابية رؤى الرئيس المعلم المستمدة من مأثور التراث الإنساني العالمي والقائل في هذا الصدد: «اعطني صحيفة أعطيك شعباً مثقفاً». «صدر العدد الأول من «الجمهورية» في 30 اكتوبر عام 1962م، وجاءت من حيث إسمها إضافة إلى صحيفة «الثورة» تخليداً للثورة والجمهورية، وتطابقاً مع النظام الجديد». كان رئيس تحريرها المسئول محمد حمود الصرحي، ويساعده مبارك بامحرز، ومحمد شجاع الدين، ومدير تحريرها مطهر علي الإرياني.. حددت صفتها في «جريدة سياسية، ثقافية، جامعة، صدرت بداية كل يومين إلى أن صدرت يومياً منذ العام 1967م..». هذا ما أورده الأستاذ الراحل/عبدالوهاب المؤيد في مؤلفه القيّم «موسوعة الصحافة اليمنية» نقلاً عن د.عبدالله يحيى الزين من كتابه «اليمن ووسائله الإعلامية». واستناداً على المصدرين، نشير إلى رؤساء التحرير الذين تعاقبوا على رئاسة تحريرها تقديراً لدورهم وعطاءاتهم وهم: محمد حمود الصرحي، سالم زين محمد، مبارك أحمد بامحرز، محمد أحمد الشرعبي، مطهر الإرياني، عباس باعلوي، عبدالعزيز اليوسفي، محمد حسين شجاع الدين، يحيى عبدالرحمن الإرياني، جعفر عيدروس، محمد حسين السنيني. ومن بعد العام 1970م تولى رئاسة تحريرها آخرون، وكان أكثرهم تعدداً أو طولاً في فترات رئاستها، الزميل الاستاذ/محمد المجاهد، ومن ثم جاء تعاقبهم كالتالي: محمود الحكيم، محمد السنيني «مرة أخرى» عبدالعزيز اليوسفي «مرة أخرى» محمد المجاهد، علي ناجي الرعوي، محمد علي سعد، وآخرهم ولايزال يعطي ويبدع سمير رشاد اليوسفي الذي كان قد أصدر في العام 1999م أول صحيفة ثقافية متخصصة أطلق عليها اسم «الثقافية».. ثم عُين الزميل الأستاذ/عباس غالب «نائباً لرئيس مجلس الادارة نائب لرئيس التحرير» وهو صحافي خبُر المهنة طويلاً، وبجهودهما وبمساعدة كادر قيادي وطاقم تحريري وفني وعمال مطابع مهرة، تطورت العزيزة «الجمهوية» واتسعت قاعدة توزيعها حتى امتدت إلى عموم المحافظات والمناطق البعيدة، كما ازدادت صفحاتها وكميات نسخها اليومية، واستقطبت بجمالية إصدارها ومهنيتها عدداً من أبرز الكتاب والصحافيين. كما دأبت على إصدار الملحق «الثقافي» الأسبوعي وعدد من الملحقات الدورية، واحتلت لها موقعاً في شبكة «الإنترنت» لتمد اتصالها بالعالم. وتتطلع العزيزة «الجمهورية» إلى رفد وتعزيز مؤسستها بمطابع وأجهزة حديثة حتى تواصل أداء رسالتها الصحفية النبيلة بجماليات أكثر فنية لتتوهج شكلاً ومضموناً في فضاءات الصحافة. تحيّة اعتزاز وتقدير للرواد الأولين والآخرين، وعمر مديد للعزيزة «الجمهورية» التي نحبها ونجلّها ونتواصل معها يومياً في المكلا حاضرة حضرموت.