اليوم.. المتابع للمواقف العربية ضد ما يعانيه الشعب العربي الفلسطيني في غزة والضفة من قبل الآلة العسكرية الصهيونية يلاحظ تميز الموقف القطري بالقوة والصراحة، والشفافية مع شعبنا الفلسطيني.. هذا «القطر» الصغير في مساحته وفي عدده السكاني، كبير في مواقفه، وعظيم في نصرته للشعب الفلسطيني.. وتعالوا معي من الأخير. ففي يوم الأربعاء 2006/11/15م استمعت الى كلمة صاحب السمو أمير دولة قطر الشقيقة «حمد بن خليفة آل ثاني» التي خاطب فيها المجتمع الغربي عموماً، وشعوب أوروبا خصوصاً، من على منبر البرلمان الأوروبي.. معبراً فيها عن وجهة نظر كل العرب والمسلمين والشعوب المحبة للأمن والسلام والحرية.. لقد خاضت الكلمة في قضية الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له من إرهاب منظم، واستهداف لتصفيته وإبادته في شكل مجازر متتالية من قبل كيانات العصابات الصهيونية.. وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.. بل وفي ظل دعم ومباركة وتأييد من الغرب، والإدارة الأمريكية التي تتعامل مع القرارات الدولية بمعيارين، ومكيالين.. مشيراً الى وقوف الغرب والأمريكان خاصة بقوة وصرامة، وتعصب، وتطرف مع القرارات الدولية حين تكون ضد العرب والفلسطينيين.. «صياغة، ومناقشة، وإصداراً، وتنفيذاً» وفي غضون أيام قلائل رغم ظلمها وانحيازها، وعدم توازنها.. وحين تكون القرارات الدولية ضد الصهاينة سرعان ما تبادر الولاياتالمتحدة لاجهاضها باستخدام حق النقض «الفيتو» كما حدث أخيراً عند إجهاض قرار مجلس الأمن بإدانة الصهاينة على مجزرة بيت حانون.. ومع أن الصهاينة لم ينفذوا القرارات الدولية منذ عام 1947م، وحتى اليوم لم تثر غيرة وحماس الإدارة الأمريكية ضد الصهاينة، وانتصاراً للشرعية الدولية. وقد أكد سمو الأمير للمجتمع الأوروبي، وأمام برلمانه.. أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا في حالة الحل العادل والشامل للقضية العربية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وفقاً للقرارات الدولية.. مؤكداً أن القضية الفلسطينية وحلها بعدل وفقاً للقرارات الدولية هي محور السلام والأمن الدوليين، وأن العدل في القرارات الدولية أهم خطوة للقضاء على الإرهاب، وأن الحوار بين الأديان والحضارات هو ضمان للوصول الى جوامع مشتركة للتعايش السلمي بين الأمم. قبل هذا كلنا تابع قطر ممثلة بوزير خارجيتها، وعرف موقفها وجهودها لإيقاف الحرب الصهيونية على لبنان، وكيف واجه وزير الخارجية المجتمع الدولي بنقد قاس وقوي لموقفه المتفرج تجاه العدوان على لبنان، وهاهو اليوم أكثر من يقف الى جانب لبنان في إعادة إعمار ما دمره العدوان الصهيوني. هذا هو قطر العربي القوي مع قضايا العروبة فبورك فيك ليس «قطراً» ولكنك «غيث» عربي في زمن الجفاف.. وسلام عليك أميراً وشعباً وأرضاً..