في صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية قال قائد عسكري أمريكي وهو يشكو سوء حال القوات الأمريكية في بغداد: «هل بالإمكان أن نقترح حلاً مناسباً لردع الفوضى، فإذا كان الرد بالإيجاب، فإن علينا على الفور أن نطلق سراح صدام حسين؟!».. كل هذا قبل تنفيذ المحاكمة الأمريكية لصدام وإعدامه شنقاً. قبل ثلاثة أيام انفتحت الخطة الأمريكية أو ما تسمى بالاستراتيجية على إرسال قوة إضافية إلى العراق قوامها عشرون ألف جندي أمريكي.. وقال قائد عسكري متقاعد: إن اللازم أن يعنى عسكري لكل خمسين مواطناً في بغداد وحدها ليكون وفق هذا المقترح إضافة مائة وأربعين ألف عسكري أمريكي. الرئىس بوش تخيل أن المقاومة ضد الاحتلال هي عبارة عن أفراد في الخارج من جيش القاعدة ولم يعد يعلم أن شعب العراق في بغداد وغير بغداد يقاومون هذا الاحتلال، وأن الجيش العراقي الذي أمر مندوب الاحتلال «بريمر» بتسريحه هو الذي يقاتل هذا الاحتلال هو وكل الشعب العراقي الذي احتلت أرضه وانتهك عرضه في "أبوغريب" وفي البيوت، ومن هذه الفظائع هؤلاء الجنود الأمريكان الذين اقتحموا منزلاً فانتهكوا عرض فتاة أمام أسرتها، وبعد ذلك أشعلوا في هذه الأسرة النار ورحلوا، ولم تفعل السلطة الأمريكية إلا أنها استدعت الجنود الثلاثة، وحاكمتهم بالسجن لمدة عام «عام فقط!!». كان العالم العربي والعالم الحر يتخوف من أن يتحول الاحتلال إلى حرب طائفية في العراق، وأن يتحول الترحيب بالأمريكان من قبل طائفة من الطوائف إلى حرب تدمر ما أنجزه العراق من بعد الاستقلال عام 54م، وهذا ما حدث بالفعل، إضافة إلى أن هذا الاستعمار أصبح ينهب خيرات العراق، خاصة البترول.. وعندما تقرر استراتيجية أمريكا إضافة عشرين ألف جندي، فإن الكونجرس ونحن معه نسأل: أين ذهب الجنود الأولون المرسلون إلى العراق؟!. إنه بالرغم من تدمير الاحتلال لكل البنى في العراق، فإنه لا عشرون ألفاً ولا عشرات الألوف من جنود الاحتلال سيستطيعون القضاء على هذا القطر العربي المتحرر المتحضر، فركام الحضارة والمعرفة والثقافة والانتماء إلى الأمة العربية المجيدة بكل أصالتها وقيمها قادر ذلك كله على أن يطرد هذه الفترة المظلمة من نهاره المشرق، وأن وحدة العراقيين ستظهر قريباً بأحلى وأجمل صورها.