تكثفت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، الأربعاء 31-12-2008، بينما أسفر الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ السبت الماضي، عن سقوط اكثر من 370 قتيلاً. ففي باريس دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الى "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة يسمح "بتحرك إنساني فوري" واعادة فتح معابر قطاع غزة مع مصر وإسرائيل. وأضاف الاتحاد الاوروبي انه سيرسل وفدا وزاريا "في وقت قريب جدا" الى المنطقة, بدون ان يضيف أي تفاصيل. بالوقت نفسه, دعت اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط الى وقف فوري لإطلاق النار "يتم احترامه بشكل كامل". وفي إسرائيل, بدا وزير الدفاع ايهود باراك مؤيدا لتعليق العمليات الحربية 48 ساعة يمكن تمديدها, لكنه استكمل في الوقت نفسه الاستعدادات لهجوم بري عبر نشر تعزيزات جديدة حول غزة. من جهتها، هددت حماس بإطلاق مزيد من الصواريخ وعلى عمق أكبر في إسرائيل إذا استمر الهجوم. وقال المتحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي ان باراك "يفكر بإيجابية" في اقتراح لوقف إطلاق النار 48 ساعة في قطاع غزة. واوضح موشيه رونين انه يشير الى اقتراح تقدم به أولا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يقضي بهدنة لأهداف انسانية، لكن لا الاتحاد الاوروبي ولا اللجنة الرباعية اشارا الى مهلة ال 48 ساعة. واكد رونين ان ذلك "لم يمنع إسرائيل من الاعداد لهجوم بري", موضحا ان وزير الدفاع حصل على ضوء أخضر لحشد وحدة جديدة من 2500 احتياطي. ومساء الثلاثاء, بحث رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وباراك في مسألة وقف اطلاق النار, حسبما ذكر مسؤول اسرائيلي. لكن لم ترشح اي معلومات عن مضمون المحادثات. واعلنت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن زيارة للرئيس الفرنسي الاسبوع المقبل الى اسرائيل والضفة الغربية، لكن لم يؤكد اي مصدر رسمي اسرائيلي هذه المعلومات بينما قال قصر الاليزيه انه يجب انتظار "اللقاء مع تسيبي ليفني" التي سيلتقيها نيكولا ساركوزي الخميس في باريس. وفي مصر, دعا الرئيس المصري حسني مبارك الى وقف الغارات الجوية الاسرائيلية. وقال "نقول لإسرائيل ان اعتداءاتها مرفوضة ومدانة ولابد ان تتوقف على الفور (...) نقول لقادتها انكم تتحملون مسؤولية عدوانكم الوحشي في حق الفلسطينيين أيا كان ما تتذرعون به من مبررات". من جهته, أجرى الرئيس الامريكي جورج بوش اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض لمناقشة "شروط وقف دائم لإطلاق النار", حسبما ذكر البيت الابيض. وتظاهر آلاف الأشخاص أمام مبنى وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن للمطالبة بوقف الغارات الإسرائيلية. ومنذ بداية عملية "الرصاص المصبوب", شنت اسرائيل غارات جوية وقامت في بعض الأحيان بعمليات قصف بحري مهددة في الوقت نفسه بعمليات برية. وقتل أكثر من 370 فلسطينيا جراء الغارات، التي جرحت حوالي 1800 آخرين. وبين القتلى عشرات المدنيين بينهم 39 طفلا تقل أعمارهم عن 16 عاما و13 امرأة. وقصف الطيران الإسرائيلي مجددا مكاتب رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية, ولليوم الثاني على التوالي أنفاقا في رفح جنوب قطاع غزة. وقال متحدث عسكري إسرائيلي ان طائرات "اف 16" ألقت قنابل شديدة القوة قرب الحدود مع مصر مستهدفة "عشرات الأنفاق". وليل الثلاثاء الأربعاء, قتل فلسطيني واحد على الأقل, هو طبيب في غارات إسرائيلية جديدة وقصف للبحرية الإسرائيلية أصاب مباني وزارية ومنزلا في مخيم جباليا شمال مدينة غزة. وأطلقت مجموعات فلسطينية مساء الثلاثاء صاروخين وصلا للمرة الأولى إلى منطقة بئر السبع كبرى مدن جنوب إسرائيل, وسببا أضرارا مادية لكنهما لم يسفرا عن إصابات. وكان نحو 40 صاروخا وقذيفة هاون أطلقت الثلاثاء على جنوب إسرائيل، مما أدى إلى جرح شخصين, حسب مصادر عسكرية. وأسفر إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل منذ السبت إلى سقوط 4 قتلى في إسرائيل، هم 3 مدنيين وجندي. وقال الجيش إن نحو 300 صاروخ وقذيفة هاون أطلقت في هذه الفترة.