أواصل الحديث عن الواقع التربوي التعليمي الذي كنت قد بدأته في عمود سابق.. مشيراً إلى ما يعانيه قطاع التربية من تدني مستوى المعلم والمعلمة.. تدني الكفاءة والخبرة، وتدني مستوى تأهيله وإعداده، تدني مستوى المهارة لديهم، وغياب الحماس والالتزام والانضباط الوظيفي، وتدني مستوى التحمل للعمل.. جنباً إلى جنب إلى غياب المدرسة المؤهلة كبيئة تربوية تعليمية تعلّمية كاملة متكاملة، وهي بذلك سواء بسواء مع الكتاب المدرسي الذي يفتقر إلى أبسط قواعد المنهجة، من حيث اختيار المادة العلمية المطلوبة بدقة، وكيفية صياغتها بطرق وأساليب مناسبة للمستوى العمري والدراسي للطالب، مدعمة بالرسوم الإيضاحية الواضحة، والقريبة إلى عقلية وذهن الطالب عمرياً ودراسياً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن توضع المادة التربوية والتعليمية الهادفة إلى إعداد وتأهيل فرد مبدع خلاق مجدد إيجابي يتوق إلى التطوير والتغيير ويعشق صناعة التحولات لإنتاج التقدم. علاوة على أن التربية والتعليم تفتقر لجهاز فعال ونشط، في المجال الفني والتوجيهي والرقابي والتفتيشي، وقادر على قيادة العملية التربوية التعليمية التعلّمية لإنتاج آليات، أو لإخراج جيل قادر على قيادة التحول والتغيير، والتحديث، والتمرد على التخلف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لصناعة المستقبل الأفضل.. بل إن التربية والتعليم أيضاً تعاني من تدني مستوى أداء الإدارة المدرسية.. بغض النظر عما قد يظهر في بعض المدارس من ديكور يُحمد عليه مدراء المدارس. وما أعنيه هنا هو تدني مستواها الفني والمالي والإداري، ومتابعة العملية التربوية والتعليمية التعلّمية في المدرسة بنجاح وبشراكة ديمقراطية مع بقية أعضاء الهيئة الإدارية والفنية، والتدريسية. أنا لست من أقول هذا.. لكن الواقع الاجتماعي المتخلف، والموبوء بكل السلبيات التي تعيق حركة التحول والتقدم في البلاد فقط. رغم الآلاف من التربويين «معلمين ومعلمات» الذين ينتشرون في عموم المديريات طول وعرض البلاد.. هؤلاء الذين كان المعول عليهم قيادة التطوير والتحديث الاجتماعي، ويحررون المجتمع من التفكير والسلوك والممارسات والعلاقات المتخلفة، ويحولونه إلى قوة لصالح التطور والتقدم.. إلا أن الذي حدث ويحدث أن هذا الجيش الجرار من المعلمين والمعلمات والمتعلمين من بقية التخصصات انهزم أمام التخلف وقواه وانغمس فيها، وصار معول هدم بيدها لا حول له ولا قوة