كانت التعيينات الجديدة لبعض القضاة صائبة في مجملها، فبعض القضاة الذين أعرفهم وسمعت عنهم خيراً والذين أذيعت أسماؤهم؛ تشرح الصدر وتزيح بعض هذا الكابوس الثقيل الذي هو الظلم من صدور المظلومين، فتحية لأهل القرار. وهناك ملاحظة وهي أنه لا يكفي اختيار القاضي وتعيينه، ولكن لابد أن نستعين بالضوابط التي تتابع سلوك هذا القاضي أو ذاك لننظر في أدائه، فأحياناً لا يصدر قرار بتعيين قاضٍ إلا وقد استعد بعض الغواة الفاسدين لإفساد ذمة هذا القاضي، وما هي إلا فترة حتى ترتفع أيادي المظلومين إلى السماء بالدعاء الذي ليس بينه وبين الله حجاب. ثم إن هناك بعض المختصمين الذين يغالطون ولديهم مهارات خاصة بكل تأكيد يعرفها القضاة وغرضهم أكل القوت عن طريق اتباع التطويل وتكبيد الطرف الآخر المظلوم خسائر في المال وفي الجهد، فلماذا لا يردع أمثال هؤلاء، بعدما تبين لهم الحق؟!. إن ارخاء الحبل لمثل هؤلاء يسيء إلى القضاء النزيه، ويصنع بدوره تراكمات، ويفسد الثقة في مؤسسات الدولة جميعها. وكنا نتمنى على المحكمة العليا أن تشهر هؤلاء القضاة الذين ترى فيهم استقامة وسلوكاً نزيهاً وسمعة طيبة لكيلا يستوي الخبيث والطيب؛ لأن المحكمة العليا هي الأكثر علماً بسلوك المنسوبين إليها، ويكفي أن تلجأ إلى هؤلاء الكوادر الفائضة لتختار من حسنت سيرته، وزكى علمه، ونفذت بصيرته.