بين قائل ب«التظاهر» وداعٍ إلى «مسيرة» وذاهبٍ إلى «الاعتصام» تسجل أحزابً «المشترك» في تعز رقماً قياسياً في توصيف الحالة الواحدة وتفسيراتها، في حين يبقى المضمون «مشتركياً» بامتياز: شغل الفراغ بمزيد من البطالة المنتجة! اليوم الأربعاء يراد له أن يكون «بيضانياً» كما يتذمر إخواننا في محافظة البيضاء في هذا اليوم فيقولون «ربوع في قرنك وقرن أبوك»! لابد وأن تكون لهذه المقولة قصة تناقلها الموروث الاجتماعي، والأكيد أنها وقعت يوم أربعاء كهذا إنما ليس إلى الحد الذي قد تكون على علاقة ما بأحزاب المشترك، فهي أقدم من هذا بكثير، وإن كان الحال يُسوِّغ إعادة تركيب المقولة بحيث تغدو «ربوع في قرنك وقرن المشترك» كصيغة «تعزّية» معدلة للمقولة البيضانية. ومع تعدد مسميات عمل المعارضة لهذا اليوم في تعز، تعددت بالمثل التفسيرات، بيان المشترك كان أورد أن التظاهر والاعتصام سيكون احتجاجاً على «الغلاء» ولاحقاً زادت «المياه» فأغرقت الموعد بالجفاف، وتصريحات صحفية لقيادة المشترك أوردت أن اعتصام الأربعاء «احتجاجاً على تردي الأوضاع العامة، واستشراء الفساد وارتفاع الأسعار».. صارت التفسيرات أوسع وكل شيء قابل للاستخدام. رئيس مشترك تعز/أحمد الزريقي قال ل«الأهالي»: إن كل مواطن له الحق في الدفاع عن حقه.. وهذا تفسير عبقري آخر يذكرنا بالذي قال واصفاً جلوسه وأصحابه إلى جوار الماء:«كأننا والماء من حولنا.. قوم جلوس حولهم ماء»! فالدعوة للاعتصام والمسيرة والتظاهر سببها بحسب رئيس مشترك تعز وجيه بالمرة وهو «أن كل مواطن له الحق في الدفاع عن حقه»! والعتب على السياسة العمياء. ولو توسعنا في القاعدة لقلنا بأن الملايين مدعوة للتظاهر للدفاع عن حقها في رفض القرصنة التي تمارسها قوى حزبية على معاناة الناس وقضايا المعيشة. أفكه الجميع هو رئيس حزب الإصلاح بتعز «عبدالحافظ الفقيه» الذي لم يكن يخطب للجمعة بل يصرح ل«الأهالي» نفسها إذ تحمس أكثر من اللازم وفسر عمل الأربعاء ب«دعوة الحكومة إلى الاستقالة»، وليس مهماً أن يفهم المرء شيئاً.. لهكذا خلقت كما يقال. القيادي الإصلاحي، لربما نسي نفسه وهو يمتطي الحماسة ويقدم نفسه بديلاً لكل أبناء محافظة تعز فيتحدث نيابة عن الجميع:«إن محافظة تعز صبرت الكثير والصبر له حدود ومازاد عن حده انقلب إلى ضده» ولا يعلم إلا الله والراسخون في العلم ماذا يعني هذا الكلام، وهل هو تهديد صريح بالفوضى والشغب وماهو أفدح؟! السؤال الآن: هل تجار ورأسماليو «الإصلاح» ورفاقهم في المشترك مدعوون للتظاهر والاعتصام؟ ونحن نعلم أن هؤلاء من كبار المستوردين وأصحاب البزنس والتجارة. أحمد الزريقي، نفسه، دعا «كل جائع وعاطل عن العمل للاعتصام أمام مبنى المحافظة» البعض من البسطاء قد يتصور أن الجماعة سوف يوزعون دقيقاً وقمحاً ووظائف، كما تفعل جمعيات الاخوان في مناسبات انتخابية ودينية، ولذلك قد يذهب البعض للاعتصام ولديه هذه الفكرة لا أكثر.. بينما الحقيقة أن الجماعة كلهم بلا عمل ،إلا عمل البطالة السياسية. شكراً لأنكم تبتسمون.