من الغريب جداً أن يُتحدث عن الوحدة وكأنها ملك شخص المتحدث عنها وكأن بيده أن تستمر أو أن لاتستمر،الوطن واحد،ومشاكله واحدة،وهموم أي مواطن هي هموم جميع أبنائه لأنه جزء من هذا الوطن. الوحدة ناضل من أجلها كل الشرفاء وتغنى بها كل أبناء الشعب وسعد بها الجميع؛ فلذا ليس من حق أحد أن يتمترس خلفها ويجعلها درعاً لمآربه. نعم ونقول كلمة حق ان هناك حقوقاً مشروعة لأبناء عدن والمحافظات الجنوبية ومطالب ولكن هناك من يستغل تلك الحقوق ليوظفها للمتاجرة السياسية. فالوحدة إرادة الشعب حققها المخلصون وأساء إليها البعض ،وخصوصاً الذين يدعون إلى الفوضى والاعتصامات بأفكار عقيمة ومريضة ،هؤلاء هم من يسيئون للوحدة ولمنجزاتها العظيمة ولينتبه أبناء الوطن لذلك. الوحدة منجز وطني ومطلب جماهيري تحقق؛وتعد من الثوابت ولن يسمح لأحد أن يستخدمها سلاحاً رخيصاً للمساومة وللضغط السياسي. انني أتوخى من الحكومة أن تجعل من احتياجات المجتمع وهمومه أوليات عملها ولتتنبه لمعالجتها في بدايتها قبل أن تتفاقم وتتحول إلى مشكلة تحتاج لموازنة خاصة لحلها. فلنقل لإخواننا من أبناء اليمن الذين لهم مطالب: طالبوا بحقوقكم وحققّوها بالطرق السلمية كونوا في اليمن مدرسة للأجيال القادمة يتعلمون منا السلوك الديمقراطي كممارسة على الواقع في التعامل ولنرسخ ذلك السلوك بعيداً عن المساس بالوحدة وبالثوابت الوطنية لأن الوحدة من أوليات تلك الثوابت التي يحرص عليها الجميع وفي مقدمتهم الأب صاحب الصدر الواسع باتساع رقعة وسماء هذا الوطن الرئيس/ علي عبدالله صالح الذي ما توانى عن مطلب جماهيري إلا وانشغل به حتى ينجزه. وليبق وطننا سليماً متقدماً نفخر به ولنسمُ فوق كل الصغائر والجراح من أجل هذا الوطن ووحدته وازدهاره.