كحالة ملازمة لكل ما يمت بصلة لحزب الإصلاح يبدو أعضاء القطاع الطلابي في جامعة صنعاء غارقين حد الفضيحة!! بأساليب التلقين المتبعة في الحزب العريق!.. وبالتبعية المطلقة لمن يوجههم دون أن يُبدوا ولو حتى «امتعاض وجهي» فقط!!.. وإن فعلوا فسيغدون في نظر القائد الحزبي خونة أو عملاء جهة أجنبية كونهم جعلوا مصلحة الوطن أهم من مصلحتهم ومصلحة الحزب الضيقة! يصارع حزب الإصلاح ليصل إلى السلطة فقط.. كيف؟ لا يهم.. فكل الطرق تؤدي إلى الكرسي!!باعتباره مبتغاهم!! وبحرفنة يحسدون عليها جعلوا شعارهم “الغاية تبرر الوسيلة”!! ذلك ما قاله أحد كوادر الإصلاح الصغار دون علم واصماً العلمانيين بذلك مدعماً حديثه بقوله تعالى “ وإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..”، وإلى هذه اللحظة مازلت أفتش عن رابط ولو “توصيلة” ما بين حديثه والدليل القرآني! ليس لديهم ما يقولون ولكنهم يجيدون الوعظ، وإستغلال فجوات «الخصم» من يرهبونه بالحديث عن منظومة من الأشياء ليدللوا على أنهم الأدرى والأعلم بحالته المرضية كحالة مستعصية.. هو لا يدركها كما يدركونها.. هم ربما لكثير من الأسباب أحدها أنه لا يظل إلى وقت متأخر من الليل في انتظار ما سيجودون به من مواعظ وعبر!! طلاب الإصلاح يجيدون الكثير من الفنون.. من خلالها يمررون أشياءهم التي تبدو من أول وهلة أخلاقية لا يتصور أحد أنها ستمسه بسوء يحبكونها بطريقة درامية حزينة يتخللها الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ويتحكمون كثيراً بملامح وجوههم التي تتبدل في كل منعطف خطير.. ويكيفون كل شيء لصالح ما يتحدثون عنه! بدأ قطاعهم الطلابي هذا العام بتحرك غير عادي في إطار حزبي مغلق برسمية اتحاد طلاب اليمن كونه جهة لا حزبية!! هم يسعون إلى تأطيره في إطار حزبي مفضوح، وبشكل يبدو همجياً وساذجاً في نظري! لا لسبب، فقط لأنهم وفق خطة مدروسة يسقطون الجميع من قوائم مهرجان احتفائي ترحيبي.. لأنه من حزب مخالف سواء المؤتمر أو بقية أحزاب المشترك الذين لم يجتمعوا إلى الآن على كلمة سواء “أقصد على مستوى قطاعات الطلاب في الجامعة”.. بسبب ممارسات أعضاء الإصلاح الإقصائية، وحالة التخوف من كشف مخططاتهم التي يحافظون على سريتها طيلة عام جامعي كامل. باسم الاتحاد العام لجامعة صنعاء يقدمون دعوات لحضور حفل الاستقبال للطلاب المستجدين، ولأن الحالة مستعصية فقد نزلت قائمة أسماء اللجنة التحضيرية كلها إصلاحية!! وما يدعو للاستغراب أن رئاسة اللجنة أوكلت لخريج لم يعد ثمة ما يربطه بالجامعة!!، ومن خلال هذه الحركة التي بدت مكشوفة للملأ يريدون تعبئة الطالب الجديد الذي مازال غضاً طرياً.. بمواعظ وأشياء أخرى تجعله يؤمن بأن ما عدا الإصلاح باطل!.. وعبر رسملة الاحتفال كونه باسم اتحاد الطلاب “فرع الإعلام” الذي يترأسه طالب سقط اسمه سهواً من قائمة اللجنة على حد قول طالب اصلاحي.. وللعلم فإن الاتحاد يكتظ بكثير طلاب لم يجدوا أسماءهم ضمن القائمة التي تفاجأ بها الجميع.. ما يمارسه طلاب الإصلاح انعكاس لحالة سائدة لدى كل الإصلاحيين الذين لا يأبهون للآخر الذي يقف بجانبهم.. لا يعيرونه أدنى اهتمام، ولا يلتفتون إليه مطلقاً إلا عند الضرورات كونها تبيح المحظورات!!. طلاب الإصلاح لا يحترمون خصوصية المكان ولا حرمته فهم يسعون وفق توجيهات عليا إلى اشاعة حالة من التنافس الحزبي في الحرم الجامعي.. إلى جانب العدم، كون بقية الأحزاب لا تفعل ذلك، وحتى الحزب الحاكم الذي ينطفئ أعضاؤه تماماً في أروقة الجامعة وفي الساحات والطواريد الممتدة أمام قاعات المحاضرات.. ولو أراد تجنيد أعضائه للتحرك لفعل واستقطب كثيرين بذات الحركات التي يستخدمها طلاب الإصلاح! بدءاً من توزيع استمارات العضوية لطلاب لا يدركون معنى الإصلاح بعد ككلمة فما بالكم بحزب يفيض بالكثير من المتناقضات.. وليس انتهاءً بتوزيع “عُيادات” وشوكلاتة العيد والمناسبات الدينية!! لست ضد الحزبية أو التأطر في إطار حزبي معين والتأدلج فيه.. كون الدستور يجيز ذلك!.. إلا أنني ضد بعض الممارسات المسيئة للحزبية.. كإقصاء الآخر ومحوه فقط لأنه يختلف معنا!!. الإصلاح حزب يجند الجميع لخدمته، وإن وصل إلى السلطة سيفعل مع الوطن ذلك سيجنده لخدمته.. ولن يتجند لخدمة الوطن الذي جعله آخر من يفكر فيه! فقظ أتمنى من طلاب الإصلاح مغادرة بوتقة الوعظ، ومحاولة التفكير بهمومهم كطلاب يستخدمهم الحزب وقادته كأدوات تؤدي أغراضاً ومطالب معينة، ولنفكر في ما يجمعنا كطلاب لدينا الكثير مما يشغلنا، ويعكر مزاجنا الدراسي الذي يجب أن ننعم به. علينا أن نوفر بيئة مناسبة لأن نتعلم بهدوء بعيداً عن الضجيج والفوضى، ولنترك توزيع استمارات العضوية جانباً، لنفكر في مستقبلنا ومستقبل اليمن قبل أن نفكر في مستقبل حزب.