سيوقفنا فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - في كافة خطاباته الوطنية وكلماته التوجيهية أمام الراهن الوطني بمسئولية من غير إفراط أو تفريط، ودون إنكار لمجمل الآمال والتطلعات الشعبية، التي بها ومن خلالها يتم تصويب المسار والمضي بالوطن والأرض والإنسان صوب المستقبل الأفضل الذي ننشده ونتطلع إليه جميعاً. يؤكد دائماً أن لغة العقل هي من يجب أن تتسيد بعيداً عن لغة اليأس والاحباط والتشاؤم التي لا تسهم إلا في إعمال معاول الهدم وبروز أيادي التخريب. يدعو إلى خطاب عقلاني يوحد لا يفرق.. يجمع ولا يشتت.. يحث على البناء وليس الهدم.. ويرسي المضامين الحقيقية لمعاني الولاء لله والوطن والثورة والوحدة. يحث على تمثل القيم الحقة لمعنى المسئولية الوطنية ورمي كل مخلفات الأمس واستنفار كل ممكنات العطاء الوطني، بما يصب في خدمة جماهير الشعب والعمل على تلبية مجمل تطلعاتها وآمالها. يشير إلى أن الديمقراطية لا تعني مطلقاً القفز على الواقع الوطني، والتنكر لإرادة الجماهير، بل هي الإيمان المطلق بإرادة الشعب، وعلى طريقتها تأخذ كل الأهداف والآمال سبيلها إلى التحقيق الكامل مهما كانت الصعوبات والتحديات. يدعونا إلى استيعاب دروس الديمقراطية التي تقوم على التضامن والقبول بالآخر وتعميق جذور السلام الاجتماعي وتغليب ميزة الحوار. يؤكد باستمرار أن شرف الانتماء للوطن وواجبات المواطنة تحتم علينا جميعاً استلهام دروس الماضي والانطلاق صوب المستقبل برؤية واحدة تهدف إلى خدمة الوطن والانتصار لخياراته في التقدم والنماء والحرية.. بعيداً عن ثقافة الكراهية التي تولد الأحقاد والضغائن وتدعو إلى المجاهرة بالعداء للوطن وجماهير الشعب. يؤكد أن مسئولية بناء الوطن لا تقع على فرد أو جماعة أو فئة بعينها أو حزب بذاته، بل هي مسئولية وطنية تضطلع بها مختلف شرائح ومكونات المجتمع دون تفريق أو استثناء. إنها لغة العقل والمسئولية.. لغة التغيير والبناء، التي جدد رئيس الجمهورية التأكيد عليها في خطابه المهم إلى جماهير الشعب ومختلف القوى السياسية بمناسبة عيد الأضحى المبارك. «إن الوطن بحاجة اليوم إلى جهود كل أبنائه الخيرين في كل المجالات والميادين من أجل البناء والتنمية المستدامة وتحقيق مصالحه العليا.. وبحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الكثير من العمل والقليل من الكلام». خطاب عقلاني مدرك مجمل التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن وتواجه مسيرة بنائه .. خطاب مستوعب لهموم الراهن ومقتضيات صياغة المستقبل. ومع هذا الخطاب المتجدد المسئول، الذي لا ينكر الآخر ولا يذهب إلى تزييف ومجافاة الواقع الوطني المعيش ينبغي على المؤسسات والهيئات والوزارات، ومختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني أخذ ما تضمنه من توجيهات ومضامين على محمل الجد.. وتمثل القيم والمبادئ الحية للمسئولية التي يؤكدها دائماً وأبداً فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - من منطلق الحرص المطلق على بناء الدولة المدنية الحديثة، والتوجه الجاد نحو ترجمة مجمل الآمال والتطلعات الشعبية، والقضاء على كافة الاختلالات والسلبيات التي تقف عقبة كأداء أمام عملية البناء والتنمية. لنقف لحظة صدق مع أنفسنا ونراجع مجمل برامجنا وتوجهاتنا ونسأل: هل ما نقوم به من أفعال تندرج في إطار البناء أم الهدم؟ وهل نستشعر حقاً مقتضيات المسئولية الوطنية التي تحتم علينا الارتقاء بجوانب الأداء وتصويب الأخطاء وعدم تكرارها.. وإنهاء كل صور العبث والفشل والخداع؟ وهل نحن عند مستوى المسئولية التي يؤكدها رئيس الجمهورية دائماً وأبداً؟ والكلمة الأخيرة التي ينبغي التأكيد عليها هنا هي أن الانطلاق نحو المستقبل وتحقيق التغيير المنشود لن يتحقق بالسياسات الحمقاء، وإنما باتباع برامج وخطط واضحة تعزز من قيم البناء، وترسخ وتجذر عوامل الإغناء والاستمرارية.. وأيضاً باعتماد الجدية وسيلة نهوض ومقوم استقرار وتقدم.