في كلمته المهمة إلى جماهير الشعب بمناسبة العيد الوطني ال18 لإعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية جدد فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تأكيده لكل القوى السياسية في الوطن اعتماد أسلوب الحوار كطريق حضاري أمثل لمعالجة كافة القضايا التي تهم الوطن وعدم عرقلة مسيرة البناء والتنمية والاستثمار والابتعاد عن نشر ثقافة الكراهية والبغضاء في المجتمع والدعوة إلى نشر ثقافة المحبة والإخاء والتلاحم. هذا التأكيد الذي يحرص فخامته على تجديده في مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية ينطلق من الحرص المطلق على توحيد الفعاليات السياسية وإيجاد القواسم المشتركة لتعزيز المسيرة التنموية والديمقراطية، وبما يحقق مجمل التطلعات والغايات الشعبية في بناء مستقبل أفضل لليمن أرضاً وشعباً. المستقبل هو الهدف والغاية، وتحقيقه والوصول إليه يتطلب تعزيز مجمل التوجهات الرامية إلى الإصلاح والتحرر من كل صنوف الاستغلال أو المتاجرة بهموم الناس.. والابتعاد عن ثقافة الكراهية التي تؤجج الصراعات وتثير النعرات وترمي إلى الهدم والتخريب. المستقبل الأفضل هو مايرمي إليه فخامته من دعواته المتكررة للحوار المسؤول كخيار مبدئي وثابت لإدارة شؤون الحكم والدولة ونبذ كل أشكال التعصب والتفرقة والبغضاء في المجتمع.. والتفرغ الكامل للبناء والتنمية.. للعمل والإنجاز. من أجل المستقبل.. من أجل الوطن ومصالحه العليا ينبغي أن تتكاتف الأيادي لتعزيز مجمل التوجهات الرامية إلى الإصلاح ورمي الماضي أياً كانت صوره وأشكاله. إن فخامة رئيس الجمهورية لايزال يراهن على الحوار ويدعو إليه مراراً وتكراراً.. ويرى فيه الضمانة الحقيقية لتجاوز مظاهر الجمود ودعوات الانقلاب على الديمقراطية والعودة إلى الشمولية والتخلف.. دعوات تتطلب من جميع القوى السياسية على الساحة استثمارها لمصلحة الحالة الوطنية، وتأمين المرحلة الراهنة ومايليها بالوعي المسؤول والممارسة الملتزمة تجاه شراكة صادقة وواضحة بين الفرقاء جميعاً.. ولن يتأتى ذلك إلا بتكريس لغة الحوار القائم على الشراكة وتغليب العقل ومنطق الحوار بعيداً عن عبارات اليأس والاحباط وتكريس ثقافة الهدم والتخريب التي أدمنت بعض القوى على تكريسها في خطابها الإعلامي والترويج لها متى ماتعارضت مصالحهم مع مصالح الوطن وأبناء الشعب. نعم.. ينبغي أن تسلم كل القوى السياسية بأفضلية الحوار واعتماده خياراً ثابتاً وحاسماً لإنجاز الفعل الوطني وإدارة شؤون الحياة بعقل وتعقل. وينبغي التأكيد في الأخير على أن عهد التنمية الحقيقية بدأ يتأكد اليوم بوضوح لاسيما بعد إنجاز انتخابات المحافظين وبعد أن أصبحت الطريق ممهدة صوب الحكم المحلي الواسع الصلاحيات.. والذي به ومعه ستتفتح آفاق الغد.. وتتأكد الثقة بالقدرة على الإنجاز على مختلف المستويات وشتى الأصعدة. المرحلة تصب في الاتجاه الصاعد وصولاً إلى التنمية المستدامة وتحقيق مجمل التوجهات التي تضمنها البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.