- راسل عمر القرشي .. - يتعين علينا ونحن على مشارف مرحلة جديدة تتسم بالعمل، والسعي المسؤول والجاد لبناء يمنٍ مزدهر ان نقف دقيقة صمت واحدة لا أكثر مع نفوسنا، لنتعرف من خلالها على المعنى الأسمى للمسؤولية الوطنية ونتمثله على الواقع الحياتي المعيش .. دقيقة واحدة تكفي لنتعرف على المعاني والدلالات العظيمة المختبئة خلف هذه الكلمة، بعيداً عن التحريف والتزييف ومجافاة الحقيقة. اليوم يستدعينا الوطن إلى صياغة فعل آخر نبدأه بإعلان التوبة وتعزيز الايمان بالقضية والهدف انتصاراً للوطن في الأول والأخير. المسؤولية الوطنية ولا شيء غيرها تحتم علينا الاستجابة لمتطلبات الراهن .. بعيداً عن التسابق المحموم والمفتعل للتشكيك بمصداقيتها .. وبعيداً أيضاً عن الإصرار على وجود خصومة والاستمرارية في بقائها. - نحن أمام مرحلة ينبغي فيها إعمال العقل للوصول إلى التفاف شعبي يضمن تصويب كل التوجهات الرامية إلى بناء اليمن الجديد والوصول إلى المستقبل الأفضل كضرورة حتمية، لا رجوع عنها مطلقاً. المسؤولية الوطنية لا يمكن الانتصار لمفرداتها برؤى بعيدة عن معايشة الواقع الحالي، وبنظرة أحادية متقوقعة على ذاتها لا ترتقي إلى التغيير والتجديد، ولا تقبل مغادرة واقعها المسكون بالفوضى والرافض أبداً للآخر. يستدعينا الوطن اليوم تغليب المصلحة العليا دونها من مصالح آنية زائلة.. إلى الارتقاء والتجديد وترك الانكفاء والجمود .. إلى التجويد دونه من مسميات الاستعلاء التي تدفع بأصحابها إلى احتراف الإثارة والتهييج وتصنع البطولات والإساءة للآخرين. لتكن المسؤولية الوطنية وحدها من تحكمنا، وتقودنا جميعاً إلى صياغة فعل مفيد ينتصر لخياراتنا وقناعاتنا وتفكيرنا دون توجس أو تهيب ويبحث فيما ينفع الناس ويمكث ويبقى. - يستدعينا الراهن الوطني إلى الصمت واستدعاء العقل ليكون المتحدث البديل ليس مع الآخر، بل مع أنفسنا وذواتنا .. مع قدراتنا على تجاوز مواضع الرداءة، وتعرية كل أساليب الزيف، وكل المحاولات الرامية إلى زرع الإحباطات في طريق المستقبل. المسؤولية الوطنية هي لغة العقل لمناداة اليقظة والوعي، وتجاوز كل النزوعات الذاتية، التي يزعجها مسار الإصلاح والتصحيح. المسؤولية الوطنية لا تعني السير في الاتجاه المخالف أو الاتجاه نحو التخريب والهدم والفوضى. انها المبادئ والأسس القائمة على الشراكة والبناء والتحديث دون الاصطدام بالواقع وفقدان الولاء للمجتمع. انها المتجسدة قولاً وفعلاً وحقيقة في الحديث النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم :« كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». - من أجل الوطن .. لنصمت دقيقة واحدة .. لنتخلى عن الثرثرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع .. لنفرق بين ما ينفع الناس ويبقى، وبين الزبد الذي يذهب جفاءً غير مأسوف عليه. من أجل الوطن .. لنمتثل إلى لحظة تفكير صادقة مع الذات .. لنحتكم إلى العقل ونمتثل لصوته .. وننظر إلى متطلبات الواقع بمنظار المسؤولية. من أجل الوطن.. لنعمل معاً بمصداقية .. ونخطو صوب المستقبل برؤية واحدة عنوانها الوطن والانتصار لخياراته العظيمة. ومن أجل الوطن دونه من مسميات زائلة .. لنتمثل المسؤولية المنطلقة من محراب الوطن .. الممتزجة بآمال وتطلعات الشعب.. البعيدة كل البعد عن المصالح الذاتية والمكاسب الآنية.