مثل النشيد الوطني.. رمز للأمة، يمثل وحدتها وإجماعها الوطني، يلتف حوله الجميع علامة للنصر والفخر والاعتزاز. ويتكون العلم الوطني من ألوان متعددة، فالألوان رموز ودلالات ومعانٍ، وإيماءات وإيحاءات، وعادة ما يكون متعدد الألوان، فكل لون يعبر عن مرحلة تاريخية من مراحل الشعب، وغالباً ما يكون مثلث الألوان، فالمراحل التاريخية ثلاث، الانتقال من الماضي البغيض إلى الحاضر السعيد، إلى المستقبل المديد الذي لايزال يحمل أماني الشعوب في الحرية والاستقلال والتقدم. وأشهر مثل على ذلك العلم المثلث الألوان الذي أصبح رمزاً للثورة الفرنسية، بل لامتدادها خارج فرنسا، فالأحمر لون الثورة، والأزرق لون السماء الصافية، والأبيض لون المحبة والسلام والحرية والإخاء والمساواة، وهي المبادئ الثلاثة للثورة الفرنسية، وهي الألوان نفسها نجدها في كثير من أعلام دول العالم. كما نجد كثيراً من أعلام الدول العربية ومن بينها بلادنا استمدت تعبير ألوانها من قول الشاعر صفي الدين الحلي: بيض صنائعنا، سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا وقد طورت كافة الدول أعلامها، فلم تعد ألواناً للتمايز، بل رموزاً للوطن والسيادة الوطنية، وتجسيداً للذكريات التاريخية البارزة، وأضافت إليها شيئاً من الشعارات والرموز. ومن هذا المنطلق، ونظراً لعظمة منجز إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م، وقيام الجمهورية اليمنية، فإن علم اليمن وبألوانه الثلاثة “الأحمر، والأبيض، والأسود” ورموزها الواضحة لا غبار عليها، وتفي بالغرض المطلوب، ولكن حبذا لو يتم إضافة شعار في العلم، مثل عدد من النجوم بعدد محافظات الجمهورية كدلالة على التوحد في كيان واحد. وبالإمكان إضافة شعار في وسط العلم يمثل مثلاً (شجرة دم الأخوين) كخصوصية تتفرد بها اليمن دون بقية دول العالم وبما تحمله من دلالات للاخضرار والزراعة، وقيمتها العلاجية والطبية، أو إضافة شجرة اللبان كدلالة لما ارتكزت عليه الحضارة اليمنية القديمة وطبقت شهرته العالم. أو التفكير بوضع (مصباح قتبان) بما يحمله رأس الوعل من رمز للحضارة اليمنية القديمة، وما يحمله المصباح من رمز للعلم، والضوء، والأمل، والحقيقة أن هناك أيضاً العديد من الشعارات ذات الخصوصية اليمنية التي ينبعي الأخذ بها مثل “سد مأرب، السيف اليماني، نجم سهيل اليماني، نجم الشعرى اليمانية، العقيق اليماني، الخنجر اليماني”.. إلخ. والخلاصة: إننا نأمل أن تؤخذ هذه المقترحات بعين الاعتبار، حتى تضفي على علمنا الوطني الكثير من الوهج والمعاني ويحمل أكثر من تعبير عن ماضٍ وحاضر ومستقبل الوطن. فالعلم اليوم غدا وحدة لغة تعبّر عن نفسها وبصمت، وما أجمل أن تعبر هذه اللغة عن شيء من هويتنا وحضارتنا وثقافتنا وموروثنا الأصيل.