يمثل العلم الوطني لأي بلد من بلدان العالم رمز السيادة الوطنية ورمز الاستقلال.. ولكل دولة من الدول علم خاص بها يرمز إليها سواء كانت هذه الدولة جمهورية أو ملكية أو فيدرالية.. وكل دولة يختلف علمها الوطني عن الأخرى وتختلف المعاني والدلالات التي يرمز إليها العلم الوطني لكل دولة من دول العالم. فالعلم الوطني لبلادنا«الجمهورية اليمنية» يتألف من ثلاثة ألوان هي على الترتيب من أعلى إلى أسفل: «الأحمر فالأبيض فالأسود» وهو مستطيل عرضه ثلثا طوله ويتكون من ثلاثة مستطيلات، الألوان الثلاثة متساوية الأبعاد بطول العلم، وهو العلم الذي تم الاتفاق عليه في بيان طرابلس ومشروع الوحدة عام 8791م والموقع من قبل القاضي عبدالرحمن يحيى الإرياني، رئيس المجلس الجمهوري للشطر الشمالي من الوطن آنذاك والرئيس سالم ربيع علي، رئيس مجلس الرئاسة في الشطر الجنوبي بحضور الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي والذي نص على أن «يقيم الشعب العربي في اليمن دولة واحدة تسمى «الجمهورية اليمنية» ويكون لها«علم واحد ذو الألوان الثلاثة الأحمر فالأبيض فالأسود» فاللون الأحمر يرمز إلى الثورة ودماء الشهداء الذين سقطوا من أجل تحرير الوطن والشعب اليمني من الاستبداد والظلم الإمامي الكهنوتي والاستعمار البريطاني البغيض، أما اللون الأبيض فيرمز إلى نقاء الثورة والسلام، واللون الأسود يرمز إلى عهد الظلم والطغيان والاستبداد الإمامي والاستعمار الأجنبي اللذين تحرر منهما شعبنا بقيام ثورته المباركة في السادس والعشرين من سبتمبر عام 26م والرابع عشر من أكتوبر عام 36م وتحقيق الاستقلال الوطني الناجز في الثلاثين من نوفمبر 7691م.. وقد حل علم الجمهورية اليمنية الذي ارتفع في سماء اليمن الموحد يوم 22 مايو عام 0991م محل العلمين السابقين لما كان يسمى بشطري اليمن «الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» وكان علم الشطر الشمالي قد تأثر في شكله بالعلم المصري«الجمهورية العربية المتحدة» والذي هو الآخر كان قد تأثر بدوره بالعلم الفرنسي من حيث توزيع الألوان ودلالاتها، فقد كان علم الشطر الشمالي من اليمن«الجمهورية العربية اليمنية» يتكون من نفس علم اليمن الموحد حالياً مع وجود نجمة خضراء في وسطه ترمز لليمن الخضراء أما علم الشطر الجنوبي«جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» فيتشابه مع العلم في الشمال مع إضافة مثلث أزرق تتوسطه نجمة حمراء من الجهة اليسرى كدلالة على النزعة الثورية والانتماء إلى التيار الاشتراكي وهو العلم الذي تم اعتماده في بيان الاستقلال يوم 03 نوفمبر 7691م وكان قبل ذلك يتم رفع علم الثورة من ثلاثة ألوان الأحمر، الأبيض، الأسود. وفي سبيل أن يرتفع علم الجمهورية اليمنية عالياً خفاقاً في سماء الوطن اليمني وفي المحافل الدولية قدم شعبنا اليمني قوافل من الشهداء والجرحى منذ بداية مراحل النضال الوطني للتحرر من الاستبداد والاستعمار الأجنبي، ففي عام 8491م قدم شعبنا كوكبة من خيرة أبنائه بعد فشل الثورة الدستورية التي أطاحت بالإمام يحيى بن حميد الدين وتلاها انقلاب عام 5591م الذي قاده المقدم أحمد الثلايا في تعز ضد الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين ثم محاولة اغتيال الإمام في المستشفى بالحديدة من قبل الشهداء العلفي واللقية والهندوانة عام 9591م وصولاً إلى قيام ثورة ال62 من سبتمبر عام 2691م ومعارك الدفاع عنها على مدار ثماني سنوات وخصوصاً في ملحمة السبعين يوماً عام 7691م وقيام ثورة 41 أكتوبر عام 3691م من جبال ردفان الشماء حتى تحقيق الاستقلال في ال03 من نوفمبر 7691م وملحمة الدفاع عن الوحدة اليمنية في صيف 4991م.. ولذلك يجب أن يحظى بكل الاحترام والاهتمام من حيث وضعه بشكل لائق وفي المكان المناسب وعدم اهماله وابقائه مرفوعاً على أسطح المنشآت العامة والخاصة وفي المقرات والمدارس والأماكن العامة لفترة طويلة حتى تتغير ألوانه ويصبح في حالة مؤسفة، حيث نلاحظ أن هناك اهمالاً ولامبالاة في الاهتمام بالعلم الوطني فيظل مرفوعاً على أسطح المباني سواء الحكومية أو الأهلية والخاصة حتى يتمزق ويهترىء وتصبح كل قطعة لوحدها وتتغير ألوانه، وليس ذلك فحسب بل إن هناك الكثير من الجهات الحكومية والخاصة لا تهتم برفع العلم الوطني في سارية خاصة توضع على أسطح مبانيها وهناك جهات تقوم بوضعه بصورة غير لائقة وفي أماكن غير مناسبة. يجب أن يكون هناك وعي بأهمية ومكانة العلم الجمهوري.. وقد أكدت كلمات النشيد الوطني التي صاغها الشاعر المرحوم عبدالله عبدالوهاب نعمان«الفضول» أهمية العلم الجمهوري حيث قال: رايتي.. رايتي يا نسيجاً حكته من كل شمس أخلدي خافقة في كل قمة فيجب أن يتم وضع العلم الجمهوري في مكان مناسب وبشكل لائق يعكس هيبة البلد. وقد أحسن صنعاً العقيد يحيى محمد عبدالله صالح رئيس ملتقى الرقي والتقدم حينما أقام ندوة خاصة حول العلم الوطني وتبنى مشروع قانون العلم الوطني يتضمن الجوانب القانونية.. كما تبنى الملتقى مشروع إقامة أكبر سارية علم في العالم في العاصمة صنعاء والتي ستكون بطول «531» متراً مع قاعدة بارتفاع«03» متراً على شكل عمود فيما ستصل مساحة الراية حوالي«05*52» متراً ويبلغ القطر السفلي للسارية«5،2» متر. وقد قام الملتقى بالبحث عن الموقع المناسب لإقامة السارية فيه وبحيث تكون قوة الرياح مناسبة له فوقع الاختيار على موقع في تقاطع شارع حدة مع شارع الستين على التبة الواقعة أمام جولة المصباحي نظراً لكونها مرتفعة ووسط المدينة ولارتباطها بمنصة الاحتفالات في ميدان السبعين. ما نرجوه هو أن يتم إنجاز هذا المشروع مطلع العام القادم 9002م بحيث يتم رفع العلم الوطني على السارية يوم 22 مايو تزامناًَ مع احتفالات شعبنا بالعيد ال91 لإعادة وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية. كما نتمنى من قيادة السلطة المحلية في محافظة عدن عمل سارية للعلم على سفح جبل شمسان وقلعة صيرة وكذلك نتمنى من قيادة السلطة المحلية في محافظة تعز عمل سارية للعلم في سطح قلعة القاهرة وبالمثل تبادر قيادات السلطة المحلية في بقية المحافظات باختيار مواقع مناسبة لوضع سارية للعلم فيها كتعبير رمزي عن أهمية ومكانة العلم الوطني.