ورقة خريفية تسقط من أعلى الشجرة فتقع على الأرض.. تلك الورقة الصفراء تذهب بعيداً في أغوار الأرض معيدة إنتاج ذاتها بكيفية معلومة.. الورقة حصيلة لماء وهواء وتراب ونار ونور.. الورقة ظل ويبس، رطوبة وحرارة.. إنها هي ذاتها لكنها لاتتحقق بدون الذوات الأخرى.. لا ورقة دون ماء وهواء وتراب ونار ونور.. إنها عنصر في فضاء الكينونة السرمدي، لكنه فضاء مركوز في سديم العماء الأول عندما كانت الأكوان رتقاً.. ذلك السديم الأول تحرك بأمر إلهي، واستحال الرتق فتقاً. الفتق معادل موضوعي لقوتين ديناميكية وكهربائية.. القوة الأولى مزاجها الدوران الأزلي الذي نشأت من أعطافه الأكوان بتضاريس موسيقاها الأزلية وتنوع هيئاتها السرمدية وتعدد أزمنتها الأبدية، والقوة الكهربائية مزاجها الطرد والجذب ضمن ميزان معلوم ينحل كيما يفسح مجالاً لموازين جديدة.. تنحل الأشياء في صخب الموت كيما تؤذن بحيوات جديدة.. وقوة الطرد والجذب معادل لبرازخ الموت والحياة. الورقة الخريفية نقطة في الأبدية، وجوهرة في الكيفية، ومدار للسببية.. إنها الكون كله حتى وهي تسقط في عفونة الطمي وتسترخي مع كائنات الأرض السفلية.. الورقة ترميز للشجرة.. والشجرة تعبير عن ذلك المدى الرأسي الأفقي الشاهد والشهيد.