تتوقف عن قراءة الصحف الحزبية وشبه الحزبية أو «المستقلة» والمواقع الإلكترونية الرديفة أو المشابهة.. وخلال أسبوع واحد تكتشف أنك لم تعد تعاني من فقدان الشهية، وأن الصداع الملعون الذي يلازمك كشعر رأسك بدأ يذهب في حال سبيله. أشياء كثيرة ومهمة تتغير، أهمها أنك تجد الوقت الكافي لتتذكر نفسك وحاجتك الماسة إلى هواء نقي خالٍ من عوادم الأحزاب والسياسة والأقلام والجرائد والأحقاد!! أما خلال شهر واحد فسوف يطرأ أكثر من جديد مفيد تستعيد عافيتك النفسية إلى حد مقبول، ولا تجد نفس الصعوبة السابقة في ممارسة هواياتك المفضلة وأهمها التفاؤل والأمل ورؤية أشياء جميلة في الحياة كدت تنساها أو تفقد قيمة الجمال نفسها. أعتقد أن أكثر الأشياء والمشاعر سوداوية وبؤساً نحصل عليها، ليس من الفضائيات أو النشرات الإخبارية العربية، وإنما من الأحزاب والصحافة الحزبية التي تعمل كأكبر مساحة إعلانية مخصصة للكوارث والنكبات والترويج للكراهية والحقد الأسود. لا تكاد تعود إلى عادتك السيئة الأولى أو تصادفك جريدة دون ترتيب منك أو قصد فتقرأها أو تمر على عناوينها الرئيسة إلا وتطير يدك مباشرة ودون تأخر إلى المكان الذي كنت تضع فيه حبوب «البانادول البريطاني» لأن الصداع الملعون لم يعد في إجازة وعاود عمله فجأة!.. وأشك أن المعارضة تستلم عمولة كبيرة من الشركة البريطانية لاستقطاب زبائن من اليمن!!. العالم يتفرغ للتنمية والتحديث وتجميل الحياة وتحسين المعيشة والدخول.. ونحن تفترسنا سياسة الأزمات، وأحزاب الأزمات، وصحافة الأزمات والنكبات والكوارث. العالم مشغول بالاقتصاد والتعليم والتربية والثقافة والزراعة والتصنيع.. ونحن مشغولون باللقاء المشترك والنضال السلمي ومهرجانات التأزيم وصحافة التلغيم. لقد ضيعوا وقتنا ووقت البلاد ومعه ضيعونا لأجل عيونهم التي لا ترى أبعد من الكرش والعرش.. فأي عزاء لنا بعدها..؟! شكراً لأنكم تبتسمون