الحقيقة المرة التي كشفتها «الجمهورية» في عددها الصادر يوم الأحد13 / 4 /2008م ونقلتها بجرأة وتجرد،ومع صورة الطفلة الضحية،هو سبق وموقف وطني يحسب للصحيفة ورئيسها والقائمين عليها،لأن كشف جريمة كهذه لهو عمل وطني يستوجب المكافأة عليه زميلنا وأستاذنا سمير اليوسفي،لأنه وضع قضية كهذه أمام الرأي العام ليدق بها ناقوس الخطر وينذر الجهات القضائية والقانونية لتضع حداً لهكذا سلوكيات انحرافية،لم تكن إلا في زمن الجاهلية الأولى والتي كان الدين الإسلامي الحنيف قد أنهاها ووضع حداً لها، ورسخ لدى المسلمين عقائد وسلوكيات فيها من الإنسانية والرحمة ووشائج القربى، وغيرها من الأمور التي نباهي بها إلى اليوم.. لكن ماهذا الذي حدث.. وفجعنا به، وهزّت أركان المجتمع كله،وكل من قرأ وتمعن في قضية المغدور بها غرق في دوامة من الأفكار والأحاسيس،وكأن طامة كبرى قد لحقت به وأفقدته القدرة على الحراك والنطق وامتلاك أعصابه التي قلبت شخصه رأساً على عقب؟!إنها ضربة معلم ل«الجمهورية» أن عرضت قضية الطفلة «نجود» ذات الثماني سنوات التي اقترن بها ذئب من ذئاب الغابة بمباركة أب أعماه الطمع وفقد أبوته بدون أدنى جدال،وهو يسلم فلذة كبده لوحش كاسر،أبى إلا أن تكون نوازعه وانحرافاته اشبه بحيوان،لايهمه إلا الفريسة أو الغريزة ياالله..يحدث هذا في الألفية الثالثة،وفي أرض الإيمان والحكمة، وفي بقعة طيبة من عاصمتنا التاريخية ،يحدث هذا العمل الإجرامي، بمسوغ زواج مسخ،لاتكافؤ فيه ولا اتفاق ولا عاطفة اللهم من وحشية يندى لها الجبين، ويجفل لها كل أب حنون،تهمه ابنته ومستقبلها واستقرارها،لبناء اسرة كريمة معافاة..الخ. لقد مثلت «نجود محمد ناصر» المغدور بها وهي تقف أمام محكمة غرب الأمانة،وصمة عار،وصلفاً جنسياً أرعن، لامبرر له ولا جائزاً حدوثه،لأن فكرة «الدخول» بحد ذاتها فيها انتحار وإغضاب لله سبحانه،وسحق لإنسانية طفلة والعبث بها وهي في فزع وهلع تحت مسمى «زوجة» تجري بحثاً عن النجاة من وحش لئيم ومن غرفة لأخرى ،ربما منادية مستغيثة بأمها وأبيها الشريك في الجريمة وبقية أفراد الأسرة الذين غدروا بها..وماذا ستفعل طفلة غضة أمام قوة وحش ذي ال«30» سنة ليعتصرها ويحيلها إلى كومة من المشاعر المتآكلة المجروحة الدامية ولم تنفعها الاستغاثات والتأوهات، وهكذا هي الجريمة مكتملة الأركان أراد الله بها العار لهذا المدعو«زوجاً» ولوالد الطفلة أيضاً،ولتكن «نجود» البريئة محتسبة عند الله وملائكته التي سترعاها بعدما أصابها الحادث من جروح نفسية وعصبية وأخلاقية لاتقوى على تحملها حتى امرأة شابة في ربيع عمرها..وبهكذا سفالة...فمابالنا بواحدة من أحباب الله«!!» إننا إزاء جريمة لايجب أن يغفلها القضاء أو يهملها ،بحجة عدم وجود قانون يعاقب هكذا جرائم،فالقانون يستند إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإلى اجتهاد علماء الأمة وأخلاق المجتمع،والعادات والتقاليد المرعية في هكذا أمور..فلايجب أن نتذرع بالقانون..لأنه ليس «قرآناً» وهو القانون من وضع البشر ،فهل ننتظر حتى يُشرع لقانون..وتضيع قضية طفلة بريئة هتك شرفها وعرضها ونهشت كما تنهش الحيوانات فريستها،وبغريزة قذرة تستوجب علينا بتر «عضو الزوج المفترض» لكي يحس بالألم والعقاب الذي أملاه ومارسه مع زهرة بريئة بشكل بشع ومقزز ومأفون! هكذا تكون الصحافة..مرآة حقيقية لكشف الجرائم المخلة بالمجتمع والأسرة وبدون مواربة،لأن السكوت هو المشاركة في الجريمة التي لا ولن يرتضيها حتى المجنون لابنته وأسرته..وللقضاة نقول:طبقوا العدالة التي ترون انتهاكاتها في عيون ووجه وجسد«نجود» النحيل الطاهر البريء ...وأمثالها.