يبدو أننا نسينا المرض الذي هزّ العالم وما سمي حينها ب"جنون البقر" ولذلك فهناك من هو مستعد جداً إلى أن يذكّرنا بما هو أبعد من ذلك الجنون.. وما هو أكثر.. في صور متوالية تدعونا إلى أن نسترسل في الدعاء بالشفاء والعافية.. في اللقاء المشترك.. وكما بدا واضحاً أن الحابل اختلط بالنابل.. والأرت بالنار.. والأحزاب الخمسة فشلت في التحكم بالدرجة الفولتية الخاصة بالعدادات الكهربائية لكل حزب.. ولذلك تجاوز الجنون حد المقبول والمعقول.. وبلغ ذروته عندما صيغت البيانات في ظل اهتزاز واضح ورعشة قوية أفقدتهم الصواب.. وحالت دون أن يكون الاتزان سيد الموقف في أسوأ الأحوال!. جنون المشترك وصل إلى إضاعة المهم والأهم في أجندتهم التي تشكو تشتت الأفكار.. واختلاف الرؤى والاتجاهات.. وبذلك صارت المهمة الرئيسة إثارة الفتن والفوضى والمشاكل والتخريب والنهب والتكسير في بعض المحافظات.. ونشر ثقافة الكراهية.. والعمل على ترسيخ الضغائن بين أبناء الوطن الواحد.. وغرس المفاهيم الخاطئة بإيحاءات مناطقية وأساليب عدائية ونظرات انتقامية. ولم تكتفِ تلك الأحزاب بما حصل من استهداف للوحدة الوطنية.. ولقيم المحبة والأخوّة بين المواطنين.. وتعد صارخ للقوانين والأنظمة.. وتجاوز صريح للسكينة والهدوء بهدف إشاعة الخوف والقلق وضرب الأمن والأمان وتجريع الوطن خسائر فادحة سياسياً واقتصادياً وسياحياً وتنموياً. كل ذلك لم يكفِ.. لأن الحالة الهستيرية لا تبقي ولا تذر.. والنظرة قاتمة السواد للوطن والمواطن.. وإلا ما معنى أن تطالب بالإفراج عن مرتكبي أعمال التخريب والنهب والتقطع دون قيد أو شرط ؟!. ولأنها أوجدتهم.. ووجهتهم وخططت لهم.. ولم تراعِ عظمة الوحدة.. وأهمية الأمن والأمان.. وأرادت بثقافة الكراهية تشطير القلوب؛ فقد وجدت أن من واجبها النضالي "الجنوني" تأمين الغطاء الذي يمكنهم من تنفيذ المزيد من حالات الفوضى والتخريب والتمزيق!. هكذا تبدو الصورة واضحة جداً، فمن يدعم ويغذي ويدافع عن التخريب والنهب والاعتداءات.. ماذا ننتظر أن يفعله إذا "حكم"؟!. يا ساتر يا الله .. يا مخارج يا الله!!.