بالطبع ليس هناك مجال للتبرير أو للشرح أو التفصيل حول هذه العادة التي تكررها وزارة الكهرباء منذ أعوام عدة وبامتياز تحت اعتبار أنها لا تفرّق بين العادة السيئة؛ والسيئة جداً، والعادة الحسنة وهي المقصودة في ذلك المثل!!. .. الكهربائيون أو بالأصح القياديون في الكهرباء يهمهم جداً ألا يخالفوا العادة التي عُرفوا بها ومن خلالها والمشهورة بالمقولة التي يرددها الصغير والكبير: "طفي لصّي"!. .. الأشد ألماً والأكثر استدعاء لمتواليات الحزن والحسرة أن تختار "الكهرباء" موسم الامتحانات الدراسية لتثبت للجميع أنها عند مستوى المسؤولية ليبدأ بعد ذلك المشروع القديم - الجديد "طفي لصّي". .. ويختارون الوقت الأهم من بعد صلاة المغرب أو العشاء وإلى مالا نهاية من ساعات الليل التي يقال إنها توصل الطالب إلى المعالي على اعتبار أن من "سهر الليالي نال المعالي". .. المدارس الحكومية أو الخاصة لا تقصّر؛ تحاول اللحاق بآخر أيام العام الدراسي بخوض سباق ساخن مع ما تبقى من المواد والدروس لتحشوها بالقوة ومع سبق الإصرار والترصد في عقول الطلاب دون مراعاة لأهمية الفهم من عدمه، فالمهم أن ينتهي العام الدراسي وجميع الدروس منتهية!!. .. وفي الوقت الذي يجد الطالب نفسه أمام حمل كبير بسبب الدروس الكثيرة التي تلقّاها في أسبوع أو اسبوعين يجد في الاتجاه الآخر سياسة "طفي لصّي" تترصده وتحرمه ساعات مهمة قد تقيه السقوط والخسارة. .. آباء وأمهات يشكون بمرارة استقصاد المسؤولين في الكهرباء محاربة أبنائهم في أيام الامتحانات، ورغم أني أحاول إقناعهم وإقناع نفسي بأن الأمر ليس كذلك وإنما هو فقدان للسيطرة عند أولي الأمر في الكهرباء؛ إلا أنني أفشل وأعود وأصب الدعوات على من يحاربون أبناءنا.. قولوا آمين!!. .. أنا هنا لا أتكلم عن مهنتهم في حرق الأعصاب وإتلاف الأجهزة والمعدات، فمسألة تكرار الانطفاء في النهار أصبحت مألوفة رغم ما تتسبب فيه من خسائر، لكني أتحدث عن الإنطفاء ليلاً والطلاب منهمكون في المذاكرة وفجأة تظلم الدنيا في وجوههم وهم يرددون: "طفّوا علينا الكهرباء". .. وأذكّر بأن خمسة أيام فقط تفصلنا عن أول أيام الامتحانات، وإذا ما انطفأت الكهرباء ليلة أي امتحان فابشروا بجيل جديد يحمل مؤهلات "طفي لصّي"!!. .. هناك أمر آخر مؤلم جداً وهو الانطفاء الليلي في المحافظات الحارة، وهنا المصيبة أعظم؛ وإن كان المسؤولون عن الكهرباء لا يفرقّون بين الأخف والأعظم!!. .. اتقوا الله، واعلموا أن فلذات أكبادنا يراجعون دروسهم ويستعدّون للامتحانات في أحيان كثيرة تحت أضواء الشموع الخافتة، وأولاد من لا يحسّون ولا يشعرون - من أمثالكم - لديهم مولدات كهربائية وتدابير خاصة. .. لذلك أرجوكم؛ كونوا عند مستوى المسؤولية ولو في موسم الامتحانات وفصل الصيف الملتهب فقط..!!.