أعجبني كثيراً هذا العنوان الذي طالعته بإحدى الصحف الرسمية في بلادنا، وأعجبني أكثر ما ورد من أطروحات متفرقة بعناوين فرعية تحت ذاك العنوان المتصدر للصفحة «السخف الحيسي»، وهو معنى مرادف لكلمة «الزنط الحيسي».. ولأن هذا السخف أو الزنط مرتبط ارتباطاً وثيقاً «تاريخياً واجتماعياً وسلوكياً ولغوياً» بالمدينة «حيس»، فإني أرى - هنا - أن الكتابة تكون أجمل عندما لا يكون السخف (الزنط) رمزاً فنياً نتعامل معه كمعادل موضوعي عند معالجتنا لقضية مّا.. ولكن الأجمل في الكتابة عندما تكون واقعاً يحكي مظهراً من مظاهر السخف الحيسي وحقائقه التي تمشي على الأرض.. وإليكم وجهاً من وجوه الزنط الحيسي، فيما يلي:. في إحدى زياراته الكريمة لمديرية حيس أصدر فخامة الأخ رئيس الجمهورية، المشير علي عبدالله صالح، توجيهاته الصارمة ببناء «مستشفى حيس» وتجهيزه بكافة المستلزمات المطلوبة وتمكينه من تغطية احتياجات مواطني المديرية والمديريات المجاورة، فكان أن تم تنفيذ ذلك، وبدأ العمل فيه بصورة جيدة.. ولكن الحراك فيه ظل موقتاً، فكلما استطاع المدير المسؤول عليه إنشاء مرفق صحي خاص به في المدينة أهمل العمل بالمستشفى الحكومي وبصورة مزرية.. ولقد تداول على إدارة المستشفى الكثيرون حتى وصل إلى المدير الحالي.. ومظهر السخف الحيسي الذي نتحدث عنه كان ولا يزال حقيقة في تصرفات المدير الحالي تتمثل في مغالاته في اللامبالاة واللاشعور بالمسئولية، والمغالاة أكثر في التطاول على كل من يحاول مجرد المحاولة الكلام عن الإهمال السائد في المستشفى حالياً، رغم وجود كافة الأجهزة الطبية به، الكادر الصحي، المبنى الضخم، اعتماد النفقات التشغيلية للمستشفى التي تصرف بصورة منتظمة وتصل مع الإيرادات إلى مئات الآلاف، ولكن يذهب كل ذلك إلى خارج نطاق التغطية اللازمة لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين.. ونحن نسمي هذه المغالاة زنطاً كما يسميها محرر صحيفة الثورة سخفاً، ولكن ماذا نسمي مغالاة مدير المستشفى هذا عندما وصل به الحال إلى قيامه بمنع صاحب إحدى المحلات المجاورة لمبنى المستوصف الخاص به الذي بناه في أثناء فترة إدارته للمستشفى من تشغيل طواحين الحبوب في محله حفاظاً على عدم إزعاج المرضى الراقدين في مستوصفه الذي يجري الآن تشطيباته الأخيرة وسيفتتح في المستقبل القريب دون أي وجه شرعي لذلك.. وياله من شعور جميل تجاه المرضى من الأخ المدير الذي ينسكب عليه غضب الأمهات اللواتي لا يجدن خدمات الولادة في المستشفى، وسخط الطلاب الذين لا يجدون أي لوازم بسيطة للجراحة.. وكان أحرى بهذه المشاعر أن تكون للمرضى المترددين على المستشفى والذين لا يجدون أي خدمات فيه خصوصاً الفقراء منهم، وهو المستشفى الحكومي الواجب عليه الاهتمام به.. فماذا نسمي هذه الحالة: زنطاً - سخفاً .. أم أن مدينة حيس قد تجاوزت ذلك ليصبح السائد: زنط الزنط أو سخف السخف الحيسي..؟!