الشعب اليمني عاش، ولايزال يعيش، موحداً، واحداً بكل مذاهبه وقبائله، ولم يحصل في يوم من الأيام أن احترب فيما بينه، واقتتل على أساس مذهبي.. فالمعلوم أن اليمانيين ينتمون إلى عدة مذاهب، منهم زيدي، ومنهم شافعي، وهناك مذهب إسماعيلي، إضافة إلى الطائفة اليهودية في الجهات الشمالية.. وعمرهم ما اختلفوا على هذا الأساس المذهبي أو السلالي.. لقد عاش الشعب اليمني إخوة، وفي سلام مذهبي وسلالي «سلام اجتماعي»، ولم ينتقصوا من حق اليهود اليمنيين، أو يستضعفوهم كأقلية.. حتى في الصلاة الجميع يصلون مع بعضهم، وخلف أئمة من مختلف المذاهب، الزيدي يصلّي وراء الشافعي، والشافعي يصلي وراء الزيدي، ويقفون في صفوف واحدة دون الاهتمام بمن «يسربل» ومن «يضم».. وجميعهم يرون في الفوارق المذهبية مسائل غير خلافية، ولا يجوز أن تؤدي إلى الفتن والاقتتال. وعليه فإن التمرد الذي يقوم به الحوثيون لا علاقة له بالزيدية، ولا بالهاشمية، ودعواهم هذه باطلة، ولا أعتقد أن الزيديين أو الهاشميين تنطلي عليهم مثل هذه الدعاوى، لأنهم يدركون أن اليمانيين سواسية في المواطنة والحقوق في ظل الجمهورية اليمنية.. هذه الجمهورية التي لم تكن من فعل زيدي أو هاشمي، أو شافعي أو.. أو.. ولكنها من فعل كل أبناء الشعب الذي ثار بكل فئاته وسلالاته ومذاهبه ضد الحكم الأسري الكهنوتي الحميدي.. وفي طليعة الجميع الهاشميون الذين انضوى كثير منهم في تنظيم الضباط الأحرار جنباً إلى جنب مع إخوانهم من المذاهب الأخرى، ودافعهم في ذلك أن الأسرة الحميدية انفردت بالحكم، وجسّدت في حكمها الظلم والتخلف، ولم يتوانَ الهاشميون عن المشاركة في الثورة، لأن أسرة بيت حميد الدين هاشمية، بل كانوا في الطليعة. الحوثيون يسعون إلى العودة باليمن إلى الحكم الأسري الكهنوتي، وبدلاً من الإمامة الحميدية تكون إمامة حوثية..! وهذا ما يرفضه شعبنا بكل مذاهبه ودون استثناء.. وهذا ما أكده الأخ الرئيس (الصالح) في حديثه مع (نيويورك تايمز) في يوم 22/6/8002م، موضحاً أن ما بين الدولة والحوثيين ليس سوى التمرد المسلح والإفساد والفتنة الحوثية التي تهدف لتقويض النظام الجمهوري وإقامة نظام إمامي أسري.. لكن هيهات لهم ذلك.