تذكرنا الحرب الأفغانية القائمة بمتاهة الجنرال ( سيمون بوليفار ) الذي تحدث عنه الروائي العالمي جابرييل جارسيا ماركيز في روايته ( الجنرال في متاهته ) .. وفيها نقرأ المصائر الدراماتيكية لسيمون بوليفار الذي انخطف بالمثال الذهني حالما بتوحيد أمريكا اللاتينية فمادت به الأيام وتاه في البراري والقفار السياسية، حتى وجد نفسه يواجه الموت منبوذاً عليلاً ومطارداً أيضاً !!.. بدأت الولاياتالمتحدة حربها ( المقدسة ) ضد إرهاب بن لادن والقاعدة وطالبان باستخدام أكثر الأسلحة فتكاً وأكثر القاذفات الاستراتيجية تطوراً، فنجحت في إنجاز نصر عسكري موهوم بمقابل فشل سياسي ذريع.. بدليل أن المطلوبين ليسوا حاضرين وأن عمليات طالبان بدأت للتو مع تباشير ذوبان جليد الهملايا .. فيما دخلت الهند وباكستان منزلقاً خطيراً سيعصف بكامل الأولويات والسيناريوهات التي تم رسمها في البيت الأبيض .. فالعسكرية الأمريكية ومن معها مطالبون بمراقبة الوضع في أفغانستان.. أما الإدارة الأمريكية فان عليها أن تمارس ضغطاً مزدوجاً وكبيرًا على الهند وباكستان حتى لاتقع الفأس في الرأس وتزداد ورطة الأمريكان في العمق الآسيوي . هكذا يبدو المشهد ببساطة شديدة،الكل مأزوم ومهزوم والمدى مفتوح لأحوال تتجاوز الخيال، والمد القائم في أفغانستان كما في كل الإقليم المجاور سيعيد المنطقة إلى قرون خلت. لقد نجحت حسابات الروشتة الديمقراطية الأمريكية في تعميم التعصب والانغلاق والبؤس.