خلال السنين الماضية، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ومعه انهار التوازن الدولي، لتنفرد الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيادة العالم.. تدافعت الكثير من شعوب العالم للانقضاض على أنظمتها الوطنية «بغض النظر عن طبيعتها»، بدعم وتشجيع وإغراء من قبل النظام الأمريكي وآلياته.. وتحت تأثير الوعود الأمريكية بحلول تحقق الأحلام الوردية، والجنان الديمقراطية، وحياة الحرية.. في إطار النظام العالمي الجديد (العولمة). ولكن بعد قيادة الولاياتالمتحدة للعالم بانفراد لمدة نحو (18) عاماً ثبت للعالم أنه نظام غير جدير بالثقة، ونظام لا يصلح لقيادة العالم.. لأنه غير أمين على مصالح العالم، ولا على العدالة الدولية، ولا على كل الحقوق البشرية.. وأكد خلال الفترة الماضية أنه نظام يخدم ويسعى لتحقيق أطماع الشركات الأمريكية في الهيمنة على العالم «موارد وأسواقاً، وبشراً».. وهذا ما أثبتته سلوكيات الإدارة الأمريكية مع شعوب العالم، وهي سياسات عنصرية غير إنسانية، سياسيات عدوانية إرهابية «إعلامياً وسياسياً وعسكرياً»، والأمثلة كثيرة على ذلك ابتداءً من جنوب شرق أوروبا، واحتلالها لأفغانستان والعراق، وحربها ووقوفها إلى جانب العدو الصهيوني، ودوام تهديدها لإيران وسوريا والسودان وفنزويلا وكوبا وكوريا الديمقراطية، واتهاماتها لمعظم الأنظمة العربية والإسلامية بانتهاك حقوق الإنسان وإيواء الإرهاب وعدم أخذها بالنظم الديمقراطية، وتدخلها في لبنان وتشجيع الصهاينة للاعتداء عليه في تموز 2006م، وسعيها لتوسيع وتمديد الحلف الأطلسي نحو الشرق لإيجاد مبرر لإقامة قواعد عسكرية في آسيا وكذلك في أفريقيا، وأخيراً محاولاتها المستمرة لنشر الدرع الصاروخية الدفاعية في شرق أوروبا، وهو ما يهدد روسيا والصين والشرق الأوسط.. كل هذه السياسات تُرتكب تحت مبررات كاذبة، وإدعاءات غير صحيحة خاصة في عهد بوش.. وأكد ذلك كل المسؤولين الذين غادروا البيت الأبيض، الذين برّروا مواقفهم على هذه السياسة أنهم كانوا موظفين يطرحون ويعلنون ما يأمرهم به قادة البيت الأبيض حتى وإن كان كذباً.. فهم يقولون إنهم (عبد مأمور). لذا بدأت الثقة بالإدارة الأمريكية تتراجع عبر العالم، بل إن المشروع الأمريكي العالمي بدأ يتهاوى في كثير من المواجهات والممانعات التي صارت تتسع وتتصاعد في العالم.. والخاسر الوحيد هو الشعب الأمريكي الطيب