يرغب الرئيس جورج بوش في إنجاز اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل مغادرته منصبه، لكن الحليف الإسرائيلي على ما يبدو يختار عمل ما يحرج بوش ويبعده عن تحقيق تلك الأمنية التي يمكن توظيفها بقوة خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية من قبل الجمهوريين غير أن عروض الديمقراطيين تبدو ربما أكثر إغراء، كما يمكن أن يفهم من تعهد المرشح الديمقراطي باراك أوباما بجعل إسرائيل أقوى دولة في هذه المنطقة من العالم وفي حال كان ذلك هو الأمل الإسرائيلي فإن القادم أفضل بالنسبة للإسرائيليين .. خلال اللقاء الأخير بين عباس وأولمرت الأحد الماضي والذي جاء ضمن لقاءات الأسبوع المعتادة في هذا اللقاء بدا جلياً أن أولمرت الذي يستعد لمغادرة منصبه بعد انتخابات حزب كاديما المقبلة خلال سبتمبر- أيلول الجاري يرغب في توقيع وثيقة تشكل إطاراً عاماً لبعض القضايا الأساس، غير أن الأكثر سخرية أن هذه الوثيقة أيضاً ليست ملزمة بل تطرح على القيادة الجديدة وهي من يبت في قبولها إسرائيلياً أو رفضها فبحسب مصدر في مكتب أولمرت فإن هذه الوثيقة لن تطبّق بصورة فورية، بل سيصار إلى العودة إليها في وقت لاحق. الفريق المحيط برئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يستعد للمغادرة بعد فضيحة فساد، فسر الأمر بأن اتفاقاً يحمل هذه الصفة الضبابية سيتيح إظهار أن المفاوضات لم تفشل، وسيشكل نقطة ارتكاز للحكومة الإسرائيلية المقبلة..الرد الفلسطيني جاء حازماً هذه المرة، وبحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس عن ياسر عبدربه أحد مساعدي عباس أن الجانب الفلسطيني لن يقبل عقد اتفاق جزئي أو معاهدة توضع على الرف.. رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، قال أيضاً بعد اجتماع عباس أولمرت: إن عباس أكد لأولمرت كما أكد (لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا) رايس رفض السلطة الوطنية الفلسطينية وبأن "لا" لاتفاقيات انتقالية أو جزئية جديدة، و"لا" لتأجيل القضايا الأساسية.وشدد عريقات "كل شيء أو لا شيء".. "كل شيء" يعني الاتفاق على القدس والمستوطنات وقضايا الأسرى واللاجئين أو لاشيء وهو الخيار الذي أخذت به الحكومة الإسرائيلية.. الجامعة العربية من جهتها لم تصمت فقد علقت، لكن على موضوع آخر يتعلق بمقترحات كان طرحها وزير الخارجية المصري، أحمد أبوالغيط، تقضي بوجود أفكار أو دراسات لإرسال قوات عربية لقطاع غزة؛ حيث علقت الجامعة على ذلك بالقول: إن تلك الأفكار "مجرد أفكار تستحق الدراسة،" لكن حماس لها رأي آخر فهي لا تفترض حسن النية كما يبدو حيث ردت حركة حماس على الاقتراح بعنف، مجددة رفضها المطلق لاستقدام أية قوات عربية أو أجنبية إلى قطاع غزة تحت أية ذريعة كانت.. الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي أبدى استغرابه من سبب الصراع بين الفلسطينيين الذين لا وجود لدولة تحت أيديهم ولا مناصب حقيقي، حد قوله طمأن حماس على مايبدو بالقول إنه لا ينبغي تفسير تصريحات صحافية لوزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، حول فكرة إرسال قوات عربية إلى غزة على أنها "اقتراح رسمي مصري.". فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس رحّب بعرب يحررون الأقصى من الإسرائيليين وليس غزة من الفلسطينيين ، إذا كان العرب يريدون أن يأتوا لكي يساعدوا الشعب الفلسطيني فليرسلوا قوات عربية تقاتل مع المجاهدين و تحرر الأقصى وتحمي القدس وتحمي الأرض الفلسطينية، أما عندما يتكلمون عن قوات عربية أمنية تحكم قطاع غزة فهذا مرفوض؛ لأن من يحكم قطاع غزة هي الشرعية الفلسطينية وحكومة الوحدة الوطنية المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني وهي الخيار الشرعي للشعب الفلسطيني.. برهوم اعتبر هذا النوع من المقترحات التفافاً لإسقاط حماس في غزة كما يبدو حيث يقول: لن نقبل استقدام أية قوات عربية أو أجنبية مهما كانت ومن أية دولة كانت وتحت أية ذريعة من شأنها أن تعطل وتدمر الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني وتسلبه عزيمته وإرادته. . لكن موسى اعتبر هذه الفكرة وغيرها من الأفكار المطروحة للمناقشة في هذا الإطار أمراً يتوقف على نتائج المصالحة الفلسطينية ،غير أنه عاد وأكد أن المصالحة بين الفلسطينيين لا يمكن أن تظل تراوح مكانها دون نتيجة، مشدداً على أن هذا الأمرغير مقبول، ومحملاً الفصائل الفلسطينية نفسها مسؤولية استمرار الانقسام وإسالة الدم الفلسطيني.. هذا الأمر لم يطرح على جامعة الدول العربية بشكل رسمي من أية جهة رسمية - حسب قول الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية - مشيراً إلى أنها مجرد أفكار ودراسات تضع الاحتمالات والبدائل للتعامل مع الوضع الجاري في غزة. في حين اعتبرها موسى أفكاراً تتم دراستها بالفعل..! ليظل السؤال الدائم قائماً..من يقرر بشأن القضية الفلسطينية؟