ثمة حقائق لاتقبل الشك والجدل منها أن تلك العناصر والقوى السياسية ممن تسمي نفسها بالهيئات السياسية ومصطلحات الحراك والقضية الجنوبية التي عادت مؤخراً بتحركاتها وما تقوم به من حشد لأناس مغرر بهم ومغلوبين على أمرهم في فعاليات وخطابات رنانة تقيمها هنا وهناك وخصوصاً اتخاذها من مناطق الريف النائية ساحة لأفعالها وأهدافها المشبوهة. إن هذه المجاميع التي عادت إلى الواجهة في الوقت الراهن هي من فقدت مصالح شخصية ضيقة وهي من تقحم الناس وتزج بهم للوصول إلى تحقيق مآربها الرخيصة بهدف النيل من الوحدة اليمنية والتعبئة الخاطئة للعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء وإلى عهود التجزئة والتمزق والتشطير البغيض الذي دفنه الشعب اليمني الأبي في 22 مايو 09م اليوم التاريخي المجيد الذي استعاد فيه اليمنيون وحدتهم بقيادة المناضل الرئيس علي عبدالله صالح.. ولقد شدني تناول رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الأستاذ سمير اليوسفي في افتتاحية الملحق الخاص بالعيد ال 54 لثورة أكتوبر المجيدة بعنوان «الثورة.. وحدة اليمن » والذي تطرق إلى مشهد الحراك لقوى مأزومة لاتخجل وهي تطعن حتى في واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، ومما قاله: اليوم وبعد أربعة عقود يحاول عملاء الكهنوت الإمامي ومرتزقة المستعمر التشكيك بواحدية الثورة «سبتمبر وأكتوبر» والنفخ في أبواق التشطير، مستغلين أجواء التعددية والانفتاح الفكري والسياسي والحزبي وغياب المعارضة التي تعمل على كل ما يعزز التلاحم الوحدوي وكل ما يؤدي إلى ازدهار الوطن بعيداً عن النهج الشيطاني وإشعال الحرائق وبث الفرقة في صفوف الشعب الموحد إلى أبد الأبدين، بحيث لن يستطيع الخطاب المدمر الموجه من هذه الأحزاب الإضرار بالمصلحة الوطنية والتحقق على أرض الواقع فالشعب اليمني شبّ عن الطوق. لقد استمرأت تلك العناصر الاستمرار في غيها وهي تمضي بقيادة الحملات التعبوية السيئة ضد الوحدة وتنشر ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، إضافة إلى تحريض الجماهير على عدم ممارستها حقها الدستوري المكفول في الاستحقاق الوطني المقبل المتمثل بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في ال 72 من ابريل من العام 9002م ، حيث تدعو الجماهير إلى مقاطتعها تحت يافطات وحجج كاذبة تدحضها الحقائق.. لكن قوى الشر والتآمر فشلت وستفشل في تضليل وعي المجتمع اليمني خصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية التي تتكلم اليوم باسمهم، لأنهم يدركون أن هذه العناصر هي من جلبت لهم الويلات وألحقت بهم أبلغ الضرر والظلم والقهر والتدمير طوال تربعها على كراسي الحكم والنظام الشمولي التشطيري البائد.. القوى الوطنية الشريفة يتوجب عليها اليوم أن تقف بمسئولية وشجاعة لدحض وإخراس هذه الأصوات الانفصالية المقيتة وكشف ماضيها الأسود وأن تبتعد عن السلبية المفرطة، كون الوطن والوحدة والسلم الأهلي مسئولية الجميع وفي المقدمة الفعاليات السياسية وقيادات الأحزاب وكل القوى الشريفة في الساحة التي يجب أن يكون لها موقف ومبادرة تجاه الأنشطة المشبوهة للقوى الانفصالية وتجاه ما تقوم به من تحريض لمقاطعة الانتخابات،فالوطن والوحدة أمانة في أعناقنا وضمائرنا .