المُحاور «بكسر الواو » الناجح في المقابلة التلفزيونية يتّصف بصفات محددة أبرزها : الحصافة : أي القدرة على استدراج المُتحدث وإيصاله إلى الهدف الذي يتوخاه من البرنامج، ولكن بطريقة سلسة لاتعسف فيها. الاسترخاء : أي القدرة على استنطاق أصعب الموضوعات بلغة بسيطة، وبرشاقة أسلوبية تجعل المشاهد متماهياً مع النص والصورة معاً . الثقافة العامة : وهذه المسألة تتّصل بقُدرة المُحاور «بكسر الواو» على الانتقال في موضوعات متعددة، وتناول الموضوع الواحد من زوايا مختلفة، وبطريقة بسيطة تنم عن استيعاب وثقافة شاملتين، مع معرفة حقيقية وممارسة ذوقية لفنون الحوار التلفزيوني المُكثّف . قراءة الآخر : أي التبسُّط مع المحاور «بضم الميم»، مع استيعاب ضمني لملكاته الفكرية والإشارية والتعبيرية بحيث يكون المذيع المحاور «بكسر الواو» مُنساباً مع تلك الملكات ولا يجافيها، ولا بأس من آن لآخر من اللجوء إلى لغة التضاد «الكونتراست » الموحية بحثاً عن الإثارة الحميدة لا الإثارة بغرض الإثارة . الاتصال غير اللفظي : المذيع المُحاور «بكسر الميم» الذي لا يُحسن قراءة الإشارة والتعبيرات الصوتية والجسدية يصبح كالآلة الناقلة لأسئلة جامدة، وفي هذه الحالة لاتقدم الحوارية رسالتها المرجوة . الاستهلال : تعتبر من الفنون الدالة في شد انتباه المُشاهد، ولكل استهلال خاصيته المستمدة أساساً من طبيعة الموضوع ونوعية الطرف الآخر . القفلة : أوالختام، ولكل قفلة مداها ومزاجها المتصل أيضاً بطبيعة الموضوع وماكان من تداعيات أثناء الحوار، وليست هنالك وصفات جاهزة للاستهلال والقفلة، بل إن الثقافة العالمة في فنون التلفزيون والمسرح والسينما والأدب والموسيقى، وكذا علم الجمال، هي التي تمنح المذيع المُحاور قدرة استثنائية على اختيار الاستهلال والقفلة المُناسبتين وغير التقليديتين. الاستهلال منصة الانطلاق، والقفلة مطار العودة للهبوط الناجح، وإذا فشل المذيع في رافعتي البداية والنهاية فإن الطائرة تتوه ولا تعود إلى مدرج الهبوط. ومرة أخرى نتساءل : إلى أي مدى يتحقق هذا النوع من الحوار في ظل حوار الطرشان السائد والمكرور في غير محطة عربية ؟